د. فاضل حسن شريف
جاء في موقع مدونة البيانات العراقية. ‘تلوث الهواء في بغداد: بيانات مقلقة تهدد مستقبلنا’. كانون الأول 2024. مصانع الطابوق: أكبر مصادر التلوث: تعد مصانع الطابوق المصدر الرئيسي لتلوث الهواء في بغداد، حيث تشكل 55% من إجمالي مصادر الانبعاثات. وتعمل غالبية هذه المصانع بدون تراخيص أو التزام بمعايير السلامة. يضم مجمع النهروان الصناعي شرق بغداد 216 مصنعاً للطابوق مرخصاً، إضافة إلى عدد كبير من المصانع غير المرخصة. تعتمد هذه المصانع على تقنيات قديمة، حيث تحرق النفط الخام ومشتقاته، ما يؤدي إلى إطلاق ملوثات ضارة مثل اوكسيد النيتروجين (NOx) و اوكسيد الكبريت (SOx) و اوكسيد الكربون (COx). حيث كشفت الفحوصات الميدانية التي أجراها ديوان الرقابة المالية عن مستويات خطرة من الجسيمات المعدنية والمسرطنة في الهواء في محيط النهروان، مما يجعلها منطقة خطر بيئي. محطات نقل النفايات و مواقع الطمر: تهديد مستمر: تشكل محطات نقل النفايات و مواقع طمر النفايات البالغ عددها 68 في بغداد مصدر قلق كبير، حيث تشكل 4.56% من إجمالي مصادر التلوث. تطلق هذه المنشآت، التي تُدار بشكل سيئ، غاز الميثان – وهو غاز يسبب الاحتباس الحراري أقوى بـ 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون – بالإضافة إلى غازات ضارة أخرى. كما تزيد المحطات العشوائية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة من تدهور جودة الهواء ونشر الأمراض في الأحياء المجاورة. محطات توليد الطاقة الكهربائية: مصادر تلوث ذات تأثير كبير. تسهم محطات الطاقة الحرارية والغازية، مثل محطة الدورة ومحطة القدس الغازية، بشكل كبير في تلوث الهواء في بغداد على الرغم من عددها القليل مقارنة بباقي الملوثات حيث تشكل 0.87% فقط من إجمالي مصادر التلوث. هذه المنشآت، المصنفة ضمن ‘الفئة أ للملوثات’، لا تتوافق مع اللوائح البيئية العراقية، حيث يفتقر العديد منها إلى أنظمة لمراقبة التلوث. ومع ذلك، فإن انبعاثاتها تتركز بشكل كبير وتؤثر بشكل عالٍ على جودة الهواء المحلية. ملاحظة مهمة: بسبب النقص في مصادر البيانات المعنية بهذا الموضوع، قد تكون هذه البيانات غير مكتملة أو معرضة لهامش خطأ. تم جمع كل نقاط البيانات المستخدمة في هذا المقال يدوياً من قبل فريقنا باستخدام مصادر متنوعة. التعاون المشترك بين المؤسسات المختلفة سيساهم في تعزيز وتطوير دقة وشمولية هذه البيانات.
عن الموسوعة الحرة: الطابوق أو الآجُرَّة أو القِرميدة هو مادة بناء مصنوعة من الطوب المحروق في أفران خاصة ثم يصف يدويا ويشد بالملاط. طريقة الصنع: تقليديا، يصنع الطابوق من الصلصال أو الطين أو اللبن أو الطمي إلا أنه في العصر الحديث شاع استخدام الطابوق المصنوع من الخرسانة. يخلط الطين أو الصلصال أو الطمي الجاف مع الرمل بنسبة 25-30% لتقليل الانكماش ويطحن جيدا ثم يخلط بالماء بالنسب الضرورية ثم يضغط بقوة في قوالب من الصلب ويحرق في أفران بدرجة حرارة 1000 درجة مئوية للحصول على الصلابة المطلوبة. يمكن الحصول على مواصفات خاصة للطابوق بإضافة مواد أخرى مثل الجص أو النورة أو الإسمنت أو مواد كيمياوية أخرى كما يمكن التحكم بدرجة الحرارة في الأفران للحصول على مواصفات معينة. هذه المواصفات تتراوح بين تغيير اللون أو تحمل الأوزان أو تحمل الحرارة (مثل الطابوق المخصص لبناء الأفران نفسها) أو امتصاص الرطوبة أو العزل الحراري وغيرها من المواصفات. طريقة البناء: يعتبر البناء بالطابوق أحد أسهل وسائل البناء، فالطابوق أصغر حجما وأقل وزنا من الحجر ويمكن تشكيله بأشكال مختلفة بطريقة أسهل بكثير من الحجر. يصف الطابوق على طول الجدار المراد بناءه وتملء الفراغات بين الطوابيق بالملاط ثم يغطى السطح بالملاط وتصف عليه طبقة أخرى وهكذا حتى الوصول للارتفاع والسمك المطلوب. المونة التقليدية هي الجص أو النورة إلا أن استخدام السمنت الأبيض شاع في العصر الحديث. طرق الربط: عملية صف الطوابيق تسمى الربط، توجد عدة طرق للربط: الربط الطويل: وهو أبسط الأنواع وأكثرها انتشارا. يصف الطابوق الطويل بصورة طولية ويكون سمك الجدار مساويا لعرض الطابوقة. الصف الذي يعلوه يبدأ بنصف طابوق فيقع منتصف كل طابوقة بالصف الثاني فوق منطقة الربط بين طابوقتين بالصف الأول ثم يصف الصف الثالث مثل الأول والرابع مثل الثاني وهكذا. الربط الإنكليزي. الربط الألماني. الربط الهولندي. الربط الرأسي أو الإسباني.
جاء في صحيفة العربي الجديد عن سحب دخانية وتلوث هواء غير مسبوق في بغداد 25 نوفمبر 2025: استفاقت العاصمة العراقية بغداد، اليوم الثلاثاء، على سماء ملبّدة بسحب دخانية ملوثة، في أزمة بيئية جديدة، تؤشر إلى زيادة التلوث الناجم عن حرق النفايات ومصانع التدوير غير القانونية المحيطة بالعاصمة العراقية، رغم إجراءات وتوجيهات الحكومة لمنعها خلال الأشهر الماضية. وانتشر الدخان الملوث في الشوارع والأزقة بشكل ملحوظ يحجب الرؤية لمسافات معينة، مع انتشار رائحة الكبريت بشكل واسع. فيما عبّر أهالي العاصمة العراقية عن استيائهم من هذه الظاهرة بعد عدة مطالبات بمنع معامل الطابوق وغيرها من مواصلة عملها في المناطق المأهولة بالسكان، بالإضافة إلى منع حرق النفايات بطريقة غير قانونية. ووفق خبير التنبؤات الجوية صادق عطية، فإن “مؤشر جودة الهواء في العاصمة بغداد يُسجّل اللون البنفسجي، في دلالةٍ واضحة على تردّي الظروف البيئية وارتفاع مستويات الملوّثات في الجو، نتيجة لسكون الهواء وانتشار المعامل غير المنظمة المخالفة للبيئة، وعمليات حرق النفايات العشوائية”، مبيناً أن “مدى الرؤية الأفقية قد انخفض إلى مستويات متدنية نتيجة لسحب الدخان، فيما يعيش سكان العاصمة وسط غيمة كثيفة من الدخان المؤذي للبيئة وصحة الإنسان”. بدورهم يؤكد مراقبون أن معامل صناعة الطابوق، هي أكثر المصادر المسببة لتلوث الهواء في بغداد، إذ تشكل 55% من إجمالي الانبعاثات، وأغلبها موجود في مجمع النهروان الصناعي (شرق العاصمة)، وهناك نحو 200 معملاً لم يُغلق ولم يتعامل وفق معايير السلامة، بالرغم من كونه يعمل بتقنيات بدائية عبر حرق النفط الخام. في السياق، قال عضو مرصد “العراق الأخضر” المتخصص بشؤون البيئة، عمر عبد اللطيف، إن “ما حدث اليوم من سحب دخانية سيتكرر خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بسبب المعالجات الخجولة من الجهات الرسمية”، مبيناً لـ”العربي الجديد” أن “المشكلة الهوائية التي حصلت اليوم كانت بسبب عصابات (النبّاشة) التي تقدم على حرق مقالع النفايات، التي جاءت بالتزامن مع تلوث الهواء بغاز ثاني أوكسيد الكبريت الخطر على صحة الإنسان”. وأضاف عبد اللطيف أن “عشرات حالات الاختناق تم نقلها اليوم إلى المستشفيات، وأن المسؤولية تقع على عاتق الجهات المختصة، وتحديداً وزارة البيئة وأمانة العاصمة”، مؤكداً أن “هناك الكثير من الغرامات والعقوبات والتوجيهات بالإغلاق على مقالع النفايات ومعامل الطابوق وغيرها، إلا أنها لم تُنفذ، مع العلم هناك أكثر من 8 آلاف مصدر للتلوث في العاصمة العراقية”.
عن موقع الجبال: البيئة: معامل طابوق النهروان من أبرز بؤر التلوث في بغداد: وصفت وزارة البيئة العراقية، الأربعاء 20 آب 2025، مجمع معامل الطابوق في النهروان، بـ”أحد أبرز بؤر التلوث في بغداد”، فيما أشارت إلى أن التلوث يتفاقم بفعل الحرق العشوائي للنفايات في مواقع الطمر، وتصريف مياه الصرف الصحي إلى المصادر المائية. وقالت مدير الدائرة الفنية في وزارة البيئة، نجلة الوائلي، في تصريح للوكالة الرسمية وتابعته “الجبال”، إن “الوزارة تعزز إجراءات الرقابة الدورية على الأنشطة الملوثة للبيئة في بغداد، من خلال الفرق الفنية التابعة لمديرية بيئة بغداد وقسم مراقبة وتقييم الأنشطة الصناعية والخدمية في الدائرة الفنية”. ووصفت الوائلي، “مجمّع معامل الطابوق في النهروان”، بأنه “يمثل أحد أبرز بؤر التلوث في بغداد، إذ يضم (222) معملاً للطابوق و(57) معملاً للإسفلت، التي تتسبب بتلوث الهواء نتيجة الانبعاثات الغازية والدقائقية المنبعثة من مداخلها، فضلاً عن تلوث المصادر المائية بسبب التصاريف السائلة لهذه الأنشطة”. وأشارت إلى أن “التلوث يتفاقم أيضاً بفعل الحرق العشوائي للنفايات في مواقع الطمر، وتصريف مياه الصرف الصحي إلى المصادر المائية، بعد معالجات جزئية أو من دون معالجة، نتيجة زيادة كميات المياه الواصلة لمحطات المعالجة عن طاقاتها الاستيعابية”. ولفتت الوائلي إلى أن “الوزارة تمنح الموافقات البيئية للمدن والمجمعات السكنية الجديدة التي تحدد مواقعها من قبل هيئة الاستثمار أو هيئة المدن الجديدة أو أي جهة قطاعية أخرى، وذلك بعد التأكد من صلاحية المواقع وعدم وقوعها تحت تأثير الأنشطة الملوثة، فضلاً عن توفر الخدمات والمتطلبات البيئية فيها”. وأكدت أنه “تم منح مدينة الجنائن في محافظة بابل الموافقة البيئية وفق هذه الضوابط”، موضحة أن “العقوبات المفروضة على الجهات الملوثة، استناداً إلى قانون حماية وتحسين البيئة رقم (27) لسنة 2009 – الفصل التاسع (الأحكام العقابية) المواد 330 و340 و350 – تبدأ بإنذار لمدة عشرة أيام، وفي حال استمرار المخالفة يتم فرض غرامة مالية تتراوح بين مليون وعشرة ملايين دينار شهرياً، لحين إزالة المخالفة”. وشددت، على أن “العقوبات قد تصل إلى الغلق المؤقت لمدة شهر قابل للتجديد، فضلاً عن عقوبة الحبس أو السجن في بعض الحالات”.
جاء في موقع الألوكة الثقافية عن توازن وتلوث البيئة في القرآن الكريم للدكتور عوض الله عبده شراقه: من العوامل الرئيسة التي تتسبَّب في اضطراب التوازن البيئي: التلوث: تلوث البيئة في القرآن: يُعَد التلوث أحد صُور الفساد، الذي يتسَّبب فيه الإنسان؛ نتيجة لإخلاله بتوازن النُّظم البيئية. وسبق أن ذكرنا أن القرآن الكريم عبَّر عن التلوث بلفظ الفساد، الذي هو أشمل وأوسع وأدق من كلمة تلوث، وقد جاء القرآن الكريم بآيات كثيرة تَحدَّثت عن الفساد الذي يُحدِثه الإنسان في الأرض، والتي ذكرنا بعضَها عند عرْضنا للمفهوم الشرعي للتلوث، ونَذكُر هنا البعض الآخر دون تَكرار. تأمَّل قولَه تعالى: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ” (البقرة 251). وقوله أيضًا: “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” (المائدة 32). وقوله كذلك: “كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” (المائدة 64). وأيضًا: “وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ” (الأعراف 74). “وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” (الأعراف 85)، “ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ” (الأعراف 103)، “وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ” (الفجر 9 – 12)، “الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ” (النحل 88)، “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” (الروم 41)، والآيات السابقة وإن حفَلت بالحديث عن أنواع الفساد الذي يُحدِثه الإنسان في الأرض من: معصية، أو كُفْر، أو تفريق الناس عن الدين أو الإيمان، كما كان يفعل فرعون وقوم عاد وثمود، أو من الجور والظلم وانتهاك الإنسان لحقوق أخيه الإنسان، إلا أنها تَحدَّثت كذلك عن التلوث الذي يُحدِثه الإنسان بالأرض، والذي يدخل تحت معنى الفساد، وذكرت أن الله خَلْق الكونَ على أكمل صورة وأحسن حال، وأمرنا ألا نُفسِد في الأرض بعد إصلاحها، وأن المعاصي حينما ظهرت في البرِّ والبحر حبَس الله عنهما الغيثَ، وأغلى سعرهم – أي: العاصين – ليُذيقهم عقابَ بعض الذي عمِلوا؛ لعلهم يتوبون. وقد أوضحت الآية الأخيرة من سورة الروم أن هذا الفسادَ سينتاب البر والبحر، وأن الإنسان هو السبب الرئيس في حدوثه، وهو المُتضرِّر الأول منه أيضًا، فقد سخَّر الله كلَّ ما في البيئة لخدمة الإنسان، ومن ثَمَّ فإن أي ضررٍ يَحيق بمكوِّنات البيئة وما فيها من مخلوقات، سيَنعكِس بدوره سلبيًّا على الإنسان نفسه، وهكذا نجد أن القرآن الكريم قد تَحدَّث عن مشكلة تلوُّث البيئة، قبل وقوعها بنحو أربعة عشر قرنًا، وأشار إلى أنها ستكون نتيجة لما تصنعه يدُ الإنسان، كما بيَّن أيضًا أن العذاب والويل الذي يَحُل بالإنسان إنما هو نتيجة فِعْله هذا؛ “لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا” (الروم 41).