اسم الكاتب : وجدان عبد العزيز
من مقومات قوة ومتانة العلاقات الاجتماعية بين افراد أي مجتمع هي الحفاظ على القيم الاجتماعية، وهي الصفات المرغوب فيها بين الجماعة، وتحددها ثقافة التسامح والحق، ولا بد من وجود قوة للحفاظ على النظام الاجتماعي والاستقرار، تسند هذه القوة القوانين والاعراف الاجتماعية التي تحددها الثقافة القائمة مثل التسامح والحق والعدل والامانة والتعاون، والقوة وهي أداة اجتماعية للحفاظ على النظام الاجتماعي والاستقرار بالمجتمع، ونحن ندرك ان الله تعالى قد استخلف الإنسان على هذه الأرض لغرض تنميتها وتعميرها وتطويرها.
وبهذا أعطاه الحواس المختلفة ليستخدمها جميعها في سبل تحقيق الهدف من وجوده على هذه المعمورة، وكذا كي يستطيع من خلال هذه الحواس اكتشاف الأسرار الإلهية في الكون، بالإضافة إلى استخدامها في تنظيم شؤون حياته المختلفة، والامر المهم هو التفاعل مع المجتمع والتواصل الجيد معه بهدف تحقيق حاجات الإنسان المختلفة ومن ضمن هذه الحاجات شعوره بالتقدير من الآخرين ولا يتحقّق ذلك إلا من خلال الاتصال والتواصل معهم.
لذا فان أهمية التواصل الاجتماعي هي المساعدة على تقوية شخصية الفرد، إذ تجعله يُتقن فن الحديث، ويُرتب الأفكار، والعبارات، والجمل بشكل مُتواتر، وذلك يجعله قادراً على إنشاء علاقات مع من حوله سواء أكانت علاقات في العمل، أم المدرسة، أم الجامعة، وبالتالي يُسهم التواصل الاجتماعي والتعامل مع الغير في صُنع علاقات جيدة مع الآخرين خالية من الغيبة، والنميمة، والكره، والحقد، والبغضاء، والجفاء، ومليئة بالمحبة، والتسامح، والمودة.
وهذا يؤدي إلى الشعور بالراحة النفسية، وهناك قيم تواصلية يجب مراعاتها في التواصل الاجتماعي منها: الصدق، حيث يظهر الصدق كقيمة في التعامل اليومي في المجتمع، ابتداء من الأسرة، وانتهاء بالمجتمع.
الإيثار، وهو قيمة متقدمة في السلوك، ويعبِّر عن تخلي الإنسان عما يحبه لصالح غيره.
الكرم والسخاء.
الحياء، وهو من الضوابط المهمة للسلوك البشري في المجتمع.
البذل والتضحيّة، وذلك بجعل اهتمامات الفرد الخاصة لصالح المجتمع ككلّ.
التعاون والتعاضد، ويعدّ التعاون من أهم مقوِّمات وركائز التواصل البشري، ولا غنى عنه لفرد من الأفراد أو مجتمع من المجتمعات.
التكافل الاجتماعي، وفيه يكمل أبناء المجتمع بعضهم في شتى جوانب الحياة، ممّا يقلل ويقلص من منابع الفقر والعوز في المجتمع، فهل حافظت على هذه القيم مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي؟ نشك في ذلك نظرا لتعددها، وتنوع أنشطتها، وسعة حجم المرتادين، وتباعدهم بالانفصال المكاني عن بعضهم البعض، ولتفاوت المقاصد، وتنوع الثقافات، ولعدم وجود تقاليد ملزمة للمرتادين، لضبط سلوكهم عند تعاطيهم مع المتداول من المنشورات، فإنه يصعب إلزام الجميع بمعايير تعاطي واحدة.
ومن الصعوبة ضبط التصويب لما قد يحصل من أخطاء، وتجاوزات، فلا بد من التحلي باللياقة العالية، والتعامل بالحسنى، والعمل على إشاعة الفضيلة، ونشر القيم النبيلة، والحرص على تعميم قيم التعايش المشترك، ورفض التطرف والغلو والإرهاب.. وبذلك نحافظ على القيم الاجتماعية، والتي من خلالها يخلق الأفراد إحساسا بالتماسك الاجتماعي والشعور بالانتماء.
هذه القيم تربط بين المصالح الفردية ومصالح المجتمع ككل، ولو أن المصالح الفردية قد لا تتوافق دائما مع مصالح المجتمع، الا ان القيم الاجتماعية للجماعة تقوم بوظيفة تثقيف الأفراد لتقييم المجموعة من حيث مصالحهم الخاصة، وبالتالي فإن الصالح العام، خير المجتمع، يعزز الأمن حتى يتمكن الأفراد من العيش بحرية، وهناك مشتركات تاريخية تربط الجماعة كما هو الصالح العام.