اسم الكاتب : رياض سعد
امعن الاعداء ومنذ عقود طويلة ؛ بواسطة العملاء وغيرهم ؛ بإذلال العراقيين وتشويه سمعتهم والتقليل من قيمتهم الحضارية والتجاوز على كرامتهم الوطنية والاستهانة بمقدساتهم وامجادهم ورموزهم ؛ وبشتى الطرق والوسائل ؛ بما فيهم الساسة و رجال وزراتي الدفاع والداخلية والاجهزة الامنية , وقد تفاقمت هذه الظاهرة وظهرت للعيان وفاحت رائحتها النتنة بعد سقوط نظام مذل العراقيين العميل الجبان جرذ الحفرة عام 2003 , بسبب اجواء الحرية والديمقراطية وانتشار وسائل الاعلام العامة وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي , وادمان المواطنين على استخدامها وبصورة سيئة وسلبية احيانا ؛ ومخالفة للضوابط والقوانين والاعراف والاخلاق – فضلا عن المنكوسين والمندسين – .
فقد عشنا الكثير من المهازل والمسرحيات المفتعلة والسيناريوهات المعدة سلفا , في السنوات التي تلت سقوط النظام البعثي الهجين , وقد طالت المهازل والفضائح الكل بما فيهم الموظفين والساسة والمسؤولين والشخصيات الدينية والاجتماعية والاعلامية والثقافية …الخ ؛ والامثلة على هذه الظاهرة لا تعد ولا تحصى .
شاعت بين الناس امثال ومقولات واعتقادات هي اشبه بالمشهورات والبديهيات ؛ كخوف المظلوم من الظالم والمسجون من السجان والضحية من الجلاد … الخ ؛ الا في العراق البريطاني الامريكي بلد العجائب ؛ اذ ان كل شيء يسير بالمقلوب , فقد قلبت الامور رأسا على عقب , فقد صار الحاكم يشتكي من المحكوم والرئيس يخاف من المرؤوس والقوي يحابي الضعيف والكبير ترتعد فرائصه من الصغير … الخ ؟!
ومن المفروض والطبيعي في كل دول العالم وبالأخص الدول العربية ان يخاف المواطن او لا اقل يحذر من الاعتداء على الساسة والمسؤولين و موظفي الحكومة او المساس بسمعة رجال الامن والمنتسبين لوزارة الدفاع والداخلية , فمن العجب العجاب ان تعتدي عاهرة من بنات الليل وبائعات الهوى على رجل المرور او الامن في الشارع وعلى مرأى ومسمع من الجميع بل ويهرع احد المسؤولين اليها لحمايتها من القانون والوقوف معها ضد رجال القانون ..!!
او ان تبتز احدى (( الفاشينيستات )) او ان تهدد احدى (( البلوكرات )) ضابطا في وزارة الداخلية او الدفاع او مسؤولا رفيع المستوى في الحكومة او قائدا لإحدى فصائل الحشد …!!
و الله هذه مهزلة ما بعدها مهزلة ؛ بحيث صار رجل الامن المناط به حماية البلاد والعباد , لا يستطيع حماية نفسه , والضابط المكلف بصد الاعداء ومقارعة الجيوش الاجنبية لا يستطيع مكافحة (( الفاشينيستات )) ومقارعة (( البلوكرات )) وايداعهن في غياهب السجون …!!