نوفمبر 5, 2024
IRAQ-POLITICS-DEMO-ANNIVERSARY

Demonstrators wave Iraqi national flags before the Liberty Monument in the capital's Tahrir Square on October 25, 2022, during a protest against the new government of new Prime Minister Muhammad Shia al-Sudani and continuing commemorations of the third anniversary of the 2019 protests that ousted former PM Adel Abdel Mahdi. - Several hundred protesters gathered on October 25 in Baghdad to mark three years since the 2019 anti-government demonstrations, weeks after rallies across Iraq on the anniversary of the protests drew thousands. (Photo by AHMAD AL-RUBAYE / AFP)

اسم الكاتب : وائل الغول


في ظل دعوات لمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، تنقسم الأحزاب والقوى السياسية المنبثقة عن احتجاجات تشرين، حول المشاركة في الانتخابات المقررة في 18 ديسمبر المقبل.

ويكشف نشطاء وقيادات أحزاب “تشرينية” لموقع “الحرة”، عن أسباب وأهداف خوضهم المعركة الانتخابية المرتقبة من عدمها.

وفي الأول من أكتوبر 2019، اندلعت احتجاجات في العراق، حيث تظاهر مئات الآلاف من العراقيين لأشهر في الشوارع ضد النظام للمطالبة بإصلاح الاقتصاد ومحاربة الفساد، وصولا لمطالبات بإسقاط النظام. 

وأدى “حراك تشرين” إلى مقتل نحو 600 متظاهر وإصابة 30 ألفا بجروح في كل أنحاء العراق، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الرابعة لتلك الاحتجاجات ستشهد البلاد انتخابات مجالس محافظات المرتقبة.

وحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، فإن قرابة 70 حزبا وتحالفا سياسيا وأكثر من 6 آلاف مرشح سيتنافسون على مقاعد مجالس المحافظات في الانتخابات المحلية، والتي سيتمخض عنها تشكيل الإدارات المحلية، وذلك بعد قرابة 13 عاما عن أول انتخابات أُجريت في المحافظات.

4 سنوات على حراك تشرين.. ماذا تغير؟

الناشط بحراك تشرين، ليث الحيالي، يشير إلى عدة تغييرات سياسية عرفتها البلاد منذ اندلاع الحراك قبل 4 سنوات، وأبرزها “صعود جملة من الشخصيات السياسية المستقلة التي تمثل الاحتجاجات للمشهد السياسي بالعراق”.

وهذه المجاميع السياسية صعدت لمجلس النواب، لكنها “لا تلبي” طموحات الشارع العراقي، وغير ناجحة “في تنفيذ تطلعات الجماهير ونقل معاناة عوائل الشهداء والجرحى، ومن انتخبهم”، وفق حديثه لموقع “الحرة”.

ويرى أن النتاجات السياسية لحراك تشرين “مخيبة للآمال”، وأحبطت الجمهور وخلقت “فجوة” بين الشارع والنواب الذين يمثلون احتجاجات تشرين.

وحسب الحيالي فإن انتخابات مجالس المحافظات مرتبطة بمجلس النواب ونتائجها السياسية “غير المرضية” للجمهور الساخط على ممثليه بالبرلمان.

ولا يستطيع النواب تمثيل “تطلعات الجماهير”، وبالتالي فالشارع لا يثق بمجريات انتخابات مجالس المحافظات والقوى المشاركة بها، وفق الناشط بحراك تشرين.

ويشدد على أن الأحزاب المنبثقة عن حراك تشرين “غير قادرة” على إحداث الفارق لأن خياراتها السياسية “متقلبة ومتناقضة”.

وفي انتخابات 2021 البرلمانية، قاطعت مجموعة من الكيانات السياسية المنبثقة من حراك تشرين الانتخابات، بذريعة أن “العملية الديمقراطية مشوهة والسلاح من كان يسيطر على المشهد”، حسبما يوضح.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لم يحدث أي طارئ سياسي ولا توجد “تغييرات بالمجريات السياسية”، وبالتالي فهذا التناقض “يضع علامات استفهام كثيرة جدا”، وفق الحيالي.

وطرح المتحدث عدة تساؤلات على الأحزاب والقوى المنبثقة عن حراك تشرين، قائلا” الجمهور يتساءل لماذا قاطعوا انتخابات مجلس النواب 2021 ويشاركون الآن في انتخابات مجلس المحافظة “الأقل أهمية”؟.. وما التغير السياسي الذي حدث لتغيروا رأيكم؟”.

تغييرات سياسية؟

تجيب على تلك الأسئلة، الأمينة العامة للحركة المدنية الوطنية، شروق العبايجي، والتي تؤكد أن حراك تشرين “أدان بشكل مباشر مجالس المحافظات” باعتبارها الهيئة المباشرة التي على تماس مع المواطنين بكل محافظة.

وكانت تلك المجالس “فاشلة وفاسدة” ما تسبب في ظهور مطالبات بإنهاء عملها، لكن بعض الأحزاب استغلت الفكرة لمصلحتها و”ألغت انتخابات مجالس المحافظات”، بهدف تشكيل أخرى دون رقابة وأن يكون هناك فقط “الحزب الذي ينتمي إليه المحافظ”، وفق حديثها لموقع “الحرة”.

والآن القضية تتعلق بوجود “أفكار مختلفة تجاه الانتخابات، ومنها المقاطعة لعدم إضفاء شرعية على الطبقة السياسية المسيطرة على المجالس لكي تستمر، وبين “الحديث عن استخدام كافة الوسائل لكشف زيف البيئة الانتخابية، تمت تجربة كافة تلك الطرق ولم يبق أمامنا سوى “المشاركة” بالمعركة بكل تعقيداتها وتفاصيلها”، حسبما تشدد العبايجي.

وتشارك الحركة المدنية الوطنية التي تتزعمها شروق العبايجي في انتخابات مجالس المحافظات ضمن تحالف “قيم المدني” والذي يضم 9 أحزاب من قوى التغيير الديمقراطي.

وتلك الأحزاب هي “الشيوعي العراقي، والتيار الاجتماعي، والحركة المدنية الوطنية، والتيار الديمقراطي، وحركة نازل آخذ حقي، والبيت الوطني، وحركة المثقف العراقي، وحزب الريادة العراقي”، فضلا عن كتلة وطن النيابية.

وتشير العبايجي إلى أن تحالفها سوف يشارك في الانتخابات لإثبات أن هناك “جهات أخرى غير سلطوية” قادرة على تقديم خدمات للمواطن العراقي بشكل صحيح ونزيه.

بدوره، يقول سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، في تصريحات لموقع “الحرة”: “سنشارك في إطار تحالف واسع يضم أحزاب منبثقة من رحم تشرين”.

واعتبر فهمي أن “الأحزاب المدنية تشكل قوى مهمة لأنها تحمل مشروعا بديلا ومختلفا عن قوى السلطة”. 

مشاركة على “مضض”؟

توضح العبايجي أن هناك  “اتجاهات مختلفة” داخل حراك تشرين، بين الدعوة للمشاركة والمقاطعة وهذا أمر أكثر من طبيعي، حسبما تؤكد الأمينة العامة للحركة المدنية الوطنية.

ويرجع ذلك لكون الأحزاب والقوى المنبثقة عن حراك تشرين مازالت في مراحل “تطوير” العمل السياسي، حيث تطغى “الروح الاحتجاجية” في الكثير من المواقف على الأفكار السياسية، وفق العبايجي.

ويؤكد فهمي على أن  “الانتخابات قد لا تحقق نتائج كبيرة، لكنها فرصة لكي تتعلم القوى الداعية للتغيير كيفية توحيد جهودها وتنشيط عملها بين الناس”، داعيا المواطنين إلى “انتخاب قوى التغيير والمشاركة في الانتخابات التي قد تحمل بعض التغيرات”. 

ومن جانبه، يرجع القيادي في حراك تشرين، أحمد الوشاح، قرار بعض “التشرينيين” بالمشاركة بالانتخابات لـ”عدم ترك الجمل بما حمل” للفصائل للسيطرة على فصائل الدولة.

والانتخابات ليست “الحل الأمثل” ولا تمثل “طموحا” للتشرينيين، لكن المشاركة تقوى الحراك وتحمي الشباب، وسيتبع ذلك “تغيير تدريجي” في السنوات القادمة، حسبما يؤكد لموقع “الحرة”.

لكن على جانب أخر، لا ينتظر الناشط بحراك تشرين، سيف الدين العلي، “أي جديد من انتخابات مجالس المحافظات”، التي” لن تضيف شيء للشعب العراقي”، على حد قوله.

ويشير في حديثه لموقع “الحرة”، إلى أن المهتمين بهذه الانتخابات هم “الأحزاب السياسية المتمسكة بالسلطة وأتباعها”، بهدف إعادة السيطرة على مجالس المحافظات

وعلى جانب آخر فإن الأحزاب المنبثقة من حراك تشرين “غير قادرة على التغيير”، سواء بمجلس النواب أو بمجالس المحافظات، لأنها “لم تنجح في تحقيق أي تغيير قانوني أو إداري أو نيابي”، وفق حديثه.

تكرار لتجربة “مجلس النواب”؟

يصف ليث الحيالي، التمثيل التشريني بمجلس النواب بـ”التجربة المريرة التي لم تحقق أي نجاح يذكر”، وتجاهل النواب مطالب جمهورهم والمبادئ السياسية الرئيسية التي كانوا يتحدثون بها قبل صعودهم للبرلمان.

ومن جانبها، تؤكد شروق العبايجي، أن الصراع بين الآراء المختلفة كان على “أشده” في انتخابات مجلس النواب 2021، بحيث كانت “المقاطعة” بارزة ومؤثرة على مجريات العملية الانتخابية، لكن في نفس الوقت كان هناك “صعود” لأعداد كبيرة من النواب المستقلين المنتخبين مباشرة من الشعب.

وهناك اتجاه لاستكمال “التجربة” بالاستعداد لخوض الانتخابات بشكل أكبر، في مواجهة القوى المشكلة للطبقة السياسية الحاكمة وإدارة الدولة والتي تسعى للسيطرة “مسبقا” على مجريات العملية الانتخابية، وفق الأمينة العامة للحركة المدنية الوطنية.

وتشير العبايجي إلى أن هذا سوف يجعل المعركة الانتخابية القادمة “أصعب بكثير”، ولذلك ندعو الجماهير للمشاركة “الواسعة” في الانتخابات، لتقليل سيطرة الأحزاب على المخرجات السياسية.

ثوار وليسوا “سياسيين”؟

يتحدث المحلل السياسي العراقي، عمر الناصر، عن أهمية الانتخابات المقبلة نظرا لمشاركة “المدنيين والمستقلين” بقوة وفي جبهة واحدة.

وفي المقابل تنتظر القوى السياسية “القابضة على السلطة” تلك الانتخابات منذ زمن بعيد بعد إلغائها عامي 2013 و2014، حسبما يوضح لموقع “الحرة”.

ويؤكد أن الأحزاب السياسية التقليدية تحضرت لها بشكل كبير جدا، بدليل مشاركة 39 تحالفا سياسيا بالانتخابات المزمعة.

ويعتقد عمر الناصر أن “المعادل السياسي النوعي” الذي تود الأغلبية الصامتة دخوله العملية السياسية قد يتحقق “جزئيا” من أجل وجود معارضة حقيقية تراقب أداء المحافظين.

لكن ذلك يتوقف عند المشاركة في الانتخابات، فإذا كانت ضعيفة “لن تغير من المشهد السياسي بشيء”، وإن كانت قوية “سيكون هناك تجديد للوجوه السياسية”، حسب المحلل السياسي العراقي.

ويشير إلى أن الأحزاب والقوى المنبثقة عن حراك تشرين، “لن تشكل فارقا” لأنها شاركت سابقا بانتخابات مجلس النواب.

ويوضح أن هناك فارق بين “السياسي المحنك والثائر”، ولا يوجد لدى قوى تشرين “خبرة سياسية طويلة”، على حد قوله. 

ورغم ذلك يرى أن الأحزاب والقوى المنبثقة عن الحراك لديها القدرة على تطوير أدائها السياسي، ويمكنها الانتقال “تدريجيا” إلى مشهد سياسي أفضل، لكن ذلك يعتمد على “رص الصفوف، وعدم تكرار الأخطاء السابقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *