نوفمبر 22, 2024
3042023172300_رسالةالرئيسالأمريكيجورجبوش

اسم الكاتب : عادل عبد المهدي

سقط الفرد والحزب.. لكن ممارسات التفرد والتحزب شائعة ومهددة

سقط الطاغية لكن عقلياته ومؤسساته تجدد نفسها

“سقط صدام بعد ان انهكته مقاومة الشعب وتضحياته بعملية قيصرية، او بلغة اوضح بالدبابات الامريكية. مما يطرح تساؤلين.. هل سقط النظام معه؟ ومسؤولية دخول القوات الاجنبية؟

بعد الانتفاضات الاخيرة، يسهل الجواب على التساؤل الثاني.. فعندما يستهتر المسؤول ويتحكم برقاب وحقوق شعبه.. ويشن الحروب الداخلية والخارجية.. ويتقوى على مواطنيه باطراف خارجية.. يصبح التدخل نتيجة متوقعة. هذا ما حصل تاريخياً مع دول وامبراطوريات تعتز بهويتها واستقلالها كالمانيا واليابان. فالعراق اقلّم ودوّل منذ حرب الخليج، واستلبت ارادة شعبه تماماً..

وصدرت مواقف وقرارات اقليمية واممية قبلها النظام، مهدت كلها ارضية التدخل. ومنها قرار 661 وخيمة صفوان والموقف من انتفاضة 1991. وبعد السقوط –ورغم التعقيدات والتدخلات- ارتفعت الامال للتغيير والاصلاح، وبناء الحياة الديمقراطية والدستورية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.. وانهاء الاحتلال، والعقوبات والحصار والمديونية والفصل السابع، وتواجد القوات.

اما سقوط النظام فاكثر تعقيداً.. سقط الطاغية لكن عقلياته ومؤسساته تجدد نفسها. سقط الفرد والحزب.. لكن ممارسات التفرد والتحزب شائعة ومهدِدة.. فالتشريعات ما زالت في معظمها لمجلس قيادة الثورة.. والجديدة –عدا قلة- يعاد تكييفها مع البنى والمفاهيم القديمة.

فالنظام ليس كالافعى تموت بقطع الرأس.. انه كالشجرة تموت باقتلاع الجذور.

 فالدستور والانتخابات ومجيء شخصيات وقوى بتاريخها وسقوط الحاكم كانت -وما زالت- تعني الكثير..

لو تغيرت نوعية الحكومة وطبيعة الفلسفة بين السلطة والمواطن.

 ولو جددت نظريات الاقتصاد والاجتماع والثقافة والبنى التحتية ونظام العلاقات الداخلية والدولية.

بقيت كلمة ومصلحة المسؤول –كقاعدة- هي العليا وكلمة ومصلحة المواطن هي السفلى.. فالسلطة تتحكم بمواطن عاجز يُذل ويُهان.. ويقتل بالارهابيين والمفخخات وكواتم الصوت، بعد ان كان يقتل بالحروب وزنزانات الموت.. فمعدلات الهجرة والعسكرة في تزايد وكذلك البطالة والامية والفقر والمرض والجريمة والفساد.

فالتغيير لا يستحق اسمه بدون تغيير جذري بين نظامين وعقليتين وممارستين.. ولا يمكن تبرير التقصير والفشل بعد 9 سنوات ومئات مليارات الدولارات.. لنحمل غيرنا المسؤولية او نتحجج بالارهاب والماضي.. الذي يمثل استمراره امتحاناً وادانة، وليس تبريراً وعذراً.

الابواب فتحت، لكن اجسادنا وعقولنا معتادة او منشدة الى وراء.. فاحباطات الماضي ولغته واساليبه تطل برأسها بما فيها خوف على الحريات والحقوق.

 نرى الافاق، وانتفاضات جيراننا، فنزداد ثقة بصحة نهجنا.. والاصلاح ممكن، بل قادم لا محالة، ومعياره المواطن وحقوقه وامنه وواقعه ومستقبله.”

أصداء.. عراق جديد

النظام الصدامي الذي قتل الشعب وضربه بالاسلحة الثقيلة والكيمياوية لازالت اثارها الى اليوم قد سقط بفعل الارادة الشعبية على يد ابطال الانتفاضة المباركة في عام 1991.

والتي أرخت رسمياً للربيع الذي اجتاح البلاد العربية بعد اكثر من عشرين سنة لم يتفاعل المجتمع الدولي مع انتفاضة الشعب العراقي لتدخل قوى لم ترغب انذاك ان ترى الشعب يمسك مقود ادارة دفة البلاد فسمحت للنظام المباد ان يفتك بالشعب من خلال استخدام كل صنوف الاسلحة غير ان الشعب بقي يناضل ويجاهد الطاغية فنخره من الداخل حتى سقوطه عام 2003.

في لحظة تاريخية لن ينساها الشعب والعالم الحر مطلقاً يوم تهاوى كل جبروت وطغيان الطاغية واخذت ملامح بناء جديد ترسمه ارادة شعبية استطاعت ان تبني معادلة جديدة وتطوي الى الابد المعادلة الظالمة التي يحاول البعض متوهماً اعادتها برفع عقيرة هنا وعقيرة هناك ولكن الشعب الذي اعطى التضحيات الجسام وسالت دماء غزيرة في طريق الحرية سيبقى مدافعاً عن بنائه الجديد وسيواصل سيره بقوة الى ذرى المجد في عالم الحرية الذي تنفس هواءه الشعب بعد سقوط الدكتاتورية تمثل بامتلاك الشعب لارادته وهذا اهم نصر حققه الشعب وامتلك الشعب ثرواته وكتب دستوراً يضمن حقوق كل الشعب وخاض انتخابات ديمقراطية لانتخاب حكومات محلية والمتمثلة بانتخابات مجالس المحافظات او انتخاب برلمان تشريعي متمثلاً بمجلس النواب الذي اختار اول حكومة شرعية جاءت عن طريق انتخابات حرة نزيهة اذهلت العالم وبينت مدى عشق العراقيين للديمقراطية.

فبالرغم من كل التحديات والاعمال الارهابية غير ان الشعب أصر بقوة على تسطير اروع تظاهرة ديمقراطية تشهدها المنطقة.

ان ما تحقق من مكاسب للشعب بعد سقوط الدكتاتورية انما جاء بفضل تضحيات الشعب وان التجربة الرائدة المتمثلة بالعملية السياسية وما انبثق عنها من تشكيلات ومؤسسات حاول الاعداء وبقايا البعث الصدامي المباد ان يشوه صورة العراق الجديد ويقتل الشعب فتكالبت قوى الارهاب بكل اصنافها واشكالها لتقتل الشعب وطوال كل السنين التي مرت بعد سقوط الدكتاتورية لم يساوم الشعب ولم تستطع هذه الاعمال الارهابية ان توقف تقدمه الى الامام.

ومن هنا حري بكل القوى التي قارعت الدكتاتورية ان توحد صفوفها وتنطلق بقوة للمحافظة على مكاسب ومنجزات الشعب وان لا تسمح للقوى الارهابية والظلامية النيل من مكاسب الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *