اسم الكاتب : سليم الحسني
بذل جواد الخوئي جهوده المكثفة من أجل أن يحصل (حسن ناظم) على منصب وزير الثقافة، وقد نجح في جهوده مستغلاً عنصرين مؤثرين، أولهما الدعم الذي يمتلكه من مكتب السيد السيستاني، وثانيهما علاقاته مع الجهات المخابراتية الأمريكية.
النقطة التي تلفت الانتباه، هي اختيار جواد الخوئي لهذا الوزير بالذات وتحديد المكان الذي يشغله وهو وزارة الثقافة، فهي وزارة قليلة الموارد ولا يقع عليها تنافس كبير بين الكتل السياسية التي تبحث عادة عن منافعها المالية.
جواد الخوئي ليس زعيم كتلة ولا رئيس حزب ولا عضو برلمان، لكنه مُكلّف بدور عميق ينفّذه بدقة وإلتزام. فهو المسؤول عن الترويج للعلمانية ونسخة الإسلام الأمريكي في النجف الأشرف، وقد استطاع ان يقطع خطوات مهمة في هذا الاتجاه.
لقد سبق أن كتبتُ عن جواد الخوئي وعلاقته بالمخابرات الامريكية، وعرضتُ وثائق ويكليكس التي تتحدث عن اتصالاته بمحطات المخابرات الامريكية.
شخصيته مكشوفة واضحة، وهو لا يمتلك من المؤهلات التي تجعله قادراً على التمويه والتأثير، بحكم بساطة ثقافته وسطحيتها، لكن رجال المخابرات الدولية يبحثون عن اسم العائلة وليس عن شخصية العميل في بعض المجالات التي يريدونها.
وقع اختيار جواد الخوئي على (حسن ناظم) لأن الأخير من ضمن المشروع الأميركي الذي يتولى تدريب الشباب العراقي في أمريكا وتحويلهم الى عناصر تخريب وفوضى وجوكرية. وقد كان حسن ناظم يعمل مدرساً جامعياً في الولايات المتحدة، ثم عمل استاذاً في جامعة الكوفة. وقد وقع عليه الاختيار ليكون من الداعمين لحركة (موجة) الطلابية التي تأسست في النجف الأشرف عام ٢٠٠٥، وكانت من أوائل الحركات ـ بعد الاحتلال ـ التي تدعو الى العلمانية بشكل منظم وممنهج، ثم اتسع نشاطها الى بغداد ومحافظات الجنوب الشيعي.
نشط الدكتور حسن ناظم في مجال العمل الثقافي الذي يرّوج للافكار المستوردة، وكان في ذلك يلتقي مع جواد الخوئي بنفس التوجهات التي تدعو الى محاربة العقيدة الإسلامية وثوابت الإسلام بطريقة ناعمة.
كانت هذه الخلفية، هي السبب الذي جعل (جواد الخوئي) يتولى مهمة فرض رفيقه في العمل ضد الإسلام على حكومة الكاظمي وزيراً للثقافة، فهو الموقع المخصص لتخريب الأفكار وعقول الشباب.
عندما نضع هذه الخلفية أمامنا، فان ما دعا اليه الوزير حسن ناظم بتكريم ورعاية الشاعر الملحد سعدي يوسف، يصبح معروفاً ومكشوفاً. فهذا الشاعر رغم كونه ملحداً إلا انه طائفي يعادي الشيعة أشد العداء، وقد كتب ضد الحشد الشعبي وبطولات أبناء الجنوب عندما حرروا الموصل من تنظيم داعش الإرهابي. كما أنه هاجم المرجع الأعلى السيد السيستاني يصفه بقوله: (السيستاني الكافر أول من أفتى في الإسلام بنصرة جيش كافر.. السيستاني الفاجر مأواه جهنم، بئس مقر).
ولسعدي يوسف قصيدة بالغة الهبوط بشعة الكلمات، يطعن فيها أم الرسول (ص) بشرفها ويتجرأ بالقول الفاحش عليها وعلى زوجها والد الرسول الأكرم عبد الله بن عبد المطلب، ويصفهما بكلمات يعفّ اللسان عنها.
وزير الثقافة حسن ناظم، عندما يدعو الى الاهتمام وتكريم هذا الشاعر، فانه في الحقيقة يريد تمرير المسار المعادي للإسلام ونشره في الوسط العراقي ضمن المخطط الناعم الذي تعمل عليه أمريكا وتريده بديلاً عن الإسلام الأصيل.
في هذه الحالة، لمنْ نوجّه اللوم؟
لمكتب السيد السيستاني لكي يتنبه الى هذه المخططات العميقة التي تخترقه وعليه ان يعالج الخطر بسرعة؟
لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي عليه ان يقيل هذا الوزير؟
لأساتذة الحوزة العلمية الذين يراعون اعتبارات شخصية فلا يتحركون ولا يثأرون لرسول الله (ص) ولا يتحركون لمواجهة الخطر الزاحف على الشيعة والتشيع؟
الشيعة أمام خطر حقيقي، ولا بد من خطوات جادة، ينهض بها رجال الشيعة وشخصياتهم ووجوههم، قبل أن يفوت الوقت ويقع المحذور، وذلك بلقاءات مباشرة بينهم وبين المرجع الأعلى السيد السيستاني ليقول كلمته الفاصلة.