نوفمبر 5, 2024
395766186_689101409818524_5722523473916960608_n

اسم الكاتب : رياض سعد

قلتها واكررها وللمرة الالف : ان سبب مشاكل العراق الداخلية خلال القرون  والعقود الاخيرة من تاريخه المعاصر ؛ الفئة الهجينة وافكارها المنكوسة واخطاءها الفادحة وجرائمها الفظيعة ؛ فالمشاكل والازمات والانحرافات تبدأ منها وتعود اليها ؛ وكذلك الخط المنكوس واتباعه والمؤمنين به .

عائلة العقيدي ؛ عائلة صغيرة جدا وتتكون من اسرتين فقط كما هو مشهور بين اصدقاء العائلة ,  ومنشور على الشبكة العنكبوتية ؛ وقد  ولد شكري العقيدي في بغداد عام  1929 , و ولد اخوه الاصغر  فخري   العقيدي في بغداد عام 1940 , وقد تزوج فخري العقيدي من الفنانة غزوة الخالدي – وتعد من اوائل الفنانات –  وانجبت منه الاعلامية داليا  ثم طلقها    ؛ وتزوج من المخرجة فردوس مدحت  – وتعد اول مخرجة في العراق – , واما عمها الفنان شكري العقيدي فقد انجب كلا من الفنان احمد شكري والفنانة سوسن شكري التي تزوجت من المخرج فخري الحكيم وانفصلت عنه ورزقت منه بابن اسمه إيهاب وابنة هدى… , ودخلت الفن في سن مبكرة عندما كانت ترافق والدها لمواقع التصوير , و بعد العام 2003 إنتقلت لتقديم الأعمال في سوريا ثم استقرت في تركيا  … ؛ و  الدكتورة سراب   … ؛ وفي احدى اللقاءات الموثقة على شبكة ( الانترنت ) تكلم الفنان احمد شكري بمرارة عن طليقة عمه  الفنانة غزوة الخالدي وبنت عمه  الاعلامية داليا ؛ اذ ذكر انه قد تعرض لمضايقات الاجهزة القمعية في الجيش بسبب هروبهن الى الخارج ؛ وان دل هذا على شيء انما يدل على انانيتهن وعدم تفكيرهن بالعواقب الوخيمة التي قد تترتب على المقربين منهن .   

وعاش الفنان شكري في بغداد / منطقة الدورة , ومات عام 2012 ودفن في مقبرة الكرخ ؛ حيث نشر ابنه الفنان أحمد شكري من كندا خبر وفاته على صفحته ؛ عن عمر ناهز 83 عاما , ولم يحضر جنازته أحد , بسبب ظروف العائلة وعدم وجود اقارب لهم , الا ان نقابة الفنانين نعته ونشرت خبر وفاته , وكان موظفًا في الكمارك في الخمسينيات، وطالبًا في معهد الفنون الجميلة – القسم المسائي، تخرَّج منه عام 1954 وعمل في فرقة الإذاعة التمثيلية في السنة نفسها، وحدثت له مشاكل في العمل تغلَّب عليها وفرض نفسه بإمكانياته الفنية، كان أجره حينها دينارين في الأسبوع، لأنه كان ممثلاً خارجيًا غير موظَّف منذ بدايته، وتدرَّج في العمل فأصبح مساعدًا للمخرج عبد الله العزاوي، وبعد فترة أصبح مخرجًا للدراما الإذاعية والبرامج حتى عام 1962 حيث نقل خدماته من الكمارك الى الإذاعة، واستمر بالعمل الإذاعي وشغل منصب رئيس قسم التمثيليات إضافة الى عمله مخرجًا إذاعيًا وممثلاً، وفي بداية السبعينيات أُبعد من الإذاعة لسبب ما ونقل الى وزارة الإعلام ليعمل في مكتبته … .

في العهد العثماني والاحتلال الانكليزي ؛  اصبحت دعوى (( التسنن )) و (( اللهجة والهوية البغدادية ))  ؛ و فيما بعد ظاهرة (( ادعاء العروبة ))  في عهد حكومات العهد الملكي الهجينة ؛  مظلة يحتمي تحتها كل الغرباء والدخلاء والطارئون من وعاظ وجنود وخدام واتباع  ومرتزقة وسبايا وغلمان وموظفي الغزاة والسلاطين والولاة  والمحتلين ؛ ومن المعروف بين سكان بغداد ان السؤال عن العشيرة ( والاعمام ) يعد سؤالا سخيفا في عرف البغادلة القدامى ؛ لان اغلبهم لا ينتمون الى العشائر والعوائل العراقية  الاصيلة او القبائل العربية ؛ وبعضهم لا يعرف جذوره واصوله العرقية , والبعض الاخر يعرف انه من جذور اجنبية ويصرح بذلك … ؛ الا ان الحال قد تغير بعد تشكيل الحكومة العراقية عام 1921 ؛ فبعضهم ادعى الاسلام والاخر العروبة والثالث الهوية العراقية العريقة … ؛ وهكذا سارت الامور , اذ ادعى البعض انه : عزاوي والاخر عبيدي والثالث جبوري والرابع طائي … الخ ؛ وهذا الامر اربك الامور , و خلط الحابل بالنابل , وجعل الدخيل كالأصيل بل افضل منه …! .

وبمراجعة بسيطة لتاريخهم وسلوكياتهم تكتشف حقيقتهم ؛ فهؤلاء الغرباء يفضلون الاجانب على العراقيين الاصلاء , ويتقاطعون مع القيم والعادات والتقاليد والثقافات الوطنية والاخلاق العراقية الاصيلة ؛ فلا تستغرب عندما تشاهد هذا المواطن الهجين يضع يده بيد الصهاينة ضد بلاده وقضايا الامة العربية والاسلامية , او عندما يهجر العراق وبلا رجعة , او عندما يرتكب الجرائم البشعة والموبقات الاخلاقية المقززة ؛ مثل المدعو حكمت العاني والذي اغتصب الاطفال الصغار في مساجد الفلوجة , وعندما سألت عنه بعض المواطنين القدامى من اهالي المحافظة ؛ قالوا : انه من جذور يهودية وقد هاجر اقرباءه الى اسرائيل عام 1948 ؛ ومع ذلك يدعي انه مسلم وعربي …! .

 ولو دققت النظر في الواقع العراقي ؛ لوجدت ان بعض الاقليات عبارة : عن خليط غير متجانس عرقيا وثقافيا ولغويا واجتماعيا – (( لملوم )) ؛ لا يجمعهم شيء سوى العدو المشترك الوهمي – الاغلبية العراقية – الذي رسخه المحتل العثماني الغاشم و المستعمر الانكليزي الخبيث في عقولهم , وهذا الخليط الهجين احتمى تحت مظلة اللهجة البغدادية ؛ والتي اتقنها بعض الدخلاء والغرباء ومجهولو الاصل ؛ هربا من انكشاف اصله المجهول او تأصيلا لوجوده الطارئ وهجرته القريبة من بلاده البعيدة … ؛ ومع كل محاولات التزوير والتحريف التي قاموا بها لإخفاء اصولهم وادعاء القاب وعناوين لا تمت لهم بصلة ؛  تبقى الحقيقة واضحة كالشمس في رائعة النهار … ؛ وكانت اغلب العوائل العراقية وابناء الاغلبية والامة العراقية يتحرجون في بدايات القرن العشرين بل وقريبا من نهاياته ؛ من العمل في الاوساط الفنية وغيرها ؛ لذا ترى اغلب الذين يمتهنون العمل في الرقص والغناء والتمثيل   والدعارة والملاهي وبيع المشروبات الكحولية ؛ هم من غير العراقيين الاصلاء او على اقل تقدير هم ليسوا من ابناء الاغلبية العراقية والامثلة على ذلك كثيرة ؛ فالمطربة زهور حسين ايرانية الجنسية , والممثل المسيحي كارلو هاريتون , المولود في الارجنتين عام 1931 , و الذي حصل على الجنسية العراقية عام 1959 , وتوفي في امريكا عام 2016 ؛ ولعل اول راقصة رقصت على خشبة المسرح في بغداد الراقصة الحلبية رحلو جرادة وهو ما عدَّ حدثًا فريدًا في ذلك الزمن بالعراق ؛   والامثلة  على ذلك كثيرة جدا … ؛ ولكن هذا لا يعني خلو هذه الاوساط من العراقيين الاصلاء ؛ فلكل قاعدة شواذ … ؛ فهم كانوا يلتحقون بهذه الاوساط على استيحاء وقتذاك .  

عودا على بدء ؛  دخل  الفنان فخري العقيدي معهد الفنون الجميلة وتخرج منه في فرع التمثيل والاخراج … ؛ و نال شهادة الماجستير في الاخراج المسرحي من اكاديمية براغ في جيكوسلوفاكيا … ؛ و ألقى المحاضرات في معهد وكلية الفنون الجميلة ببغداد.

وقد ذكر الفنان حسين الاعظمي في يومياته ( صفحة 748 ) ملاحظة عن صديقه و زميله  الفنان فخري العقيدي ؛ من الاهمية بمكان ؛ وهي تؤكد ما ذهبنا اليه سلفا ؛ اذ قال ان الفنان فخري العقيدي مجهول الحال ولا اعرف عنه شيئا سوى النزر القليل ولم يتطرق الى جذوره العائلية او اصوله العرقية والعشائرية ؛ ومما جاء في كلامه : ((  …    في صباح هذا اليوم الخميس الموافق الثالث عشر من نيسان عام 1995. كان ضيف مجلسنا هو الفنان المسرحي الكبير فخري العقيدي، ورغم معرفتي الشخصية بهذا الفنان الممثل والمخرج المسرحي الكبير، إلا أني لا أمتلك معلومات وافية عن سيرته الفنية، بالرغم ايضاً من ان محاضرته هذا الصباح كان قد تحدث فيها عن سيرته الفنية..! ولكن المنعطف في الموضوع، ان الاستاذ فخري العقيدي لم يترك لارشيف المجلس غير معلومات بسيطة عن سيرته لا تعطي من المعلومات الذاتية الكثير، دوَّنها قبل إلقاء محاضرته هذا الصباح..! تخص حياته سواء الاجتماعية او الفنية..! شأنه في ذلك شأن البعض من ضيوف المجلس الثقافي الاسبوعي الذي أعقده في بيتي في العاشرة من صباح كل خميس من كل اسبوع..! من الذين لا يتركون معلومات مدوَّنة عن حياتهم، وفي احسن الاحوال معلومات بسيطة قد لا تفي بالغرض..!  … ؛ في هذه الحالة استعنت بموقع كوكل عسى ان اعثر عن معلومات تكفي لتوضيح سيرة الفنان الكبير فخري العقيدي. ولكن المفاجئة انني لم احصل حتى من كوكل على ما اريده من معلومات كافية وسط استغرابي الطبيعي..!   )) … ؛ عزيزي حسين الاعظمي , قد قيل قديما : اذا عرف السبب بطل العجب ؛ انت تطلب المستحيل ؛ اذ تطلب من الدخيل ان يكون اصيلا وتطلب من الهجين ان يكون سليل الحسب والنسب ؛ طلبك هذا يذكرني بالمثل المصري الشعبي ( عشم ابليس بالجنة ) فضيوفك اغلبهم من البغادلة وحالهم كما ترى معروفة وهجراتهم لبغداد موثقة , ومع ذلك تطلب منهم الانتساب قسرا الى العوائل والعشائر والقبائل العراقية ؛ دون تحقيق طلبك خرط القتاد كما يقولون ؛ وكيف تطلب منهم ذلك وهم اصحاب المثل البغدادي الشهير : (( بغدادي وعكاله ب جيبه ! )) وهذا المثل يبين لك حقيقة القوم ؛ فهم يعتقدون بالمنافاة والتناقض بين الهوية البغدادية والهوية العشائرية والقبلية ؛ واما هذه الالقاب فهي مجرد القاب وهمية ادعوها بعد قرار التعريب الذي جاء مع مجيء الحكومات الهجينة عام 1921 .

فها هو ابن الاعظمية البغدادي وصديقه و زميله ومضيفه وابن طائفته ؛ لا يعرف عنه شيئا مهما ؛ علما انه طلب منه ذلك ؛ الا ان طلبه كصرخة في واد  ؛ فلو كان الفنان فخري العقيدي من عشيرة العكيدات مثلا ؛ لأوضح الامر وبين شجرة نسبه والى اي جد يرجع  … ؛  وهو الان يعيش في القاهرة مع زوجته المخرجة فردوس مدحت .

اما زوجته الاولى فهي الفنانة غزوة الخالدي والتي ولدت في بغداد عام 1943 , وكانت تسكن بعداد /   في منطقة الداودي شارع 52    ؛ و بدأت مسيرتها الفنية عام 1965… ؛ وقد  تزوجت ثلاث مرات من الوسط الفني الزواج الاول من الفنان فخري العقيدي  كما مر عليكم ,  و الزواج الثاني من الموسيقار طالب القره غولي  , و الزواج الثالث من الفنان جواد الشكرجي وانجبت له أبنه حيدر الذي سافر مع والدته إلى أمريكا بعد انفصالهما ؛ وقد صرح الفنان جواد الشكرجي في لقاء متلفز ومن على قناة سامراء الفضائية ؛ برأيه حول طليقته السابقة الفنانة غزوة الخالدي ؛ قائلا : (( …  انها الشيطان بعينه , وكانت لي تجربة مريرة معها على المستوى الشخصي والانساني , فقد اذاتني كثيرا , وقد كتبت عني تقريرا ورفعته الى عبد الجبار محسن … ؛ واعتقلت في الشعبة الخامسة بسببها … باختصار هي شيطان …)) .

وقد ولدت الاعلامية داليا في بغداد عام 1968 , و في طفولتها كان لها ميل نحو الغناء واشتهرت لها أغنية للأطفال هي  : (علي يا طيار) … ؛ و تخرجت من معهد الفنون الجميلة في بغداد … ؛ وفي عام 1988 اشتركت بمسرحية (دزدمونة) تأليف يوسف الصائغ وإخراج إبراهيم جلال وشاركت بها في مهرجان قرطاج المسرحي، وهناك رتبت هي ووالدتها عملية الهروب خارج العراق  ؛ و سافرت إلى الولايات المتحدة ؛ وقيل :  انها كانت احدى عناصر الاجهزة الامنية الصدامية  عندما كانت تعمل في فرقة مسرحية ، ولا عجب في ذلك ؛ وصدق من قال : ( فرخ البط عوام  ) فمن امها ؟! وماذا نتوقع من بنت نشأت وترعرت في احضان الشيطان وتعلمت من امها التي كتبت ضد زوجها وهي تعلم بمدى اجرام وقسوة وارهاب النظام البائد …؟! .

وعملت في الولايات المتحدة الامريكية بالمحطات والبرامج الأخبارية ,  وإذاعة صوت المعارضة العراقية (  اذاعة صوت العراق الحر ) التابعة ل cia الامريكية ، وإذاعة صوت أميركا … ؛ وقد ادعت هي وامها معارضة النظام الصدامي والهروب منه ؛  كعادة البعثيات وبنات الفئة الهجينة والماكرات ( الحيالات )  باستغلال الظروف  وتبديل الادوار وتغيير الجلود ولبس الاقنعة  كلما اقتضت الحاجة لذلك … .

نعم الكثير من العراقيين هرب من ضنك العيش وانعدام الفرص والعيش الكريم ؛ والبعض الاخر هاجر العراق بطلب من النظام للتجسس على المعارضين والعراقيين , والبعض الاخر هرب بالتنسيق مع المخابرات الدولية المشبوهة ؛ الا ان الشهود العراقيين كلهم يؤكدون بأن الفنانة غزوة الخالدي وابنتها داليا , كن يعشن في بغداد حياة طبيعية ولديهن علاقات بأزلام النظام ولم يتعرضن للضغط  ؛ واحد الشهود والمدعو ب احمد العراقي قال : كانت داليا تصول وتجول في الصالحية واستغربت عندما سمعت انها محسوبة على المعارضة العراقية …!! .

وقيل انها ناقمة على العراق والاغلبية والامة العراقية كأغلب ابناء وبنات الفئة الهجينة والمنكوسين العراقيين من المحسوبين على ما يسمى بالمعارضة العراقية في امريكا ؛ وهم العملاء الذين جمعتهم واشنطن والمخابرات الامريكية من مزابل التاريخ والاماكن المشبوهة والارصفة البائسة ؛ لتشركهم في صناعة الحدث العراقي وتسلمهم مقاليد الامور في العراق … ؛ وقيل انها معروفة بكثرة شرب الخمر الى حد الثمالة ؛ لذا اطلق عليها البعض لقب : السكيرة .

ورجعت الى العراق مع دخول القوات الامريكية عام  2003  ولها صورة شهيرة بالزي العسكري الرسمي الامريكي … ؛ وعملت في قناة الحرة وكانت مراسلة القناة من البيت الابيض , و في عام 2008 انتقلت داليا إلى لبنان للعمل في قناة السومرية الفضائية كمذيعة أخبارية ومقدمة لبعض البرامج السياسية  ؛ وقبل ذلك عملت كمذيعة في الإمارات وتحديدا إمارة الشارقة … ؛ لتعود بعد ذلك إلى واشنطن، حيث لا تزال مستمرة في عملها الإعلامي … ؛ و تعمل داليا حالياً مقدمة برامج باللغة الإنجليزية في إحدى القنوات الأميركية، كما لديها كتابات ومقالات في عدد من الوكالات الأميركية.

وللحديث بقية … .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *