نوفمبر 22, 2024
111111111111111111

اسم الكاتب : رياض سعد

بذلت الاغلبية الاصيلة وبمعية احرار الامة العراقية ؛ الغالي والنفيس , وتكبدت الخسائر الباهظة والتضحيات الجسيمة , من اجل التخلص من الدكتاتورية والطغمة البعثية الصدامية ؛ ولولا دماء الشهداء وضحايا السجون الطائفية والمعتقلات البعثية وغرف التعذيب الصدامية والمقابر الجماعية ؛ لما استجابت القوى الكبرى لاستغاثات المظلومين والمعذبين والسجناء والمعتقلين والمهاجرين واللاجئين والمعارضين والمجاهدين  من ابناء الاغلبية والامة العراقية ؛ ولما اقدمت على اسقاط العميل المدلل ؛ ودار الزمان دورته , وأهلك الله مجرمي الفئة الهجينة , وزلزل الارض بجلادي الطغمة البعثية والزمرة الصدامية , وضاقت عليهم البلاد بما رحبت ؛ وجاء من جاء , وابتدأ مشوار العملية السياسية , وانبثقت انوار التجربة الديمقراطية , و رأينا وجوه لأول مرة نراها , وشاهدنا اشخاص لم نعرفهم من قبل , وفيهم الغث والسمين والطالح والصالح والكريم واللئيم والشجاع والجبان والوطني والعميل … الخ ؛ وتزامنت مع هذه التجربة السياسية الجديدة ؛ الهجمات الارهابية والاغتيالات السياسية والافعال الاجرامية والاضطرابات الامنية … الخ ؛ واسفرت هذه المعمعة عن استشهاد افراد وقتل اخرين , واختفاء اشخاص من المشهد السياسي العام وانزواء ساسة , وظهور اشخاص وتبوء البعض للمناصب الحكومية ومراكز القرار ؛ فتقدم الجبان والحرامي والفاشل واللئيم والمجهول ؛ وتأخر الشجاع والنزيه والناجح والكريم ومعروف الحسب والنسب … ؛ وجار الزمان وجار ؛ حتى ادعت الامعات تمثيل الاغلبية الاصيلة والامة العراقية العظيمة ؛ واستنسر البغاث علينا، وتذأبت الأرانب وتعملقت الجرذان، وأصبح الحال غير الحال ؛ فخنعت أسودنا ، وانسحبت شخصياتنا وانطفأت نار تطلعاتنا ومشاريعنا الحضارية والتقدمية والتنويرية والتنموية , ونكست راياتنا العلوية وبيارغنا العراقية ، وأغمدت سيوفنا، وسكتت رجالنا ، وأقفرت العملية السياسية  إلا من جبان أو منافق او فاسد او فاشل ، أو مضيع متصدر أو أعمى أو غبي أو جاهل متحكم ،  باستثناء الشرفاء والغيارى من ساسة وقادة  ومسؤولي  الاغلبية والامة العراقية طبعا  .

بينما أنا أتابع واشاهد , لقاءات المرشحين من على شاشات الفضائيات , واستمع لما يقولون , واقرء ما يكتبون , وارصد تحركاتهم ومواقفهم , واحلل اقوالهم وتصريحاتهم ؛ لفت انتباهي , تصرفات البعض من المحسوبين على الاغلبية الاصيلة , واقارن بين تصريحاتهم ومواقفهم بالأمس وبين اليوم , واستغرب من هذا التناقض بالأفعال والتهافت بالأقوال ؛ فكل يوم هم في شأن مختلف , ليس هذا وحسب، بل إننا نشهد أن بعض المرشحين غالبا ما يتنافسون لإرضاء أعدائهم وخصومهم،  طمعا في اموالهم ودعمهم السياسي او خوفا من ارهابهم وعلاقاتهم الخارجية ونفوذهم الاقليمي … ؛ ولعل البعض يحاول تبرير مواقفهم المخزية وتلميع شخصياتهم الواهنة , ويدعي ان هذه المواقف من ضرورات السياسية والسياسة فن الممكن كما هو معروف ؛ الا ان الامر خلاف ما يدعون , وهذا التبرير كلمة حق يراد منها الباطل , نعم للسياسة ضغوطها واحوالها ومقتضياتها التي قد لا تتوافق مع اراء وعقائد ومطالب الشعب والامة ؛ الا ان السياسة ايضا تعني عدم الثقة بالأعداء و وجوب الحذر منهم والعمل الجاد على هزيمتهم وابعاد شرهم عن البلاد والعباد , واضعافهم بشتى الطرق والوسائل  لان العدو يبقى عدوا ؛ لا كما يفعل غمان وثولان الاغلبية المنبطحين من الذين يعاملون الاعداء معاملة حسنة ويقدمون لهم كافة الامتيازات ؛ بينما يفعلون العكس مع ابناء جلدتهم …!

مدن الاغلبية اليوم  تعاني من مختلف الازمات بدءا من البنى التحتية المتهالكة وصولا الى الواقع الصحي والصناعي والزراعي المتردي ؛ وابناء الاغلبية يشكون البطالة والجهل والعوز والفاقة والضياع , بينما تنهب ثروات الجنوب وخيرات مناطق الاغلبية من الاستعمار والقوى الخارجية وضعاف النفوس من العملاء والفاسدين ؛ بل وتقدم تلك الثروات الى الغير كي يشيدوا بها مناطقهم وبلدانهم ويطوروا احوالهم نحو الافضل ويأمنوا حدودهم , ويسعدوا شبابهم , ويشغلوا رجالهم ويبنوا بها مدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم ومصانعهم … الخ .

الى متى تبقى مدن الاغلبية مستباحة من قبل قوى الخط المنكوس والفساد , وتفعل بها خفافيش الظلام ما تشاء ؛ ويزرع فيها الاشرار بذور الشقاق والفتنة  والقلاقل والاضطرابات ؛  فلا يمر يوم  الا  ونسمع بحدوث جرائم او اضطرابات او حوادث او  نزاعات او وقوع مصادمات  في هذه المدنية او تلك …؟!  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *