اسم الكاتب : عامر الربيعي
على شعب العراق ، ان يعلم ان حزب البعث العراقي ، في جذوره لا شأن له بالواقع العراقي ، وحتى الارض التي انبثق منها هي ارض اوروبا وليس ارض عربية ، لذلك فانه في مبادئه وشعاراته لا ينتمي للعراق لانه لا يمثله في حقيقته ، لذلك فهو ظاهرة منبثقة عن العلمانية ، وبالتالي فهو حاله حال الفكر الشيوعي ، وحال الفكر الرأسمالي ، بمعنى انه نسخة اقتبست من مجمل الفكر الغربي و تبنى الرؤية الكونية له بعيدا عن الدين ، واستبدل العلاقة بين العربي والدين ، بالعربي والقومية ، وتم تعليق القومية العربية بمنظور حزب البعث كسلاح علماني حاكم للبلاد الناطقة بالعربية
وليس مستغربا امام هكذا وضع ان يكون منبع القومية العربية العراق ان يقاد من قبل حزب البعث ممثلا بنسخة صدام حسين الذي حاول تمرير كل الفكر العلماني باطره المتعددة مستخدما الدكتاتورية تحت ذريعة القومية العربية .
لذلك لا يمكن اعتبار لا حزب البعث ولا صدام حسين الممثل الاساسي للقومية العربية في العراق لانها انبثقت عن فكر لا ينتمي للعراق رغم الضجيج الاعلامي والاصوات النشاز التي تحاول ان تظهره كجهة وحيدة في الساحة العراقية ممثلا للعروبية، الا انه لا يعدو عن حزب ذو امتدادات اقليمية ودولية، ويتحرك وفق متطلبات موازين القوى الدولي .
اشكاليات :
– هل العروبية تحتاج الى احزاب لكي تفهمنا معنى الانتماء العروبي ؟
– اذا كان كذلك ، لماذا تفكك عرى السادة القوميين منذ قرون عديدة ؟
– الم يكن الوعاء الاسلامي في العصر الاسلامي الاول من دعوة الرسول محمد ص جمع في ظل الدين الجديد الناطقين بالعربية
– من خلال تجارب الفكر القومي في الساحة العربية سواء على الصعيد العربي ام على الصعيد الدولي ، الا يعتبر فكرا اخفق في تقديم هذه القومية كوعاء قادر على الاستيعاب ، وفشل في تفسير العلاقة بين القومية والحضارة .
– من خلال ما تقدم نلاحظ ازمة الواقع العراقي مع حركة الساحة العراقية في الفترة الممتدة من (1980-2003) اصبح خلاله ضجيج وفوضى حزب في ساحة العراق اوجه وحرك في كل الساحات المحيطة بالعراق ميزان قوى دولي يتفاوت في موقفه من حزب بعث العراق ، وفي كل تلك التجاذبات بين العراق وحزب البعث كواقع حال ضاغط ، وموقف قومي عربي ظاغط ، ومثله دولي ظاغط لم يستطع العراق ان يبلور رؤيته الخاصة بعد 2003، وبقى يدور في فلك هذه الضغوط ، مما يشير الى حقيقية الدولة العميقة في العراق ، التي استعادت قوتها من خلال عدة توجهات عبرت عن نفسها اولهما ما قاله جورج بوش الابن عند سقوط ابراج التجارة العالمي بان هناك علاقة بين القاعدة وصدام حسين ، وكيف تم استهداف العراق على اساسه ، والثانية الحرب الطائفية 2006-2007 , والثالثة قيادات حزب البعث كانوا في الصف الاول من داعش ، والرابعة صعود بعض هولاء القيادات البعثية الى اجهزة الدولة العراقية المختلفة وحتى في البرلمان ، وكمرحلة خامسة برامج تحاول تهيئة الساحة العراقية لتقبل حزب البعث بنسخة رغد ابنة صدام، باذرعه المتعددة سواء الاقليمي المساند له او الدولي المنبثق في روحه عنه ام من خلال ادواته كسعد البزاز ، والخنجر ، والحلبوسي ، ….
لذلك عندما يتم تشريع قوانين في البرلمان للتصديق عليها (بحق المطالبة بالملكية) لرئيس حزب البعث المنحل صدام حسين وعائلته وبطانته ، يصبح من حقنا ان نسال عن الادارة العميقة لهذه الملفات الحساسة ، ومن هو المحرك الاساس لكل هذه القوانين وعلى اي حق استندوا ، ووضعوا له البنود ليطالب بحق صدام حسين وعائلته وخاصة وان اثار وجودهم في الساحة العراقية عنيف ؟
– من هو المشرع القانوني الذي استطاع من رفع مثل هكذا قضية الى البرلمان العراقي ، وما هي حدود صلاحياته.
*اشكالية : في ظل اي من الرئاسات الثلاث العراقية يتواجد بقايا حزب البعث ، واي من القيادات ساهمت وبوقاحة عن ازالة خجل التاريخ الذي تحرك بعد سقوط بغداد ، وجاء مدفوعا برغبة جامحة لتسلق السلطة ؟*
كما لا يخفى على الجميع ، ان الحلبوسي احد القيادات السياسية ورئيس مجلس النواب ، ظهر للعلن كشاب كانت لا تزال فيه بقايا من خجل لرجل مستجد في عالم الدهاء في برنامج الدهن الحر. الخيوط التي نجمعها من مفردات (الحلبوسي ، زوجة الحلبوسي ، الشرقية ، مسؤول قناة الشرقية (سعد البزاز)، التسول من دول الخليج، سرقة اموال الشعب العراقي المودعة باسمه من قبل المقبوران (صدام حسين ، وعدي صدام حسين) لفتح قناة الشرقية مؤسساتها الملحقة بها …
توجهات البزاز الذي اطلق سلسلة برامج يقتات بها على الام الفقراء والمساكين من ضحايا دكتاتور سابق يقدسه ، قدمهم سيده سابقا قرابين لداء العظمة الذي تملكه ، ويقدمهم هو كمادة اعلامية لتلميع تاريخة الملطخ بدماء ابائهم.
(اولويات البزاز لا يمانع من الدخول في قطيع المطبعين متمنيًا عودة العراق الى ما قبل 2003 .
فما هي القاعدة التي انطلق منها البزاز ، هل هو حزب البعث الذي انهار بالكامل بعد 2003، ودخول قياداته تحت بند قانون مكافحة الارهاب ؟ من المؤكد لا ، لم يكن قاعدة انطلاق البزاز حزب البعث ، وانما الجهة الاصيلة التي تقف خلف حزب البعث ، وخاصة عندما نتتبع اقوال ميشيل عفلق في تسجيلاته القديمة نراه يصرح بان من اهداف حزب البعث هو العالمية ، ومثله تبحث الشيوعية عن العالمية والعلمانية عن العالمية ، لكن نسخة ميشيل عفلق قاصرة لا تمتلك مقومات تساعده على تحقيق العالمية لكنه ظهر كمسوق للرؤية الغربية للعالمية ، وهو نسق امبريالي نقيض منهج العالمية التشريعية لقوانين الاسلام .
– كيف استطاع البزاز من الحصول على الطرق القانونية في تصدير رجالاته وتطعيم العملية السياسية العراقية بشخوص عاملة في قنواته الاعلامية ، على سبيل المثال الحلبوسي بنسخة الدهن الحر في الشرقية ، الى مقدمة الاخبار في الشرقية التي اصبحت فيما بعد زوجته الثانية ، اذن مسؤول اعلى سلطة تشريعية ، اصبحت في ظله اليوم تتعالى اصوات المطالبة برفع اليد عن ازلام النظام السابق ، وسجناء الارهاب من داعش ، والاثنان ايدهما ملطخة بدماء الشعب العراقي، فما الذي ينتظر الساحة العراقية اذا استمر قيادييها في التهاون امام هكذا واجهات اجرامية ، سواء تلك التي تشرع ام تلك المتعددة الولاء .