اسم الكاتب : رياض سعد
انهم سليلوا الحضارات البشرية الاولى , وابناء سومر واكد وبابل واشور , وممالك الحضر والحيرة وميسان العربية , واحفاد النبط والعرب , وابناء الامام علي والامام (ابو حنيفة ) النعمان ؛ إنها يمثلون حالة عراقية اصيلة مستمدة من إرث عتيد , وشيمة من شيم هذا الشعب والتي اجترها من التاريخ الوطني البعيد … ؛ فهم ورثة الامجاد الرافدينية الحقيقون , واهل بلاد الرافدين الشرعيون ؛ فهم منا ونحن منهم ؛ فالحشد يعني الشعب والشعب يعني الحشد , وهم ابناءنا واخوتنا واباءنا واقرباءنا وجيراننا واصدقائنا .
وهم بقية السيف , ورفعة الرأس , وعنوان الشرف ؛ و الذين استشهدوا من اجلنا وقتلوا في سبيل حماية ارضنا وعرضنا ومالنا ؛ وفضلوا الموت على حياة الذل , ودفعوا الضيم والبؤس عنا , وهم الخالدون و الاموات الاحياء بخلاف الجبناء الاذلاء ؛ فإن مصيرهم إلى المحو والعار والفناء .
ومهما حاول المستكبرون والمنكوسون والاجانب والاعداء والغرباء والدخلاء تشويه سمعتهم والاساءة اليهم , والعمل على استئصالهم ومحو ذكرهم ؛ باءوا بالفشل والخيبة ؛ و لم يزدادوا – ابناء الحشد – إلاّ نماء وكثرة وعزة ومنعة ، وذكرا في الخالدين ، واعداؤهم إلاّ هباءً وبددا حتى لا يبقى منهم باقية تذكر ، لانهم الاصلاء واعداءهم الاجانب الطارئون الدخلاء .
وعندما تعرض الوطن لأشرس هجمة دموية ومعركة ارهابية في تاريخ العراق المعاصر ؛ هبوا للدفاع عن الاهل والديار , ولبوا نداء العراق والمرجعية الدينية في النجف الاشرف , وسطروا أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة والإقدام واعظم الملاحم البطولية ؛ تلبية لنداء وطنهم واهلهم , ومنهم من قضى نحبه والتحق بقوافل الشهداء العراقية الطويلة , ومنهم من لا زال يتعرض للهجمات الامريكية والاعتداءات الارهابية , فهم من لبّوا نداء الواجب المقدس وبهم نحن آمنون مطمئنون ؛ و من ثم سخروا خبراتهم وجهودهم لمساعدة العراقيين وخدمة هذه الارض الطيبة .
أكتب هذه السطور اليوم ؛ ونحن نعيش احداث متسارعة وسيناريوهات استكبارية خبيثة واجندات خارجية تستهدف امن العراق و وحدة ابناء الاغلبية والامة العراقية الكريمة , وفي خضم تلك الأحداث وفي فلك هذا التآمر الكبير على بلادنا ؛ رأينا كيف يقصف الامريكان مقرات الحشد بحجج واهية ومسرحيات مكشوفة لا تنطلي على احد ؛ فلو اعتدى احد عناصر او قيادات الحشد على الامريكان في ولاية واشنطن او ولاية نيويورك او حشرت فصائل المقاومة انفها في الشؤون الداخلية الامريكية ؛ لما اعترضنا عليهم او شجبنا عملياتهم العسكرية .
رغم وضوح الامر وبديهة حق الانسان في الدفاع عن وطنه وطرد المحتل ؛ الا ان المخابرات المعادية ودوائرها الثقافية والاعلامية والسياسية تثير بين الفينة والاخرى زوبعة مفتعلة تحمل معها الكثير من الغبار والاتربة والاوساخ التي تحجب وضوح الرؤية من جهة وتؤثر عوالقها ورواسبها التي لازالت في عقول وقلوب الكثير من العراقيين ؛ بل وصل الامر الى الجنوبيين المحبين للحشد وبعض المذبذبين من ابناء الامة العراقية ؛ حتى صار البعض لا يأبه بمقتل العراقيين بحجة ان هؤلاء من الحشد وان أولئك من السنة والاخرين من الكرد … وهكذا ؛ يريدون منا ان نتحول الى طرائق قددا ؛ يفرح بعضنا بمقتل البعض الاخر … .
والا ما علاقة ابناء الحشد الابرياء والذين لبوا نداء الوطن , والتحقوا بالقوات العراقية الحكومية , وانضموا تحت لواء الحكومة والعلم العراقي من دون اجندات سياسية او ولاءات خارجية ؛ بكل هذه السيناريوهات السياسية والمسرحيات الامريكية والنزاعات والصراعات الاقليمية ؛ كي ينتقم الامريكان منهم … ؟!