
اسم الكاتب : سامي الموسوي
اصبح مما لاشك فيه على الاطلاق ان الحروب والحصار التي طالت الشعب العراقي وخاصة حرب ١٩٩١ وحرب ٢٠٠٣ و ما بينهما الحصار البربري الأمريكي الغربي وكل ما تلا ذلك لاشك انه من اجل اضعاف العراق وشعبه وجيشه وابقائه ضعيفا. وهذا الهدف اتفقت عليه أمريكا والغرب وبعض الدول الإقليمية المعروفة بالعداء للعراق ومنها إسرائيل. ان الاعتماد على أمريكا في تطوير قدرات الجيش العراقي سواء بالتدريب او التسليح ما هو الا انتحار وطني للعراق وفشل سياسي وعسكري وإبقاء العراق خاضعا وضعيفا لغيره من الأعداء الذين اتفقت أهدافهم حوله. وبعد الاحداث الأخيرة لا يجوز على الاطلاق ليس فقط الاعتماد على أمريكا وتدريباتها بل و لا يجوز إدخالها ضمن قائمة التطوير لانها أي أمريكا تهدف الى إبقاء العراق ضعيفا وخاضعا وتحت حمايتها وهذا ما تفعله بالدول الأخرى. وقد اثبتت السنوات التي تلت الغزو الأمريكي الصهيوني الفارسي عام ٢٠٠٣ بان أمريكا لم ولن تزود العراق بما يحفظ حدوده البرية والإبقاء على مياهه وسمائه بيديها وايدي عملائها والدول التي تشترك الهدف معها حول العراق وبما في ذلك ايران.
كان العراق يمتلك قوة جوية ارعبت الأعداء ووصلت ضرباتها الى أعماق الخليج العربي عندما دمرت فرقاطة الصواريخ الامريكية USS Stark مما اسفر عن مقتل العشرات من طاقمها كما وامتدت ضربات القوة الجوية العراقية البطلة الى ضربات تدميرية لجزيرة خرج وغيرها. كما وكان العراق يمتلك قواطع متعددة للدفاع الجوي وبخبرات ومعدات راداريه متطورة وكتائب انذار وسيطرة تتبع للقواطع الدفاع الجوي الأربعة لتغطي سماء العراق بالكامل. وكان العراق البلد الوحيد في المنطقة الذي يمتلك طائرات الإنذار المبكر ومن التصنيع العراقي. تعمدت أمريكا في حربها الأخيرة ضد العراق بتدمير القوة الجوية والدفاع الجوي وابقت العراق منذ ذلك الحين ضعيفا وهي التي تمسك بسمائه من النواحي كافة والهدف هو ابقائه ضعيفا دوما.
ان التدخلات وعمليات القصف الإسرائيلية والأمريكية مثلا في سوريا للمطارات المدنية وغيرها واحداث غزة الأخيرة يجب ان تجعل الجيش العراقي والحكومة سواء الحالية او التي تأتي في المستقبل ان يفكروا جديا بالعديد من النقاط الجوهرية لتطوير القدرات القتالية للجيش في كافة الصنوف وبشكل نوعي ومتطور. لقد اصبح جليا باننا نعيش في زمن لا مكان للضعيف فيه وان القوي هو المصيطر والضعيف تنهال عليه الضربات وهو ساكت اما القوي فلا احد يجرأ على مواجهته. على الجيش العراقي ان يسعى للابتعاد عن أمريكا لانها تريد ابقائه تحت بساطيل جودها ومرتزقتها. وعليه ان يسعى لتطوير مصادر تسليحه وبشكل متنوع لايقتصر على دولة واحدة. ومن المهم الانتباه اليه هو إعادة تطوير القوة الجوية والدفاع الجوي بقواطعه الأربعة وإعادة تحديث وتسليح الدفاع الساحلي والحدود البرية بكافة اصنافها علاوة على تطوير وتحديث الاستخبارات العسكرية. ومن المهم التركيز عليه ودراسته هو إعادة ادخال الخدمة العسكرية الاجبارية لكافة الشباب والخريجين بما ينسجم وطموح الدولة والوطن وسيادته. كما ويجب دمج الحشد الشعبي مع الجيش والقوى الأمنية بعد حله بكافة مسمياته لكي تكتسب الحكومة والدولة والوطن قوة واحدة وهيبة تمنحها المرونة في هذا الجانب. والمؤمن لايلدغ من جحره مرتين والحليم تكفيه الإشارة.