نوفمبر 21, 2024
6

اسم الكاتب : رياض سعد

من الواضح ان جريمة الاغتصاب قديمة قدم التاريخ وهي ذات صبغة عالمية , اذ هي لا تقتصر على مجتمع دون اخر ولا شريحة دون اخرى , الا انها قد تنتشر بصورة ملفتة للنظر وخطيرة في بعض المجتمعات لأسباب مختلفة ؛ اذ تتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي ترتكب فيها جرائم الاغتصاب في العالم، تليها جنوب أفريقيا ثم السويد، وفق مقال نشره مركز “كاتيخون” للدراسات.
وتعد جريمة الاغتصاب – الاغتصاب : يعني الاتصال الجنسي بدون موافقة صالحة – من أشد الجرائم ضررا وقبحا , والتي من الممكن ان تتعرض لها المرأة في كل دول العالم ؛ الا ان نسبة التعرض للاغتصاب قد ترتفع في بعض المجتمعات كما اسلفنا .
والعراق كباقي الدول حدثت فيها جرائم اغتصاب ؛ وقد ذكرها التاريخ خصوصا عندما يتعرض البلد للغزو الخارجي او عندما يخوض الحروب , ناهيك عن ظلم قوى الخط المنكوس والاحتلال الاجنبي في العهود المظلمة, و الاستخدام السيء للسلطة في العراق من قبل الفئة الهجينة وغيرها .. فمن منا ينسى ما فعله اصحاب النفوذ في العهد الملكي ؟؟
ومن منا لا يتذكر ما حدث في العهد الجمهوري عام 1963 م ؟
أذ ان جرائم الاغتصاب التي قام بها الحرس القومي والبعثيون ضد عوائل خصومهم من الشيوعيين معروفة للعراقيين في عهد عبد السلام عارف 1963 بل ان تلك الجرائم طالت مختلف العوائل العراقية البريئة لأسباب شخصية وسياسية وطائفية وعنصرية معروفة .
ولا يخفى عليكم ان اغتصاب السجينات العراقيات بل وبيعهن للجهات المشبوهة – كما فعلها نظام صدام العار عندما اهدى سجينات عراقيات للملاهي المصرية – ؛ أصبح نهجا متبعا للسلطة البعثية الصدامية ؛ فضلا عن جرائم العار الكسيح عدي والطغمة التكريتية الحاكمة بحق نساء العراق 1968 – 2003 م .
الا أن نسبة عالية من هذه الجرائم كانت تتم بدافع الانتقام السياسي والطائفي والعشائري او بسبب النفوذ السياسي والسلطة كما اسلفنا , اما الاغتصاب الذي يتخذ طابعا جنائيا بحتا فكانت نسبه متدنية جدا في العراق لأسباب عديدة .
لكن مع شديد الاسف ظهرت في الآونة الاخيرة – بعد سقوط الصنم عام 2003 – جريمة الاغتصاب بصورة ملفتة للنظر وخطيرة – اقصد الاغتصاب الجنائي – ولعله بسبب الحرية الصحفية وتعدد وسائل الاعلام بدت ظاهرة للعيان الان ؛ ومع ذلك فهي تعتبر جريمة دخيلة على حياة العراقيين لأنها مخالفة لتقاليد وقيم واخلاق المجتمع العراقي الاصيل .
حتى هذا الاغتصاب الجنائي الذي طفح على مسرح الاحداث الاجتماعية المثقلة بكل ما هو مؤلم ؛ كان وليد التآمر الدولي ولاسيما الاقليمي , فقد عملت دول الجوار والمنطقة وقوى الاحتلال والاستعمار وغيرها من الدول التي تكره العراق والعراقيين لأكثر من سبب ؛ على دفع العصابات الاجنبية والارهابيين الى العبث بأمن العراق الاجتماعي حيث قاموا بخطف النساء والصبايا القاصرات وبيعهن في الخارج واغتصابهن فيما بعد ..!!
مما ولد الجرأة بين الشباب الطائش والجهلة على ممارسة هذه الجريمة في وضح النهار , أذ اصبحت ظاهرة تشكو منها بعض المدن والمناطق العراقية .. ؛ وكلما أتذكر نساء العراق المظلومات الصابرات اللاتي اغتصبن من قبل العصابات الارهابية والطائفية القابعين في مثلثات ومربعات ومسدسات الموت الاحمر ..!! لا لشيء الا لكونهن من الطائفة الفلانية حيث قام الاوباش الاعراب والمجرمين الافغان والشيشان وشذاذ الافاق الاجانب الارهابيين وبمساعدة السفلة الجبناء الممسوخين – من ابناء الفئة الهجينة – باغتصابهن وتعذيبهن وقتلهن والتمثيل بهن ..؛ أصيب بالدهشة والهلع وأشعر بالغثيان والدوار .. .
وقد ساعد ايضا الانفتاح المفاجئ والتغير الطارئ على المجتمع العراقي الذي بقى محافظا نوعا ما على الكثير الكثير من القيم والاعراف والتقاليد – بالرغم من كل محاولات حكومة البعث الصدامي الرامية لإفساد وتدمير منظومة قيم الشعب العراقي – ؛ الى ظهور جريمة الاغتصاب وهيئ لها , فبعض حالات الاغتصاب تحدث نتيجة العلاقات العاطفية المزيفة , حيث يقوم الشاب المتهور المجرم بإقناع الفتاة للذهاب معه في مكان ما , ويجلس معها على انفراد وبعيدا عن الناس .. , عارضا عليها الزواج في المستقبل للتغرير بها والضحك عليها .. , لتقع الفتاة فيما بعد في شباكه التي نصبها لها ..!!
ناهيك عن موضات الالبسة النسائية المغرية وتسريحات الشعر المثيرة والمكياج الملفت للنظر .. التي ظهرت فجأة بعد سقوط الصنم في مجتمع محافظ ؛ اذ لعبت هذه الامور دورا فاعلا في دفع بعض الشباب المحرومين جنسيا الى خطف النساء واغتصابهن ؛ فهذه الموضات الصارخة تفسر بنظر هؤلاء المرضى الشباب على انها ايماءات او اشارات استعداد لعلاقة عاطفية او مغامرة جنسية ..!! فالكثير من هؤلاء لا زالوا يربطون بين الشرف والملابس وطريقة المشي ونوع المكياج ..!!
فالمرأة التي تلبس ملابس اغرائية في نظر هؤلاء هي والمومس سواء أن لم يقولوا عنها انها مومس فعلا !!!
والاعجب من ذلك كله , أن بعض الشباب يعتبر قبول الفتاة للخروج معه ؛ قبول بالممارسة الجنسية .
وقد اشارت بعض الاحصائيات الى ان ظاهرة الخطف والاغتصاب بلغت أوجها في عامي 2007 – 2008 م ؛ حيث تنزل بعض العصابات والمجرمون الى الشارع ويقومون بسحل النساء والصبايا القاصرات بقوة وعنجهية وهمجية وأمام انظار الناس .. وبعضهن يتم رشهن بمادة مخدرة ؛ لممارسة الجنس معهن فيما بعد وطلب فدية مقابل اطلاق سراحهن في بعض الحالات النادرة جدا جدا, فالمعتاد هو قتل الفتاة بعد اغتصابها او بيعها في الخارج او الاتجار بأعضائها او استخدامها في العمليات الارهابية ..!! .
وقد دانت الأمم المتحدة، “الانتهاكات الجسيمة” التي ترتكبها جميع الأطراف في العراق، ضد الأطفال ؛ اذ طالت جرائم الاغتصاب حتى الاطفال ومن كلا الجنسين , وحدد تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن “تنظيم داعش، والحشد الشعبي، والجيش العراقي، وقوات الشرطة، و البيشمركة ، وقوات الدفاع الوطني الكردستاني، والقوات الإيزيدية ، والتحالف الدولي”، كأطراف قامت بانتهاكات ضد الأطفال في العراق.
وأشار التقرير إلى إن “أكثر من 2114 طفلا تعرضوا إلى انتهاكات جسيمة ومؤكدة في العراق، من بينهم أطفال تعرضوا إلى القتل، والتشويه، والاغتصاب”.
وقال التقرير إن “هذه الأرقام هي جزئية وتمثل الأرقام التي تم الإبلاغ عنها والتأكد منها فقط، مشيرا إلى أن الأعداد الحقيقية قد تكون أكبر بكثير، خاصة وإن ظروفا مثل الوفاة، أو الوصمة الاجتماعية – في المجتمعات التقليدية تقبل النساء العنف الممارس عليهن سواء في الأسرة أو في المجتمع باعتباره آلية من آليات الحفاظ على المجتمع الأبوي . ولذلك تعمدن الى عدم الجهر بأي عنف قد تتعرضن له ؛ بسبب الخوف من تعريض أنفسهن وأسرهن للفضائح ووصمة العار او القتل . … الخ – ، قد تعيق الإبلاغ عن حالات الانتهاك”. ؛ وحمل التقرير تنظيم داعش مسؤولية العدد الأكبر من جرائم القتل، والتجنيد، والتشويه، واغتصاب الفتيات … .
ثقافة العار

تبرر الناشطة النسوية اسماء الخزرجي التكتم والتعتيم على هذه الحوادث، في حديثها إلى صحيفة ايلاف: بأن الفتاة الضحية اذا ما افتضح الاعتداء عليها يبقى ذلك عارًا يلاحقها مهما طال الزمن، ويجعلها منبوذة اجتماعيًا ويصعّب زواجها واندماجها في المجتمع ؛ وتشير الخزرجي إلى حواراتها الاجتماعية مع عدد من الفتيات، ممن تعرضن للاغتصاب، إذ لم يتمكنَّ من الزواج بسبب شيوع قصص الاعتداء عليهن على الرغم من أن ما حدث كان خارجًا عن ارادتهن ؛ ومن اغرب الحالات التي تعانيها الفتيات وعايشتها الخزرجي عن كثب قصة فتاة في الثانوية حبستها أسرتها في غرفة محكمة الاغلاق، بُنيت على سطح المنزل، إثر اغتصابها حتى لا تتمكن من الهرب. وقد عثرت الشرطة على الفتاة بعد أن اشتكت المدرسة من غيابها ..!!
وقد اعرب وزير العمل والشؤون الاجتماعية باسم عبد الزمان – في العام 2019 – : عن قلقه ازاء ارتفاع حالات اغتصاب الاطفال في العراق ؛ وقال عبد الزمان في بيان اليوم، انه “نتابع بقلق بالغ ما يجري من انتهاكات صارخة بحق الطفولة في العراق، إذ يكاد لا يمر يوم إلا ويُرمى طفل هنا، وتُغتصب طفلة هناك. كان آخرها الطفل، الذي وجد مرمياً في الشارع بالموصل، والطفلة التي تعرَّضت للاغتصاب من قبل خالها”. واضاف قائلا إنَّ “وضع الطفولة في العراق يمر بمنحدر خطير يتطلَّب وقفة جادة من قبل جميع أصحاب الشأن والقرار” ؛ وتابع عبد الزمان انه “من هنا وفي الوقت الذي نستهجن فيه حدوث مثل هذه الانتهاكات، والاعتداءات الدخيلة على مجتمعنا، ندعو إلى تشريع القوانين، وتسخير جهود السلطتين التشريعية، والتنفيذية لإنقاذ الطفولة في العراق من واقعها المؤلم، والحفاظ على تلك الركيزة الاجتماعية البريئة”.
في وقت أعلنت فيه مديرية أربيل عن اعتقال شخص اعتدى جنسيًا على 14 طفلة، يورد شهود عيان وتؤكد جهات امنية وخبراء اجتماع حدوث ذلك بشكل مستمر في الكثير من مناطق العراق. لكن الاعراف الاجتماعية والتقاليد العشائرية وثقافة العيب تدفع أغلب الأسر إلى أن تتكتم على الموضوع حفاظًا على سمعة وشرف العائلة ؛ وكان الفاعل باسم سعدالله حمد من مواليد العام 1994 في الموصل، يسكن منذ فترة في اربيل، وقد اعتُقِل بعد ورود شكاوى من قبل المواطنين تعرّض أطفالهم لعمليات اغتصاب، فاعترف بارتكابه 14 عملية اغتصاب ضد فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 6 إلى 9 اعوام.
وتشير الاحصائيات الى أن اغلب حوادث الاغتصاب حدثت في المناطق الارهابية الموبوءة , والاحياء الفقيرة والشعبية المزدحمة والعشوائيات .. .
وقالت الصحفية العراقية ميادة داود – عضو شبكة الصحافة الاستقصائية العراقية (نيريج) : إن كثيراً من الفتيان والاطفال الفقراء يتعرضون للاستغلال الجنسي من قبل أصحاب العمل أو الرجال الذين يسيطرون على الشوارع ضمن عصابات منظمة.
اثار جريمة الاغتصاب
1- يشعر الناجون من الاغتصاب بالذنب والخجل والعار والدونية والقلق والخوف والحزن والغضب وقد يستمر هذا الشعور لأشهر او سنوات .
2- يحتمل أن تعاني الضحية من آلامٍ وجروح وكدمات وإصابات داخلية أو تهيج جرّاء هذا الاجرام ؛ اذ يمكن أن يؤدي الاغتصاب إلى عدد من الحالات البدنية المزمنة ؛ على سبيل المثال ، وجد أن النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب أكثر عرضة للإصابة بألم في الحوض المزمنة ، والتهاب المفاصل ، ومشاكل في الجهاز الهضمي ، وآلام مزمنة ، ونوبات صرع ، وأعراض سابقة لأعراض ما قبل الحيض ؛ هذا ليس من المستغرب بالنظر إلى أن الأحداث المؤلمة بشكل عام (فضلا عن تطوير اضطراب ما بعد الصدمة ) مرتبطة مع تطور عدد من المشاكل الصحية الجسدية , ومن الممكن أيضا أن يصاب الشخص بمرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي أثناء محاولة اغتصاب أو اكتمالها ، مما يؤدي إلى مشاكل صحية بدنية أخرى.
3- ليس من المستغرب أن يؤدي الاغتصاب إلى مشاكل في الصحة الإنجابية. قد يعاني الناجي من الاغتصاب من رغبة جنسية منخفضة ويقلل من السلوك الجنسي؛ إذا شاركت في الأنشطة الجنسية ، فإنها قد لا تستمد الكثير من الارتياح أو المتعة من تلك الأنشطة ، وقد تعاني من الألم أو الخوف أو القلق. .
4- بالإضافة إلى ذلك ، قد تظهر الناجيات – والناجون – من الاغتصاب أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) على سبيل المثال ، قد تحدث كوابيس أو أفكار وذكريات تدخلية ؛ قد يشعرون وكأنهم دائمًا في خطر أو يحتاجون دائمًا إلى الحذر ، وقد لا يثقون في الآخرين ؛ ويعانون اضطراب الأكل وأنماط النوم وصعوبة التركيز .
5- ووجد أيضا أن الناجيات من الاغتصاب معرضات بشكل كبير لتطور اضطرابات تعاطي المخدرات ، والاكتئاب الشديد ، واضطراب القلق العام ، والاضطراب الوسواسي القهري ، وقد يكون خطر هذه الاضطرابات أكبر للأشخاص الذين عانوا من اعتداء جنسي في عمر أصغر.
6- و يعرف الأثر الناتج عن تعرض الفرد للاغتصاب في الطب النفسي ، بمتلازمة صدمة الاغتصاب ، و يندرج هذا تحت مجموعة الصدمات النفسية التي قد يتعرض لها الإنسان ، و هذه الصدمات تعمل على تحويل مجرى حياته بشكل جذري ما لم يتم علاجها على النحو الصحيح ، و ذلك لأنها و إن مرت ، فسوف تبقى بداخل الفرد لتؤرق عليه مستقبله .

أعراض متلازمة الاغتصاب
يمر الاغتصاب بعدة مراحل ، و هذه المراحل يتم تقسيمها على نحو زمني و علاجي ، يبدأ هذا النحو من الفترة الأولى التي تعرض فيها الفرد للاغتصاب ، و التي تشمل الأيام و الأسابيع الأولى ، ثم تأتي في المرحلة التالية مرحلة التكيف مع الحياة المحيطة ، و هذه المرحلة يمر بها من تلقى العلاج النفسي و من لم يتلقاه ، و بالطبع يكون هذا على نحو مختلف ، ثم المرحلة الأخيرة و هي تقبل الحياة و ممارستها على نحو أفضل من قبل .

المرحلة الأولى من صدمة متلازمة الاغتصاب
– ينتاب الشخص الذي تعرض للاغتصاب حالة من الهياج و الهيسيريا و الثورة العارمة .
– يعاني من نوبات شديدة جدا من الغضب و البكاء .
– أغلب مصابي الصدمات و بشكل خاص الصدمات النفسية يعانوا من حالة من النكران لما حدث ، و يحاولون الهروب من الواقع و كأن شيئا لم يحدث .
– يجدون صعوبة بالغة في التركيز ، و يتناقص لديهم الشعور باليقظة .
– يشعرون بحالات من الخدر .
– بعد أيام من التعرض لهذه الصدمة يعاني المريض من حالة من تبلد المشاعر ، و ضعف في وظائف الذاكرة .
– لا يتمكن المريض من الحركة ، و يشعر برغبة في التقيؤ و الغثيان .
– قد يعاني من هوس غير عادي في تنظيف جسمه ، بشكل مبالغ فيه .
– يشعر بحساسية تجاه الآخرين .

الطريقة الصحيحة للتعامل مع المغتصب في هذه المرحلة
– يمنع تماما ملامسة جسد من تعرض للاغتصاب بأي شكل من الأشكال .
– يتم التعامل مع مصاب الاغتصاب بحرص بالغ لأنه يعاني من حساسية مفرطة تجاه الجميع .
– يعاني المغتصب لحالة من الكره لجسمه ، و ذلك لأنه قد يتعرض لتصور أن جسده هذا هو من تسبب له في الشعور بكل هذه الألام .
– يفضل التعامل مع المغتصب من خلال المستشفى أو الطبيب النفسي ، حتى يتمكن من تحديد حالته و الطريقة المثلى للتعامل معها .

المرحلة الثانية و هي مرحلة التكيف
– في هذه المرحلة يشعر من تعرض للاغتصاب بأنه عليه أن يسترجع كيف كان يعيش ، و كيف يمكنه أن يمرر حياته على نحو أفضل ، و هذه الفترة قد تستمر لسنوات بعد التعرض للاغتصاب و تكون الأعراض فيها على النحو التالي :
– يتظاهر و كأنه لم يتأثر بما حدث و أن كل شيء على ما يرام ، و على الرغم من ذلك لا يمكنه التوقف عن التحدث في واقعة الاغتصاب .
– تنتابه حالة من الكبت ، و التي يرفض فيها تماما الحديث عن ما قد مر به .
– يبدأ في تفسير ما حل به ، و في الغالب تفسيراته تكون خاطئة .
– يحاول الانتقال للحياة في مكان جديد .
– يلاحظ على من يتعرض لحادث اغتصاب أنه يعاني من مشكلات صحية ، فضلا عن الشعور المستمر بالعجز و القلق ، و عدم القدرة على النوم .

أما بالنسبة للآثار الاجتماعية التي تظهر على الناجية – والناجي – على المدى البعيد فيمكن أن تتمثل في :
– صعوبة التواصل مع الأصدقاء المقربين والعجز والخوف من إقامة صداقات جديدة، لشعورها الدفين بالدونية.
– العزلة الاجتماعية والافتقار للمهارات الاجتماعية المعتادة نتيجة الإحساس بالخزي والعار من كونها أنثى او معتدى عليه .
– الضعف والخنوع والطاعة والسيطرة من الجنس الآخر.
– الخوف والفزع من إقامة علاقة جنسية .
– العدوان السلبى على نفسها، وعلى المحيطين بها، ويمتد أحيانا على المجتمع.


كما يعتمد الأثر النفسي والاجتماعي في شدته على عدة عوامل منها:

– درجة قرابة المعتدى (زوج / أخ / ابن /مدرس، إلخ) فكلما كان المعتدى يمثل مصدر من مصادر الأمان والحماية للضحية/ للناجية يكون له بالغ الأثر السيء على الضحية/الناجية.
– تكرار مرات الاعتداء والمكان الذي حدث فيه الاعتداء، فكلما تكرر الاعتداء كلما زادت عمق الصدمة النفسية التي تتعرض لها وكلما كان المكان مكشوف مثل الشارع، شعرت الضحية /الناجية بالتفكك.
– المرحلة العمرية التي حدث فيها الاعتداء، فمرحلة الطفولة والمراهقة تختلف آثارها النفسية والاجتماعية عن مرحلة الشباب والنضج، فالطفلة في هذه المرحلة تبدأ في تكوين منظومة للأمان والحماية وهذه الصدمة تدمر المنظومة في مهدها.
– التركيبة البنائية لشخصية الناجية، فالناجية التي تمتلك متانة نفسية عالية ومساندة أسرية واجتماعية تستطيع التعافي من هذه الصدمة بيسر أكبر من غيرها التي تعاني من الوحدة والرفض .
– خوف الناجية من عواقب تقديم بلاغ ضد المعتدي، وسهولة اتهامها بالمسؤولية فيما جرى.
– رد فعل المجتمع المتعارف عليه ضد الناجية من رفض الاعتراف بالحدث والانشغال بأمور أخرى تبدو أكثر أهمية من الناجية نفسها مثل (الفضيحة).
-الحكم المسبق على الناجية بأنها أحد أهم الأسباب في وقوع هذا الاعتداء (نتيجة لملابسها أو طبيعة عملها أو ديانتها وغيرها من التبريرات التي ترجع إلى ثقافة الاغتصاب).

ومن خلال كل ما سبق نستطيع أن نؤكد على ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من الاعتداءات الجنسية، لتجنب التشوهات النفسية والاجتماعية، التي قد تحدث للمجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر من جراء ذلك .


العوامل المساعدة على ظهور جريمة الاغتصاب




1- اكتظاظ المكان بالسكان ؛ فقد بينت بعض الدراسات والبحوث الميدانية ان هذه الجريمة قد تنتشر وتكثر في الاماكن المزدحمة والمناطق الشعبية .
2- نشوء الاطفال في بيئة تعلمهم الالفاظ القبيحة والافعال المخلة بالحياء والآداب العامة كاللواط .
3- الهوس الجنسي ؛ يدفع بالكثيرين لممارسة الجنس بشتى صوره واشكاله .
4- المرض النفسي ؛ بعض المرضى يندفعون بصورة شبه قسرية لممارسة الاغتصاب ..
5- يعد الكحول أكثر عقاقير الاغتصاب شعبية وأكثرهم ملاءمة من حيث التقديم والاستخدام من قبل الجاني أو الضحية أو كليهما. حيث أن الاغتصاب المتصل بالكحول شائع، فحوالي نصف حالات الاغتصاب تحدث باستخدام الكحول.
ويمتلك الكحول خصائص عقار الاغتصاب من خلال أنه يعمل على تخفيض مقدرة الضحية على المقاومة، ويجعل الضحايا أقل وعياً بمحيطهم، وغالباً ما يستهلكه الضحايا بكمية كبيرة، كما يمكن أن يحفز السلوك العدواني من قبل المغتصبين ويزيد من استعدادهم لإيذاء الآخرين .
6- إن دواء أو عقار الاغتصاب (بالإنجليزية: Date Rape Drugs) هي عدد من أنواع المخدرات التي تستخدم للمساعدة في تنفيذ الاعتداء الجنسي الميسر.
قد تشمل مخدرات الاغتصاب أي دواء ينتج تأثيرات فسيولوجية أو ذهنية مؤقتة، أو كليهما، وتجعل الأفراد غير قادرين على بذل أي جهد لأداء الواجبات المسندة إليهم أو غير قادرين على القيام بردة الفعل الطبيعية تجاه مهدد معين قد يواجهونه. أيضاً قد يشمل أي مواد مؤثرة التي تجعل الشخص غير قادر على الدفاع عن نفسه أو عن الآخرين، بغض النظر عن درجة وعيه.
إن حبوب الاغتصاب قد تتناولها الضحية عن طيب خاطر لأغراض ترفيهية، أو قد يتم تقديمها بطريقة سرية حيث عادة ما يتم إذابتها في عصير مركز أو مشروب كحولي.

طرق حماية النفس من عقار الاغتصاب
يمكن لبعض الاستراتيجيات البسيطة أن تحمي الفرد من أدوية الاغتصاب، مثل:

– تجنب شرب كميات كبيرة من الكحول مع الغرباء، وذلك باعتباره عقار الاغتصاب أو وسيلة لوضع أحد عقاقير الاغتصاب الأخرى.
– يجب عدم الخروج إلا مع الأصدقاء أو المعارف الموثوقين.
– عدم قبول أي شراب من شخص غريب.
– عدم الذهاب إلى مكان مع شخص غريب أبداً، خاصة بعد الشرب.
– فتح الفرد علب المشروبات الغازية والعصائر بنفسه، والتأكد من أنها كانت محكمة الإغلاق.
– عدم ترك الفرد لمشروبه دون مراقبة، والأفضل أن يبقى شرابه معه طوال الوقت، حتى عندما تذهب إلى الحمام.
– لا تشرب أو تأكل من الأوعية المفتوحة في الأماكن العامة.
– إذا كان شخص ما يقدم للفرد مشروباً من البار أو في حفلة، فيجب على الفرد الذهاب مع هذا الشخص لطلب شرابه ومشاهدة المشروب الذي يتم صبه ومن ثم حمله بنفسه.
– عدم شرب أي شيء طعمه أو رائحته غريبة، فلحمض غاما-هيدروكسي بيوتيريك مثلاً طعماً مالحاً.
– سكب المشروب على الفور في حال ادراك الفرد أنه قد ترك مشروبه دون رقابة.
– حصول الفرد على المساعدة فوراً في حال شعر بالسكر ولم يشرب أي كحوليات أو إذا كان يشعر بأن آثار شرب الكحول أقوى من المعتاد.



الاجراءات التي يجب اتباعها بعد وقوع الجريمة
1- يخضع المجني عليه او المغتصبة للعلاج النفسي على يد الاطباء النفسيين , فهنالك استشاريون متخصصون في التعامل مع حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي، بإمكانهم أن يكونوا على درجة من العناية والحنان يساعدونك من خلالها على التعامل مع مشاعرك.
2- , مضافا للعلاج الجسدي العام خصوصا اذا تعرضت المغتصبة الى كدمات او جروح .
علاج المشاكل النفسية والسلوكية بعد الاغتصاب
3- بالنسبة لكثير من الناجيات من الاغتصاب ، فإن هذه الأعراض ستهدأ مع مرور الوقت؛ ومع ذلك ، بالنسبة للبعض ، قد تستمر هذه الأعراض وتزداد سوءًا. لحسن الحظ ، هناك معالجات متاحة أثبتت نجاحها الشديد في تقليل عدد الأعراض السلبية التي يمكن أن تتطور بعد الاغتصاب؛ اثنين من هذه العلاجات هي العلاج التعرض للعلاج والعلاج المعرفي. يمكنك العثور على معالج في منطقتك يقدم هذه العلاجات؛ بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي وتعلم كيفية إدارة العواطف بطريقة صحية مفيدًا للغاية.
4- وأخيرا ، هناك عدد من الموارد المفيدة على شبكة الإنترنت للناجيات من الاغتصاب.
الخاتمة

اعلمي عزيزتي – وعزيزي المغتصب – أنه لم يكن خطأك , لم تفعلي أي شيء يمكن أن يبرر أو يدفع شخصًا آخر لاغتصابك أو الاعتداء الجنسي عليك أيًا كان.
لا تخافي من إخبار الناس خوفًا من مواجهة اللوم ؛ هذا لم يكن خطأك وجسمكِ ملك لكِ والمعتدي هو الطرف المخطئ في كل الحالات.
قد يحدث الاغتصاب والاعتداء الجنسي لأي شخص وفي أي مكان، كما يقع الرجال أو النساء ضحايا له؛ تخلصي من اللوم الذاتي أو الشعور بالكره لنفسك أو لكونك امرأة.
استوعبي أن ما حدث قد جرى غصبًا وضد رغبتك ؛ لم تفعلي أي شيء كان بحد ذاته سببًا في مرورك بتلك التجربة الصعبة، واستوعبي كذلك أن كل البشر عرضة لهذا الأمر وأنك لست أول أو آخر من يتعرض له.
لقد تم إجبارُكِ على ممارسة الجنس أو تعرضتِ لاعتداء الجنسي، سواء حدث ذلك مع غريب أو من شخص كنتِ على موعد معه أو جمعتك به معرفة مسبقة ؛ لا يهم طبيعة العلاقة بينك وبينه ، فالإجبار الجنسي من الزوج للزوجة يُسمى “اغتصاب”، والابتزاز الجنسي والإيقاع بك في العلاقة العاطفية دون رغبتك يظل “اغتصابًا” حتى إن لم يكن بالعنف المباشر، واستغلال مديرك أو أي صاحب سلطة أو أحد أفراد عائلتك لجسدك هو تحرش واعتداء. أكثر من نصف حالات الاغتصاب يكون المعتدي فيها من معارف الضحية.
تتسبب المخدرات والكحوليات في إزالة الأطر الأخلاقية للشخص وتُزيد ميله للعنف، إلا أن شرب الخمور وتعاطي المخدرات ليس عذرًا لشخص ما لاغتصابك, من جهة أخرى، تقلل المخدرات والكحول، حال تعاطيكِ لها، من قدرتك على طلب المساعدة، ولكن ذلك ليس مبررًا لتعرضك للاعتداء الجنسي.
بالنسبة للرجال، وارد أن تصل للانتصاب في لحظة الاعتداء عليك، لكن لا تخجل أو تشعر بالذنب، كما لو أنك قد استمتعت به؛ الانتصاب في هذه الحالة مجرد رد فعل بيولوجي/ جسدي طبيعي جراء التحفيز الجنسي، لكنك في حقيقة الأمر لم ترغب فيه ولم تستمتع به ؛ أنت لم تستحق ذلك أو تطلبه ؛ نفس الأمر بالنسبة للنساء إن وصلت إلى نشوة جنسية جسدية مصاحبة للاغتصاب؛ استوعبي أنه أمر مختلف تمامًا عن الاستمتاع النفسي وما تعرضتِ له من إجبار وانتهاك جسدي ونفسي أبعد بكثير من التفاعل الجسدي الطبيعي المصاحب للأمر.



ومع كل ما سبق يعتبر العراق – والحمد لله – الادنى في معدلات جريمة الاغتصاب على صعيد العالم والمنطقة والدول العربية .
………………………………………………………..
المصادر :
1- تقرير : (( العراق: البلد الذي يتعرض فيه الرجال للتحرش الجنسي أكثر من النساء)) للصحفية سامية حسني .
2- مقالة : (( اغتصاب العراقيات جريمة تكتمها ثقافة العيب والخوف من الفضيحة )) للكاتب وسيم باسم.
3- بحث : (( كيفية الاستشفاء من الاغتصاب والاعتداء الجنسي (متلازمة صدمة الاغتصاب) .. )) / شارك في التأليف: Rebecca Tenzer, MAT, MA, LCSW, CCTP, CGCS, CCATP, CCFP
4- مقالة : (( أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد الاغتصاب)) للدكتور ماثيو تول ؛ راجعه ستيفن غانس .
5- كتاب مذكرات سجينة / تأليف علي العراقي و فاطمة العراقي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *