اسم الكاتب : هادي حسن عليوي
ـ في عراق العملية السياسية اليوم.. لا توجد للمواطن حصة في وزارة الخارجية.. ولا في الدبلوماسية العراقية.. ولا يعين حتى المتفوقين في البكالوريوس.. أو الماجستير.. أو الدكتوراه في العلوم السياسية أو في القانون الدولي.. أو أصحاب الخبرات السياسية والاستراتيجية والدولية.. بل لو تقرأ قائمة أسماء سفراؤنا.. وقناصلنا.. والصف الأول من الدبلوماسيين العراقيين في سفاراتنا.. تجد العجب العجاب.
ـ فالتاريخ يعيد نفسه.. سابقاً الغالبية من أقرباء صدام وأبناء مسؤوليه والحبايب.. أما دبلوماسي عراق اليوم فهم أبناء وأقرباء كبار مسؤولي اليوم.. والمهزلة غالبيتهم شهاداتهم مزورة.. ويحملون جنسية الدولة التي يعملون بها.. يعني عراقيين بالاسم فقط.. تنتهي عراقيتهم عندما تنتهي وظيفتهم.
ـ الأخبار تنقل لنا بان الأوائل في كليات العلوم السياسية والقانون واللغات من الجامعات العراقية أو الأجنبية للأعوام الماضية قد قدموا للتعيين في وزارة الخارجية.. ولم تسنح لهم الفرصة للتعين.. تحت يافطة عدم توفر الدرجات الوظيفية لهم للتعين.. وهم الأوائل في كلياتهم.. وكان ينبغي على الوزارة الاستفادة منهم.. والغريب إن التعيينات مستمرة تتم للآخرين.. وتوفر لهم الدرجات.. وفي تخصصات خارجة عن طبيعة عمل الوزارة.. بل إن بعضهم لا تخصصات ولا شهادات.. وتقتصر التعيينات على أبناء وأقارب المسؤولين والحبايب. فالمعينين في وزارة الخارجية في عهد هوشيار زيباري.. منهم على سبيل المثال لا الحصر:
أبن خضير الخزاعي (ياسر) الملحق التجاري في الكويت.. وابنه الثاني وابنته وزوجها في السفارة العراقية في كندا.. وشقيقة بيان جبر في سفارتنا في أبو ظبي.. وخال عمار الحكيم سفير العراق في الفاتيكان ثم سفيرا في مصر.. والقيادي في حزب الدعوة محمد ألفيلي سفير العراق في واشنطن.. ونسيب علي الأديب في الملحقية الثقافية في لندن.. ونجل خالد العطية في السفارة العراقية في لندن.. ونسيب سعدون ألدليمي ملحق ثقافي في السفارة العراقية في لندن.. وشقيق علي الدباغ في سفارتنا في رومانيا.
ـ واستكملت الحالة في عهد عادل عبد المهدي ليعين علي الدباغ سفيراً في سلطنة عمان.. وابن عم القيادي في المجلس الأعلى همام حمودي في السفارة العراقية في واشنطن.. وابن شيروان الوائلي في السفارة العراقية في واشنطن.. وابن حسن السنيد قنصل في السفارة العراقية في الكويت.. وعلي ابن زهير الغرباوي رئيس جهاز المخابرات السابق قنصل في واشنطن.. ونجل أخ رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني سفير العراق في إيطاليا.. وشقيق عبد الكريم السامرائي سفيراً في مصر.. وابنة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في السفارة العراقية في سفارتنا في هولندا.. كذلك نجل وزير التخطيط الأسبق علي بابان.. وابنة كبير القضاة مدحت المحمود وزوجها.. وشقيق عز الدين سليم.. ونجل أخ رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.. ونسيبي علي الأديب.. ونجل عبد القادر العبيدي وزير الدفاع الأسبق.. والكثير تجدهم من أبناء وأقرباء المسؤولين الآخرين.. وعشرات آخرين من أبناء وأقرباء المسؤولين في إقليم كردستان.. معينينً على سفارات العراق في العالم.
ـ لم تنتهي المصيبة الى هنا.. بل ينطبق عليهم المثل: (مهروش وكع بكروش) .. صدام ما سواهه.. فأحد الوزراء في الحكومة السابقة عين شقيقين له وخمسة من أبناء عمومته في عدد من سفاراتنا.. وكأنما وزارة الخارجية ملك طابو مسجلة باسمه.. ولم تتوقف الحالة على أبناء المسؤولين.. بل حتى كبار موظفي الوزارة عينوا عوائلهم وأقرباؤهم بالجملة وليس بالمفرد.. فرئيس الدائرة المالية السابق عين ابنيه وزوجة أحد أبنائه في الوزارة.. ونقلهم لسفاراتنا في الخارج.. من دون تنفيذ التعليمات الخاصة بالنقل الخارجي عليهم.. فضلا عن اختياره أماكن النقل لهم.. (العبوا بيه).. ورئيس الدائرة الإدارية السابق في الوزارة.. نقل خدمات شقيقه مع احتساب فصل سياسي مشكوك فيه.. فضلا عن تعيين عدد من أبناء أقاربه وأصدقائه في الوزارة.. مسؤول آخر في الهرم الإداري لوزارة الخارجية قام بتعيين ابنه وزوجته واثنين آخرين من أبناء أخوته.. وقيامه بالتستر على الأخطاء والمخالفات المالية والحسابية لهم.. وتعيينات لا حصر لها.. وحسب الهدايا المقدمة إليه ولمكتب الوزير.. وعشرات آخرين.. لا يكفي المقال لنشر فضائحهم !!.. وهناك صولات وجولات!.. ويقال إن الفساد في هذه الوزارة تشم رائحته حتى من خلف الوزارة.. ومن الشقق الخلفية.
ابراهيم الجعفري: الوزير الملائكي:
ـ وجاء إبراهيم الجعفري وزيراً للخارجية ليكشف لنا إن هناك حوالي 170 شهادة مزورة لكبار الموظفين الدبلوماسيين.. بعضهم سفراء.. لكن القضية سوفت.. ولم يتخذ أي إجراء حتى الآن.. (طبعاً هذا الرقم ليس جديداً.. بل سبق أن كشفت عنه هيئة النزاهة منذ العام 2012 وتم لفلفته).
ـ وأول عمل قام الجعفري به هو تعين: ابنته وزوجها دبلوماسيين في سفارتنا في لندن.. وهي السفارة المتخمة بالموظفين الحبايب.. علماً إن ابنته وزوجها يعيشان ويقيمان ويعملان في لندن أصلاً وليس في العراق ويحملان جنسيته.. ويعملان في القطاع الانكليزي الخاص هناك.. يعني هم مواطنين انكليز كأبيهم.. فرواتب بآلاف الدولارات تصرف من خزينة العراق الخاوية.. لمن لا يعمل.. ولا يستحق.. (بأي شريعة.. وأية قوانين تصرف هذه الرواتب؟؟ يا إبراهيم الجعفري.. ويا هوشيار الزيباري.. ويا أيها محمد علي الحكيم فأنت أعرف بذلك فقد كنت سفيراً.. والآن وزيراً للخارجية.. ماذا عملت لهذا الفساد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)!!
ـ لم يتوقف الجعفري عند هذا الحد.. بل عينَ ثلاثين من أقاربه في سفاراتنا في الخارج.. ووضع صهره في مكتبه وخوله التوقيع والتصرف في غيابه.. لتنقل الأخبار عن تعينه عشرات من حزبه.. وآخرين منتسبي فضائية وجريدة بلادي التابعة لتيار الإصلاح الذي يرأسه.. في السفارات العراقية.
وجميع من عينهم عميد الدبلوماسية العراقية الحالي (الجعفري) ليست اختصاصهم في السياسة الخارجية.. وليس لديهم خبرة في العلاقات الدولية.. أو الدبلوماسية.. أو في القانون الدولي.. أو حتى في الإتكيت.. فهم كوزيرهم (خير خلف.. لأسوء سلف).
(كل هؤلاء المعينين جميعهم في عهد الزيباري أو في عهد الجعفري لا يمتلكون الكفاءة.. ولا الخبرة.. ولا الاختصاص ولا الشهادات ..أو شهادات مزورة.. كوزيرهما.
ـ كل هذه عينة صغيرة جداً من أولاد المسؤولين المعينين في سفارات العراق في الخارج.. ناهيك عن أبناء وأقارب الخط الثاني والثالث.
ـ وتدل هذه التعيينات إن أحزاب السلطة الحاكمة ليست لديها الرغبة في بناء دولة حقيقية.. بل يتعاملون مع العراق كأنه غنيمة يحاولون الاستفادة منها على اكبر قدر حتى ولو كانت على حساب الشعب.
ـ بقيً أن نقول: إن الإصلاحات التي جرت في وزارة الخارجية.. في عهد الجعفري.. هي لا إصلاحات.. ولا هم يحزنون.. فالسفراء المستحقين للتقاعد منذ سنين أحيلوا على التقاعد.. وهؤلاء المتقاعدون لم يعودوا للعراق بل بقوا في موطنهم الأم.. وعينً بدلاٌ عنهم أناس لا علاقة لهم لا بالسياسة الخارجية ولا بالعلاقات الدولية.. وهم أيضاً من مزدوجي الجنسية.. وعينوا في دول الأم.. فعلى سبيل المثال:
ـ كبيرة دبلوماسينا التي كانت في الأردن جنسيتها أردنية.. (يعني هو مواطنة أردنية.. وليست عراقية !!).. وهلمً جرا.
ـ أما أصحاب الشهادات المزورة فما زالوا يصولون ويجولون في سفاراتنا.. ومحد يكدر يقول لأحدهم (على عينك حاجب).. وخير مثال عليهم.. حميد القدو.. يعمل بنچرچي وحارس في كراج سيارات.. هو سفير العراق في موريتانيا.
ـ وبعد فضيحته مع الراقصة.. التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي.. تم سحبه الى بغداد!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ أما الترشيق والتقشف فلم يصل الى سفاراتنا.. وإن تخصيصات سفاراتنا فقط.. تعادل ضعف تخصيصات وزاراتي التربية والتعليم العالي.. وهي سفارات بلا إنتاج.. وبعد مرور سنتين من التقشف الذي أصاب المواطن والدولة.. بدأت وزارة الخارجية تفكر في غلق بعض قنصلياتها وسفاراتها التي لا عمل لها أصلاً.. لكن أبناءهم وأقاربهم يبقون دبلوماسيين سوبر.. وبنفس رواتبهم وامتيازاتهم الهائلة.
ـ الأنكى من ذلك أن وزير الخارجية الجعفري منذ يوم استيزاره اخر يوم كوزير خارجية.. في زيارات مكوكية لكل العام.. بلا توقف.. حتى بلا عودة لبغداد (من دولة لدولة.. ليش متدري).. كسلفه الزيباري مخلة دولة ومدينة لم يزورها بس جزيرة واق واق مشافه يا عيني عليكما (زيباري والجعفري)!! مشفتوا واق.. واق.
ـ وهكذا تبقى سفارتنا إقطاعيات عائلية.. وحبايب المسؤولين الكبار.. يتنعمون على حساب الشعب.. الذي أصبح كله (ولد الخايبة).
ـ ويبقى دبلوماسيو عراق اليوم لا دبلوماسيين.. ولا هم يحزنون.. وغالبيتهم شهاداتهم مضروبة.
ـ أما وزير خارجيتنا الحالي(فؤاد حسين)..أصبح وزير ا للخارجية في 6 حزيران/ يونيو 2020.. واخر يوم من كوزير مالية في حكومة عادل عبد المهدي.. فقد أفرغ خزينة الدولة.. وارسال الاموال كلها الى اقليم كردستان.. الذي لم يسلم قطرة نفط واحد منذ سقوط صدام حتى اليوم.. والى ما شاء الله!!
ـ وهو مطلوب للاستجواب لمجلس النواب.. على قضايا عديدة .. أبرزها مخالفاتها المالية الكبيرة كوزير مالية.. ويبدو ان وزارتنا الخارجية عادت وزارة الاقليم وليست وزارة خارجية العراق!!
قنصليات فضائية:
ـ كشفت لجنة المفتشين السريين بوزارة المالية.. في 15 حزيران 2020عن وجود كارثة كبرى بسجلات وزارة الخارجية المالية والادارية.. حيث قامت وزارة الخارجية بصرف رواتب وهمية لموظفين في ( ٤ ) قنصليات (فضائية ) في اوروبا لوحدها.
ـ حيث لا وجود لهذه القنصليات على ارض الواقع وهي مسجلة باسم وزارة الخارجية.. وتصرف لها رواتب و مخصصات منذ اكثر من (١٥ عام ) والى اليوم منها (القنصلية العراقية في ميونخ بألمانيا) ..ومسجل فيها اسماء دبلوماسيين وهميين تابعين لأحزاب السلطة ( الكردية والشيعية )وفيها اكثر من (١٢٢ موظف وهمي) اغلبهم مسجلين من حملة شهادات الدكتوراه ويتقاضون (رواتب عالية جداً).
ـ اضافة الى (مصروفات نثرية سنوية).. و( سندات شراء عقارات للقنصليات الوهمية).. و(فواتير وقوائم شراء سيارات دبلوماسية )من الطراز الفاخر طبعاً ..و(عقارات وهمية ).
ـ وسحبت عشرات ملايين الدولارات خلال ١٥ سنة مضت وحتى اليوم.
ـ الكارثة الأخرى: يتم تحديث شراء العجلات كل سنتين لهذه (القنصليات الفضائيات ) بأرقام خيالية يصعب تصديقها.
ـ ويبقى وزراء خارجيتنا.. لا يعرفون من الدبلوماسية.. الجُك.. من البوك.
_________________
(ملاحظة : (ما يعرف الچك من ألبوك).. يعود لقصة : فعند دخول الاستعمار البريطاني الى البصرة.. تقرر تدريس اللغة الانكليزية للعاملين لديهم من البصريين.. ويومياً يكرر المدرس: (بوك يعني.. الكتاب Book).. و(جوك يعني.. الطباشير Chalk).. ومرت الأيام.. والأشهر ولم يتعلموا شيئاً.. فقال احدهم: والله لحد الآن (منعرف الچك من ألبوك).