الشيخ غزال أثبت أنه زعيم العلويين في سوريا، نعيم الخفاجي

الشيخ غزال أثبت أنه زعيم العلويين في سوريا، نعيم الخفاجي

مشاكل سوريا القومية والمذهبية والدينية ولدت مع ولادة الدولة السورية الحديثة، التي رسمت حدودها اتفاقية سايكس بيكو، بل الصراعات الدينية والمذهبية كانت موجودة في الشام منذ حقبة الدولة العباسية، بعهد العثمانيين تم ارتكاب مجازر إبادة بحق العلويين والاسماعيليين والجعفرية والدروز والمسيح.
في عهد الدولة السورية الحديثة بالقرن العشرين، حدثت معارك طائفية ودينية بحقبة الرئيس السوري الشكشكي، هناك حقيقة لولا الشيخ صالح العلي زعيم العلويين والامير السلطان الأطرش زعيم الدروز لما كانت دولة سورية الحالية، ماحدث بحقبة الربيع من استهداف واضح للشيعة بشكل عام والعلويين بشكل خاص، واستهداف الدروز والمسيح، كان نتيجة طبيعية لوجود حاضنة اخوانية حنبلية وهابية اخوانية تكفيرية.
بعد سقوط نظام بشار الأسد ورغم إعطاء الجولاني السفياني ضمانات وتعهدات بعدم قتل الشيعة العلويين والدروز والمسيح، لكن لا قيمة لهذه التعهدات، تم خداع العلويين بالقبول في التخلي عن نظام بشار الأسد وتسليم اسلحهتهم، وعمل تسويات، لكن الذي حدث تم إبادة العلويين بشكل واضح في مجازر يوم السابع من آذار عام ٢٠٢٥، وتم مواصلة خطف مئات الفتيات العلويات رغم انهن متزوجات، وتم تزويجهن إلى أشخاص من المجاميع الارهابية، شاهدنا صراخ الأطفال على أمهاتهم المخطوفات، بطرق وحشية قل نظيرها في العالم.
في سوريا كان مشروعين، المشروع الاول التركي إسقاط الأسد واخذ كل سوريا، المشروع الثاني إلى نتنياهو، تعاون نتنياهو وأردوغان على دعم الجولاني السفياني ليكون رئيس سوريا بعد الأسد.
بعد سقوط نظام الأسد، تصادم المشروع التركي مع مشروع نتنياهو المبني على تفتيت وتجزئة سوريا، تم ترك العلويين تحت رحمة المجاميع الإرهابية طيلة عام كامل، لتعريضهم إلى كل أنواع العذاب والذل، والانتقام منهم بسبب تبني عائلة الأسد مشروع القومية العربية ودعم قضية فلسطين الخاسرة.
بعد الانتهاكات التي تعرض لها العلويين، لاحظنا هناك توجه اسرائيلي واضح دعم الاقليات السورية لرسم شرق أوسط جديد بسوريا، وتم عقد مؤتمر الاقليات قبل ثلاثة أيام في إسرائيل بحضور شخصيات سورية من العلويين والدروز والمسيح والاكراد، بل تم عرض لقاءات مع أعضاء بالحزب الجمهوري حظروا المؤتمر من أصول سورية علوية، بعد عمليات القتل والخطف والسبي التي طالت العلويين، آلان البيئة المجتمعية إلى المكون العلوي بات جاهزة بالقبول بالدعم الإسرائيلي، بل بسبب إجرام الجماعات الجولانية السفيانية بحق أطفال ونساء العلويين والدروز، سوف يكون هناك مقبولية إلى إسرائيل بين غالبية أبناء العلويين والدروز والمسيح والاكراد الذين يريدون إقامة ولاية أو دولة أو إقليم فدرالي بالشرق والشمال السوري.
تابعت بيانات إلى ابن خال الأسد مخلوف الذي تعاون مع جبهة تحرير الشام للتخلي عن نظام الاسد، وهو من أصدر أوامر للجيش السوري في الانسحاب وترك الوحدات والذهاب للبيوت، بيانات مخلوف لاقيمة لها بين أبناء الشعب العلوي في سوريا وخارج سوريا.
سابقا كل عام نشاهد خروج الدروز في الجولان رفضا للاحتلال، إلا هذا العام شاهدنا وقوف طوابير من الدروز أمام مكاتب الجنسية الإسرائيلية للحصول على الجنسية الاسرائيلية، مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية والاسرائيلية وضعت خطط وتم جني ثمار إسقاط نظام الأسد ودعم ابو محمد الجولاني ليكون رئيسا إلى سورية، بفضل الجولاني قبل دروز الجولان بالجنسية الاسرائيلية، وبفضل إجرام عصابات الجولاني السفياني باتت الاقليات السورية من الدروز والعلويين والمسيح والاكراد مع تبني مشروع نتنياهو في رسم شرق أوسط جديد في سوريا.
قبل ثلاثة أيام وجه الشيخ غزال الغزال زعيم الطائفة العلوية بيان طلب من العلويين التظاهر السلمي للمطالبة في حكم لامركزي، خرجت الجماهير العلوية في إعداد كبيرة، وثبت ان الشيخ غزال الغزال هو الزعيم الروحي للطائفة العلوية، صحيفة النهار أجرت حوار صحفي مع شيخ غزال الغزال هذا ملخص الحوار، بدأت التهديدات ضدي منذ اللحظة التي رفعت فيها صوت الحق في مواجهة باطلهم، ولن تكون هذه التهديدات سببًا للتراجع عن الموقف، لاتوجد قوة في العالم قادرة على تغيير موقفي أو إسكات الصوت الذي رفعته منذ اليوم الأول، ومهما كانت الضغوط فلن أتراجع عمّا أعلنته أمام الناس، حاولت هذه السلطة التواصل معنا بمختلف مستوياتها، لكنّ الهدف لم يكن الشراكة بل فرض الخنوع… وهذا ما لا يمكن قبوله تحت أي ظرف. رفضتُ كل أشكال التواصل، آذار كان نقطة التحوّل الكبرى، وهو اليوم الذي ارتكبت فيه السلطة انتهاكات جسيمة في مناطق العلويين، ما غيّر مسار الأحداث بالكامل.
حجم الاستجابة للاعتصام عكس حجم الألم، ويؤكد أن العلويين لا يمكن تهميشهم أو تجاوزهم بعد اليوم.
لن نتنازل عن مطلب الفيدرالية تحت أي ضغط، فهذا المطلب أصبح حقًا ثابتًا وضرورة وجودية، هناك دول وجهات كبرى تدعم مطالبنا، بما فيها الفيدرالية، وهذا ما يعزّز موقفنا ويؤكد شرعية رؤيتنا.
نحن على تواصل مع قيادات من جميع مكوّنات الأمة، لأن مشروعنا ليس فئوياً بل وطنيًا شاملًا.
انتهى ملخص الحوار مع شيخ غزال الغزال، شاهدنا يوم أمس وقوع اشتباكات مسلحة في ريف دمشق بين الجيش الاسرائيلي وبين مجاميع من أنصار الجولاني وقام الطيران الاسرائيلي بالاغارة خلف إعداد من القتلى والجرحى، وهرب الكثير من أنصار الجولاني من بلدة جن بريف دمشق إلى دمشق خوفا من القصف الإسرائيلي.
الصحفي الإسرائيلي ايدي كوهين كتب تغريدات، سخر من الجولانيين واسماهم في اسمهم الحقيقي بني أمية، حيث كتب التغريدة التالية بصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي( الان اذا كنتم حقا رجال تفضلوا الى الجنوب عفوا شمال اسرائيل نحن بنتظاركم).
بتغريده ثانية كتب( مساء الانوار بني أمية) ووضع مع التغريدة اناشيد بألحان عربية يسخر من الجولانيين ويطلب منهم ويقول لهم اذا انتم رجال تعالوا إلى القنيطرة.
بالنسبة إلى الطائفة العلوية هم فرقة من فرق الشيعة، تعرفت عليهم من قرب سواء من خلال العلويين السوريين أو جيراني وأصدقائي العلويين الأتراك المقيمين في الدنمارك، يجمعون ما بين القرآن الكريم وحديث النبي محمد ص وخطب الإمام علي ع وبين الفلسفة، اجتمع معهم مندوب مرجعية السيد محسن الحكيم رحمه الله السيد الشهيد حسن الشيرازي بعام ١٩٦٩، وشهد علماء وشيوخ العلويين بشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله ص وأن محمد خاتم الأنبياء وأن كتاب الله هو القرآن…..الخ يختلفون عن الشيعة بقضية التقليد، يتبعون زعامات مشايخ متفقهين بالدين ولديهم رياضات روحية يدرسون الفلسفة بشكل معمق، طموح العلويين إقامة دولة مدنية وليست دينية، لا يكفرون اي بشر، ليست لديهم مشكلة مع الديانات السماوية مثل المسيحية واليهودية، بل العلويين متسامحين مع كل أتباع الديانات السماوية والوضعية، هذا الذي أنا رأيته بنفسي، لديهم جزء من العلويين الأتراك يعتقدون حب الناس وحب رسول الله ص وحب الامام علي بن أبي طالب عليه السلام هو الذي يدخلهم الجنة وأن لم يصلوا ويصوموا، هذا رايته لدى جزء من العلويين الاتراك، أما العلويين السوريين شاهدت منهم ناس يصلون نفس صلاتنا لكن هدفهم العيش في دول مدنية وليست دينية، لذلك الطائفة العلوية لها مستقبل جيد في سوريا بظل التحولات بالشرق الاوسط، سوف يحصلون على إقامة كيان لدولة مدنية مستقرة بعيدة عن تبني قضية العرب الخاسرة فلسطين.
اشكر الاخوة في مواقع الاسلاميين الشيعة الذين ينشرون مقالاتي هذه رغم أن توجهي يختلف معهم بنسبة جدا كبيرة، نشرهم لمقالاتي بصحفهم ومواقعهم تطور إيجابي كبير لسماع وجهة نظر مختلفة وجديدة على ايدولوجياتهم، سألني الكثير من المتابعين عن رئيي بسقوط نظام بشار الأسد وخسارة إيران……الخ اقولها وبصراحة ماحدث من سقوط نظام بشار الأسد هو رحمة إلهية للشعب الإيراني الطيب، خلصت إيران من نظام بعثي متخلف قومجي متبني قضية خاسرة باعها وتنازل عنها أهلها العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني، إيران كانت تمول سوريا ماديا وعسكريا، الحمد لله سقط نظام الأسد ووصل الوهابيين من الاخوان المسلمين التكفيريين للحكم، أموال إيران تصرف للشعب الإيراني والعمل على رفاهيته افضل من تصرف في سوريا وغيرها، بقي الوضع اللبناني، بات الأمر يلزم حزب الله التحول إلى حزب سياسي شيعي لبناني، بالنسبة للسلاح يدمج في الجيش اللبناني، على شيعة لبنان الاستفادة من سقوط نظام الأسد وانفراد نتنياهو بتدمير غزة والضفة بدعم الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية السنية وعلى رأسها تركيا الاردوغانية، بقوة سلاح حزب الله بقي للشيعة منصب رئاسة البرلمان، آلان ايضا لهم رئاسة البرلمان، تجزئة سوريا مفيد للاقليات ومنها الاقلية الشيعية العلوية، على قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إعادة النظر بمواقف دعم قضايا العرب الخاسرة، إيران يمكن لها نشر الإسلام من خلال إيجاد علاقات جيدة مع دول أوروبا الغربية ودول العالم الأخرى من غير العرب، يمكن إلى إيران بناء علاقات طيبة مع الاوروبيين ومع شعوب اسيا الوسطى وروسيا والصين والهنود والصينيين والافارقة والهنود الحمر والامريكان افضل مليار مرة من بناء علاقات مع دول الرجعية العربية المكفرة لكل من هو شيعي.
خلال وجودي بخارج العراق وجدت على سبيل المثال تشيع مجاميع من الجزائر بغرب الجزائر من أنصار حزب بوتفليقة ولم أجد ولا شخص جزائري تشيع من شرق الجزائر من معاقل جبهة الإنقاذ الاخوانية الإسلامية التي وقفت معهم إيران في انقلاب العسكر، عندي صديق جزائري قال لي أنصار الحكومة الجزائرية أكثر الناس حبا للشيعة وايران على عكس أنصار جبهة الإنقاذ الاخوانية المكفرة إلى إيران والشيعة، على ايران الاستفادة من سقوط نظام الأسد في إعادة النظر بمواقفها، واجزم الأبواب مفتوحة أمام إيران في التوصل إلى اتفاقات محترمة مع أمريكا والغرب شريطة ترك قضايا العرب الخاسرة، أقول إلى إيران نصيحة انسانية يا أيها الإيرانيين دعوا العرب فهم أصحاب قضية فلسطين فهم الأولى بها منكم ومن الشيعة، الشعب الإيراني أولى بالاهتمام والرعاية من تبني قضية فلسطين التي تنازل عنها أهلها العرب ومحيطهم الإسلامي السني، اهتموا بشعبكم، حال تحسن علاقة إيران مع الغرب ينتهي مسلسل التآمر على الشيعة بالعراق ولبنان وفي دول الخليج مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
28/11/2025