اسم الكاتب : علي سمير البياتي
الأمة العراقية تيار جماهيري جامع وليس إيديولوجية حزبية ضيقة أو دينية أو قومية قد يستلهم اسمها ومفهومها حزب أو تنظيم أو شخصيات وزعامات سياسية لكنها تبقى تياراً وحركة واتجاهاً يسع كل العراق. فالأمة العراقية تيار يتسع لجميع مكونات الشعب العراقي، وقد تلتقي تحت خيمته أحزاب ومنظمات واديان وطوائف ومكونات عرقية مختلفة’ قد يكون بعضها طليعة لذلك التيار أو يؤسس لها حالاً متقدمة، كما هو
الحال في حزب الأمة العراقية’ فالعراق تاريخياً يعدّ أمة لها مستلزماتها الاجتماعية والجغرافية والاقتصادية والحضارية المتكاملة، وهذه الخصائص لم تجتمع كاملة في كثير من الأمم التي تشكلت ما بعد التاريخ العراقي تيّار الامة العراقية ان ظاهرة الوعي الجمعي واعادة التشكيل لكيان الأمة العراقية فكرياً ومعرفياً ونفسياً واجتماعياً واقتصادياً أخذت تتجذر متسارعة وتتوضح تقاسيمها وتتجلى صورتها عبر اليقظة والدوافع الذاتية للإنسان العراقي . وبرغم أن الغزوات الدينية والقومية والثقافية قد خدشت وأدمت الذات العراقية وشوهت الكثير من حقيقتها وعلى امتداد عقود طويلة، لكنها لم تقتلع جذورها من عمق المجتمع العراقي، وها هي الآن لاسيما بعد التغيير الهائل والمفاجئ الذي حصل بعــد 9 / نيسان / 2003 تستيقظ تلك الذات للأمة العراقية من تحت ركام الأفكار والأيديولوجيات الدخيلة المغلّفة بالقسوة والوحشية ووسائل التدمير. ان تيار الأمة العراقية قد وجدَ فعلاً مكانه الواسع داخل الوجدان العراقي ، يعبر عن ذاته وعياً وعفويةً بكثير من الحالات والمظاهر والشعارات التي تزدحم هي الأخرى داخل الشارع العراقي ( حزب الامة العراقية, مؤسسة الامة العراقية للدراسات والاعلام,صوت العراق، عراقنا، عراقيون، العراق للجميع، البيت العراقي، بيتنا العراقي، الرافدين، الفرات، بلاد الرافدين، بوابة العراق، تركمان العراق، دجلة نت … وكثير كثير غيرها … ) اسماء مواقع وصحف واحياناً تجمعات تنضح بما يحتقن به الواقع العراقي من يقظة وانتفاضة لذات الأمة العراقية، لم تكن تلك الظاهرة مألوفة منذ زمن الأربعينيات وحتى سقوط آخر معاقل الفاشيّة في 9/ نيسان/2003 . لكل ما تقدم فان العراقيين يحاولون ابراز مفهوم الامة العراقية والسعي للتوحد تحت ظلال هذا المفهوم لتكوين دولة المواطنة العراقية والابتعاد شيئا فشيئا عن المفهوم الجديد ( دولة المكونات ) بعد ان ادركوا ان كلا المفهومين ( مفهوم الامة العربية ومفهوم الامة الاسلامية ) عاملان للتفرقة والتشتت الوطني ومبعثان للاحتراب وعدم التصافي للمواطنين. خيارات مصيرية ان اليقظة الراهنة للأمة العراقية’ وان كانت في بداياتها لكنها وضعت الأنسان العراقي امام خيارين، فأما ان يكون جزءاً من امته التاريخية او يحكم على نفسه ان يكون ضيفاً طارئاً عليها ’ فلا يمكن للمرء ان ينقسم بين امتين واحدة يعيش فيها منذ آلاف السنين وأخرى يحلم بوجودها خارج دائرة الواقع العراقي’ او يتمسك ببقايا وجودها وفرض استثناءاتها على الذات العراقية . فالعراق لا يمكن له بأي حال من الأحوال ان يضحي بحقيقته وذاته وكيان امته من اجل ماض كان سبباً لأشكالاته المعقدة او اوهاماً مازالت ابعد من البعيد ’ ليبقى كل على احلامه وأمانيه، لكن الأمــــة العراقية التي يعيش بين مكوناتها ومعها يشكل الطيف المتكامل لها ستبقى تحتفظ بحقها عليه ويكون مسؤولاً امامها . ان إعادة تقييم التجربة التاريخية للحال العراقية وعلى امتداد عقود طويلة ووضع جميع الأنتكاسات والهزائم وحالات التشويه والتخريب جانباً. هناك استقطابات حادة مصيرية لتيارين رئيسين يتحركان في الواقع خارج محيط الذات العراقية’ قد يلعبا على المدى القريب دوراً مؤثراً في الحال السياسية العراقية . اولهما : التيار الأسلامي باختلاف مشاربه مع بعض مكوناته المهمة تتحرك مدعومة بأرادة امتداداتها الطائفية لبعض دول الجوار، تتحكم في الشارع العراقي عبر انماط كانت في اغلب الاحيان بالغة القسوة في ممارساتها اليومية تدفع بالعراق جاهدة بأتجاه حال من الجمود والتحجر والتخلف، يقابله تيار هجين يتجمع تحت الشعارات البراقة في الديمقراطية والوطنية والحرية والعلمانية، لكنه وفي جميع الحالات وبرغم كثافة وعسلية الأدعاءات فأنه مسيّر بإرادة واجهات خطيرة تحاول تجيير الاتجاه الليبرالي والعلماني لصالح توجهات دكتاتورية تحاكي شكل الحكم الفردي المتسلط الذي حكم رقاب العراقيين لعقود طويلة قبل سقوطه في 9/4 . ان جماهير هذين التيارين تعيش حالاً من الأحباط والذعر والتردد وتراجعاً في الثقة نتيجة للممارسات الضارة وعدم وضوح النوايا لهذين التيارين . ويأتي بين هذين الاستقطابين تيار الأمة العراقية عبر منظمات واحزاب تمثل الحقيقة التاريخية للذات العراقية ومستقبلها، وهناك ايضاً شخصيات وطنية مرموقة مؤثرة من حيث مستوى الوعي وتراكم التجربة، تلك القوى لتيار الأمة العراقية تتحرك بنشاط وثقة وعزيمة وارادة ملحوظة وتحقق انجازات على طريق العراق والعراقيين نحو مستقبلهم’ مستفيدة من التجارب والأحباطات التي سببها نهج وممارسات التيارين الآنف ذكرهما وتزيدها تصميماً القناعات المتواصلة والمهمة التي بدأت تتشكل في وعي الناس، كذلك سوف تقف الى جانب تيار الأمة العراقية ومن دون تحفظ اغلب مكونات المجتمع العراقي التي بدأت تقتنع عبر تجربتها المريرة’ بأن أمنها واستقرارها وسلمها الأجتماعي ومستقبلها لا يمكن له ان ينجز ويتحقق خارج خيمة الذات العراقيــة . ان طريق الأمة العراقية هو الأسلم والأكثر حقيقة وواقعية وقدرة على التحرر من ثقل الأنتكاسات والهزائم والنزيف التاريخي للعراق والعراقيين. أن عدم النجاح في تكوين هوية وطنية لاسيما بعد9/4هو الذي أدى إلى نكسة الاحتراب الطائفي الذي يعود جزء كبير منه الى فشل العديد من النخب السياسية. لقد فشلت الحركات اليسارية والوطنية العراقية في التاريخ القريب في انجاز المهمة التي تتكفل بانجازها الحركات السياسية عموما والمتمثلة في الانتباه لتكوين هوية وطنية. فالغريب أن هذه الأحزاب جميعا حاولت أن تحافظ على الدولة وأرادت في لحظة ما أن تقودها ونجح بعضها في قيادة الدولة والحفاظ على رموزها كالعلم والنشيد الوطني والجيش العراقي، لكنها فكرياً كانت ضد وجود وحدة هوية عراقية وامة عراقية. فالخطاب اليساري يرى العراق مجرّد مكونات عرقية وطبقة عاملة وبرجوازية, وثقافياً حدث تجاهل تام لكل الخصوصيات العراقية، فالمثقف العراقي اليساري يعرف كل شيء عن العالم الخارجي، لكنه لا يعلم شيئا عن بلده . لا عن الطوائف ولا الأديان ولا العشائر لأنها كلها تختصر بأنها أمور رجعية ومتخلفة لا داعٍ لها ولم يحدث هناك لا تعريف ولا أعلام ولا بحوث ولا ثقافة خاصة بها. ولم يول احد اهتماماً للثقافة العراقية والتاريخ العراقي والتنوعات العراقية. أما القوميون العرب فهم من ألغى الهوية العراقية وربطوا العراق بمشروع خارجي قومي وللأسف الشديد فان جميع التيارات الحداثية العراقية التي كانت تملأ الساحة السياسية في العقود الخمسة الماضية لم تظهر اهتماماً حقيقياً بالهوية العراقية. من هنا نلاحظ ان جميع الرموز الثقافية والسياسية الكبرى التي تقتدي بها النخب الثقافية والسياسية العراقية هي دائما خارجية، أجنبية وعربية واسلامية، من امثال كارل ماركس، وماو، وعبد الناصر، وميشيل عفلق، وسيد قطب، والخميني، وغيرهم. من هنا تبرز الحاجة الى بروز النخب والاحزاب التي ترسخ مفهوم المواطنة والامة العراقية . مفهوم الامة بين العرقية والجغرافيا هناك مفهومان للأمة، احدهما يهتم بخاصية العرق مثل الأمة الجرمانية ، العربية، الفارسية ، ومفهوم آخر يهتم بشرط الارض وشرط الدولة، مثلما تقول الأمة الأمريكية ، الانكليزية، الفرنسية، السويسرية.. ويرى الباحثون والمؤرخون ان عامل الوحدة الجغرافية، هو العامل الحاسم الذي كان يخلق التقاربات بين الجماعات ويسهل على الدولة الهيمنة كما هو الحال في نشوء الحضارتين (الدولتين) العراقية والمصرية. وكل واحدة منهما قامت على اساس وحدة العامل الجغرافي، فدولة مصر حول النيل، ودولة العراق حول النهرين. في ما بعد، عندما تستقوي هذه الدول (الوطنية الجغرافية)، ولكي تضمن حدودها وايقاف هجمات الجماعات القادمة من حواليها، كانت تضطر ان توسع مساحة هيمنتها نحو الأوطان المحيطة بها. وهذا ما فعلته مثلا الدولة العراقية زمن (سرجون الاكدي) اول ملك عراقي وحّد الدويلات والامارات المتنافسة وخلق اول دولة عراقية موحدة على امتداد النهرين في الألف الثالث قبل الميلاد، ثم اضطر للتوسع نحو الشمال والغرب، فخلق اول امبراطورية في التاريخ تمتد من جبال زاخاروس حتى سواحل المتوسط. نفس الكلام ينطبق على جميع الدول والامبراطوريات. اما مفهوم الامة الذي يقوم على العرق فانه مفهوم غير واقعي ومحكوم بخلل جوهري، فحتى الجماعات القومية التي تدعي بأنها من اصل عرقي مشترك، هي بالاصل خليط من اعراق مختلفة امتزجت مع بعضها البعض وغلبت عليها لغة مشتركة. ان مفهوم (الاصل العرقي القومي المشترك) ابتداع عنصري اوروبي طورته الحركة القومية الالمانية وطبقته النازية من خلال سياسة التصفية العرقية. وقد شجع الاستعمار الاوروبي هذه الحركات القومية في الشرق الاوسط من اجل تدمير الدولة العثمانية. نحن نعتبر ان ما ينطبق على غالبية دول العالم، يجب ان ينطبق على العراق. ان التنوع العرقي والديني في العراق ليس استثنائياً ابدا، بل يشبه 80% من اوطان العالم. فلماذا اذن يجب ان تنطبق علينا وحدنا مفاهيم القومية العرقية التي ترفض الاعتراف بوحدتنا كشعب عراقي وكوننا امة، نمتلك شروط الامة، مثل وحدة الجغرافية والتاريخ، فضلا عن الوحدة السياسية، الممتدة منذ دول العراق القديم مرورا بالعرب والعثمانيين حتى انبثاق الدولة عراقية الحديثة منذ نحو القرن. ثم لا ننسى ان نحو80% من العراقيين يتكلمون لغة واحدة هي العربية، وهي لغة حضارية ودينية يقدسها جميع المسلمين على تنوعهم القومي, كذلك فأن نحو 95% من العراقيين يحملون نفس الاصل الديني الا وهو الاسلام. يعني ان شرط (الوحدة الثقافية) (الدينية ـ اللغوية) متوفر ايضا في (الامة العراقية). الوحدة اللغوية بين الحقيقة والوهم علينا ان نتنبّه الى سوء فهم بين (الوحدة اللغوية) و(الوحدة العرقية او القومية) وتجنب الخلط ما بين التقارب اللغوي والاصل العرقي,فاللغة تنتشر وتفرض نفسها بسرعة على المجموعات البشرية المختلفة عرقيا. كما هو حال اللغة الاسبانية في شعوب امريكا اللاتينية وهي شعوب بغالبيتها ليست اسبانية بل هندية. كذلك اللغة الانكليزية التي تتكلمها في امريكا واستراليا وانحاء العالم شعوب ليست لها اية علاقة عرقية بانكلترا. لذا فأن من الخطأ تماما ربط تسمية (امة) بشرط (الوحدة اللغوية) . ان من اول شروط الامة، هي (الوحدة الجغرافية ـ التاريخية ـ السياسية)، وليست الوحدة اللغوية. أن الوحدة اللغوية المتمثلة حاليا بالعربية التي يتكلمها عرب العراق والذين يشكلون نحو80% من السكان، لا يعتدّ بها كدليل على وجود وحدة قومية عرقية تجمعنا مع باقي الشعوب العربية. فالشعوب الناطقة بالعربية، هي بغالبيتها الساحقة ليست لها اية علاقة عرقية بقبائل الجزيرة العربية. بل هم السكان الاصليون الذين تبنوا الاسلام واللغة العربية. هنا يوجب علينا ان نعود الى دور الموقع الجغرافي. خذ المصريين مثلا، فهم تاريخياً يتكونون من عرقين اساسيين، العرق الشمالي الذي ظل يأتي من الشام منذ فجر التاريخ وحتى الهجرات الشامية في اوائل القرن العشرين، ثم العرق الجنوبي الافريقي الذي ظل يأتي من السودان ايضا منذ فجر التاريخ وحتى الوقت الحالي حيث هنالك جالية سودانية نوبية في مصر تبلغ عدة ملايين. فضلا عن اعراق عديدة افريقية واوروبية وآسيوية قطنت مصر على مر التاريخ، منذ اليونان والرومان حتى العرب والاتراك والمماليك والارمن وغيرهم. العراق أيضا تكون من عدة أعراق، منها الآسيوية مثل الآريين والأتراك والهنود الذين ظلوا يأتون طيلة التاريخ من جهة الشرق والخليج، ثم الساميون الذين ظلوا يأتون من الجنوب والغرب خصوصا عبر بادية الشام واعالي الفرات، ثم الاعراق القفقاسية والاوروبية التي كانت تأتي من الشمال. كل هذه الاقوام ظلت حتى وقت قريب تحط الرحال في هذا الوادي الخصيب بحثا عن الخصب وعن الحضارة، وتذوب مع بعضها البعض لتتبنى لغة واحدة، مثل السومرية والاكدية والآرامية والعربية.. فنحن العراقيين حتى سكان الاهوار منا، يقيناً نحمل في دمائنا الكثير من دماء الجماعات النازحة من الجبال الكردية وخصوصا في نواحي دجلة، بينما التأثير الشامي السامي واضح في نواحي الفرات. الامة العراقية بين مفهومي الامة العربية والاسلامية ان للبعد الاسلامي والعربي ولا شك الاولوية في الهوية العراقية ،لأننا لا نستطيع أن ننكر أن الغالبية الساحقة من العراقيين بما فيهم الكرد والتركمان هم مسلمون. كذلك نؤكد ولا نلغي اولوية البعد العربي للهوية العراقية لأن أكثر من خمسة وسبعين بالمائة من العراقيين هم من الناطقين بالعربية. ولكن ايماننا بالاهمية الكبرى للبعدين الاسلامي والعربي للهوية العراقية، لا يمنع من التأكيد ايضا على البعد التاريخي السابق للمرحلة العربية الاسلامية. والقوميون ينفون وجود تاريخي لشيء اسمه العراق وان جغرافيته حديثة النشأة، وضع خريطتها البريطانيون. بل إن البعض يذهب إلى القول إن بلدا مثل العراق مازال بعيدا عن وضع أل التعريف عليه انه (عراق) ما وربما هو (عراقات) ؟ هناك من يردد ان العراق دولة مصطنعة كما تقول بعض النظريات، وهذه فكرة أشاعها القوميون العرب لان العراق وبلدان الشام كما يقولون حدودها مصطنعة، دول صنعتها معاهدة (سايكس بيكو). وهم يكررون دائما هذا في سبيل تبرير مفهوم الوحدة العربية وكل التيارات القومية تبنت هذه الأطروحة التي بدأها العروبيون. ولكن حقائق التاريخ تقول عكس ذلك تماما. لم يتعرض الانكليز لأي ضغط لخلق وتحديد الحدود الحالية، وان هذه الحدود موجودة أصلا من الزمن العثماني، فالعثمانيون شكلوا ثلاث ولايات (ولاية الموصل، ولاية بغداد، ولاية البصرة) لتسهيل عملية السيطرة على أنحاء بلاد النهرين وظلت ولاية بغداد هي مركز العراق وواليها هو الحاكم الفعلي للعراق والعراق الحالي هو نفس العراق العثماني, بل ان العراق الحالي هو اقل من العراق الطبيعي الاصلي، بلاد النهرين، حيث اقتطعت منه بعض الأجزاء التي ضمت الى الدول المجاورة وليس هناك في العالم دولة لا تعاني من مشاكل الحدود والفاصل الطبيعي بين إيران والعراق هو جبال (زاكاروس) وهذا الفاصل جغرافي واقوامي وتاريخي. اما فكرة أن العراق بلد مختلق فهي فكرة ابتدعها القوميون من اجل القول ان الشعب العراقي غير موجود لانه مكون من اجزاء تابعة لأمم اكبر، مثل الامة الاسلامية والأمة العربية والامة الكردية والامة الآشورية والامة التركية، بل بلغ الامر بالبعض في المدة الاخيرة الى الحديث عن (امة شيعية!) و(امة سنية).. إن المراحل السابقة هي جزء من تاريخنا وعمر الاوطان يشبه عمر الإنسان، فالإنسان لا يستطيع أن يقول إنني ابن ما بعد سن الخامسة عشرة، وان ما قبل سن الخامسة عشرة هو ليس عمري. كلا.. ولا يمكن القول أيضا إن مدة الأربعة آلاف سنة السابقة على الفتح العربي الإسلامي هي مدة ملغية واجنبية من تاريخنا الوطني، واعتبارها زورا كتاريخ إيراني أو تاريخ مسيحي او تاريخ وثني! إن تاريخنا منذ العصر الحجري هو تاريخنا الذي لا يمكننا التخلي عنه شأننا في ذلك شأن شعوب الأرض جميعا.. فكل لحظة من حياتك هي تاريخك. ولا يعود تاريخنا العراقي إلى الفتح العربي الإسلامي فقط. إن تاريخ أي بلد يبدأ من لحظة تكونه والحضارات التي مرت به هي جزء من تاريخه. فلماذا نربط أنفسنا بتواريخ اليمن والحجاز لأننا عرب؟ لماذا يتعين على العراقي القول إن أجدادي هم الدولة المعينية والسبئية في اليمن وجاهلية مكة في الحجاز؟ لماذا يبدأ تاريخ العراق هناك؟ لماذا لا يتعلم العراقي انه ابن بابل وأكد وسومر وآشور وبغداد والديوانية والكوفة ونينوى واربيل والسليمانية، علينا أن نعتز بالعراق وبتاريخه واقوامه وطوائفه وأديانه… نحن لا يبلغ بنا التطرف مبلغ الطلب من العراقي بان يتحدث باللغة السومرية أو الاكدية ولا نريده أن يقدّس عشتار الآن أو يحتفل بعيد انكيدو العراقي وغير ذلك ولكننا نطالب بمجرد الشعور بالانتماء لهذا التاريخ حتى لو كان انتماءً شكليا وبمجرد أن يقول العراقي إن هذا تاريخي .أما التفاصيل فتظل تفاصيل رمزية واحتفالية. ففي دول العالم قاطبة يتربى الطفل في المجالات كافة ، في التربية والإعلام والثقافة انه ينتمي إلى أقوام بلاده الأولى. لنأخذ فرنسا مثلا، إن أول عبارة يتعلمها التلميذ في التاريخ هي (نحن الغاليين) وأن فرنسا هي بلاد (الغال) وهم الشعب القديم الذي سكن فرنسا وكان يتحدث اللغة الغالية التي يجهلها الفرنسيون حاليا، كما أن لا احد في فرنسا اليوم يدين بديانة الغاليين وإنما يتحدث الفرنسيون اليوم اللغة الفرنسية اللاتينية وديانتهم هي المسيحية وكذلك الامر في سويسرا فالناطقون بالألمانية والناطقون بالفرنسية والايطالية يقولون جميعا نحن شعب (الهلفت) والهلفتيون هم الشعب السابق الذي كان يسكن سويسرا والآن هم يتحدثون بعدة لغات مختلفة وديانتهم اليوم هي الكاثوليكية والبروتستانية. حتى الاسم الرسمي لسويسرا هو بلاد الهلفت وعلامته حرف (H) . أما مسألة الطقوس والعادات والموروثات فهي موجودة ونحن غير قادرين على اصطناعها وتظل أمورا اختيارية وتدرس في الجامعات .. فالمصريون الآن يعتزون بالأهرامات وبتاريخهم الفرعوني ولكن لا احد يشكك في عروبتهم واسلامهم.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تحول التاريخ الفرعوني في مصر إلى مكون من مكونات الهوية فهو حاضر في الأدب وروايات نجيب محفوظ الأولى كانت بشكل من الأشكال إعادة إنتاج للتاريخ المصري القديم وهناك أيضا المسلسلات والأفلام لماذا لم يحدث ذلك عراقيا. أين العلّة؟ هل يخشى العراقي من تراثه القديم ولماذا لا يجاهر به ؟. وهذا الخوف ظاهر عند العراقيين والسوريين أيضا. فكلاهما خلق كائنا وهميا عملاقا اسمه (العروبة) ثم وقع تحت سطوته. وهذا الكائن هو القومية العربية أو النزعة العروبية. أن اعتزاز المغاربي والجزائري بهويته لا يعد مثلبة، لا احد يقول له انك خائن للعروبة. وكذا الحال مع السعودي الذي تعد أرضه الحجاز موئل العروبة واليمني حين يقدس تاريخ بلقيس وسبأ والدولة المعينية هؤلاء كلهم لا احد يشكك بعروبتهم أو يقول لهم انتم شعوبيون. حتى دول الخليج تقول الأمة الكويتية والأمة العمانية وغير ذلك ولا احد يطعن في عروبتهم . إلا السوري والعراقي عندما يتكلم عن شيء خارج العروبة يقولون له أنت شعوبي وأنت خائن للعروبة وأنت قطري. وهذا الشيء خاص بالسوريين والعراقيين لانهم هم الذين خلقوا التيار القومي العروبي بمختلف بأشكاله. أما المصري فلا ضير أن يتحدث على مدار الساعة عن الأمة المصرية والتاريخ الفرعوني ولديه أفلام عن الفراعنة وروايات عنهم. والكل يتغنى بالثقافة المصرية والأغنية المصرية والأفلام المصرية، وتظل مصر (أم الدنيا) ولا احد يطعن في عروبتها. على عكس العراقي، فعندما يقترب من تاريخه مباشرة يتهم بالقطرية، فلماذا لا نعتزّ بتاريخنا القديم كما نعتزّ بتاريخنا العربي الإسلامي. وتحتاج مشكلة مراعاتنا الخائفة والمرضية لما يسمى بالقومية العربية إلى إعادة نظر. نحن العراقيين والسوريين خلقنا هذه الفكرة وتحكمت بنا واستحكمت. وعلينا أن نشفى من مرضها. لقد أثيرت مسألة الانتماء للامة العربية في اثناء مناقشات الاعداد للدستور وبرزت خلافات في الرؤى وفي الفهم العام بين المتحاورين وجعلت الفرقاء المتناقشين يحسّون بانهم غرباء عن بعض وان جمعتهم الجنسية العراقية. فمن غير المعقول ان تطلب من الكردي ان يكون جزءاً من الامة العربية او ان يكون العراق ككل جزءاً منها. فالطلب بحد ذاته يحمل افتخارا قوميا يثير افتخارا قوميا آخر وتفرض انتماءً طفيليا على شعب مغاير تجعله يحاول الابتعاد والانفصال عن مثل هذه الدولة التي تجبر مواطنيها على استبدال الجمداني بالكوفية والعقال وتسلب منه هويته وتدس في جيبه بطاقة تعريف مزورة لا تمت اليه بصلة. ويبدو جليّاً ان الاشكالية القومية قد تم توظيفها في العراق لمصالح فئوية خاصة او لمغامرات اقليمية لا علاقة لها بالحقائق التاريخية. ان تمسك العراقيين بحجة العروبة، كانت غايته مواجهة الخطرين المحدقين (الإيراني والتركي). فلكي لا نكون وحدنا نحن العراقيين في مواجهة هاتين القوتين اللتين تصارعتا على احتلال العراق خلال القرون الاخيرة، اصطنعنا فكرة الانتماء الى (الأمة العربية) كقوة وهمية كبرى, أي انتم يا إيرانيين ويا أتراك توجد امة عربية بكاملها تواجهكما (الانتماء العروبي) كتعويض عن شعورها بأنها اقلية سكانية واكبر مثال على ذلك هي المدة البعثية الصدامية. فقد استطاع صدام أن يجيّش العرب كلهم معه إزاء الخطر الإيراني باسم الأمة العربية. ولو تحدث بمنطق عراقي فقط لما حصل على دعم عربي في مواجهة الخطر الإيراني. فالخطاب القومي العروبي يهدف إلى تجييش العرب وكسبهم لصالح العراق ضد الخطر الإيراني. وثمة وظيفة أخرى غير معلنة للنزعة القومية بدت واضحة في اعقاب سقوط صدام حيث جرى استخدام الورقة القومية كمركز ثقل بديل عن اختلال التوازن المذهبي حيث استفز البعض باحصاءات الاقلية الامر الذي دفعهم إلى الاحتماء بمفهوم (القومية العربية) تعويضاً عن عامل القلق والخوف مما تصوروه ابتلاعا لهم وبدا الامر بارزا ابان الاحتراب الطائفي وكيف أن هذه الحجة أصبحت واضحة جدا وأصبح الخطاب الطائفي الذي يتكلم بالعروبة بمواجهة ما يسمى بـ (الصفويين الفرس)!!…. وخلاصة الامر ان اية نظرة حيادية للتاريخ ستجد ان العراق هو من اقدم الأوطان المعروفة في العالم. فمعظم الأوطان لم تتكون بإرادة قائد سياسي أو بإرادة مجموعة، إنما الذي كونها هي إرادة الجغرافيا. لاحظ أن لغالبية الأوطان حدوداً جغرافية تمنحها هذا التمايز. فمثلا مصر تكونت حول النيل وهناك الصحارى والبحار تحيطها وتفصلها عن الشام وعن ليبيا، فضلا عن المرتفعات التي تفصلها عن السودان، فهناك دائما تضاريس جغرافية كالبحار والجبال والصحارى وغيرها هي التي تحدد الأوطان وتفصلها عن باقي الاوطان. وإذا أخذنا إيران مثلا فهي برغم التنوعات العرقية والجغرافية الداخلية، لكن هناك الجبال والبحار التي تحيطها وتفصلها، مثل جبال طوروس التي تفصلها عن الأناضول وجبال زخاروست التي تفصلها عن العراق ثم الجبال التي تفصلها عن أفغانستان ثم بحر قزوين والبحر الأسود اللذين يفصلانها عن القوقاز وروسيا. فمن الواضح والمعترف به من جميع الباحثين ان العراق بلد كونته الجغرافية وشكلت حدوده الطبيعية. فهناك نهرا دجلة والفرات، وهما محاطان بهضاب كبرى من كل النواحي، فمن الغرب الهضبة الشامية ومن الجنوب الخليج العربي وهضبة نجد ومن الشمال جبال طوروس ومن الشرق جبال زخاروست. إذن ثمة حدود واضحة من الجبال والهضاب تحيط العراق وتعزله عن باقي الاوطان المحيطة به وهناك النهران اللذان أضفيا الهوية الجغرافية لما سمى ببلاد النهرين وفرضا وحدة العراقيين المادية والروحية منذ فجر التاريخ وحتى الآن. فمنذ أن تكوّن التاريخ العراقي قبل أكثر من سبعة آلاف سنة، كانت هناك دائما وحدة سياسية دينية لغوية تجمع العراقيين من أقصى شمال الموصل إلى أقصى الجنوب في الخليج العربي، حتى الأجنبي حينما كان يحتل العراق فإما أن يحتله كله أو يتركه كله لان إدارة النهرين في الري والسيطرة على الفيضانات تقتضي إدارة سياسية واحدة تسيطر على العراق برمته، فلا يمكن ترك جزء وحكم جزء لان هذا يؤدي إلى فوضى وفيضانات وجفاف وكوارث. الغريب أن الحديث عن تكوّن العراق يعتمد فقط على تاريخ دخول الانكليز، مع التناسي التام للتاريخ العراقي السابق. وليس مصادفة أن العباسيين اختاروا العراق مركزا لحركتهم لان الحركة العباسية أساسا كانت حركة عراقية للتخلص من الهيمنة الشامية الأموية. وقد ظلت بغداد عاصمة الخلافة العباسية لنحو خمسة قرون، وظل العراقيون من العرب والمستعربين (أي من سمّي بالموالي) العنصر الفعال والقيادي في هذه الدولة. أما بشأن اتهام الحركة العباسية بالاعجمية من خلال بعض الأسماء مثل أبي مسلم الخراساني وغيرهم.. فنقول إن من الطبيعي أن الشعوب الأخرى المضطهدة أصبحت تحت راية العراقيين كالإيرانيين في تمردهم ضد الهيمنة الأموية التي كانت مشبعة بنفس عنصري عربي يحتقر غير العرب واحتقرت العراقيين باعتبارهم موالي. وكان العنصر العربي في الدولة الاموية هو المهيمن في حين كان السكان الأصليون كالاتراك والعراقيين وغيرهم محتقرين لأنهم ليسوا عرباً. ان اكذوبة (فارسية الدولة العباسية) هي من صنع المؤخرين القوميين والطائفيين في العصر الحديث وليس لها أي سند تاريخي حقيقي. وكان من الطبيعي أن ينضوي الإيرانيون تحت راية العراقيين وليس العكس. فالحركة العباسية هي حركة عراقية ضمت الأتراك والإيرانيين وغيرهم. واختيار العراق وبغداد عاصمة للدولة العباسية دليل على أن العراقيين كانوا قادة الحركة العباسية وهم الذين كانوا يرفدونها.. فضلا عن بقاء العباسيين في بغداد مدة خمسة قرون برغم كل ما يسمى بالنفوذ الإيراني. ولو كانت للإيرانيين هيمنة ونفوذ على القرار العباسي لكان من الطبيعي أن يكون مركز الخلافة هو إيران مثلما حوّل الأتراك مركز الخلافة إلى اسطنبول مدة خمسة قرون واستبعدوا العنصر العربي. فما كان من شيء يمنعهم. فلماذا تتهم الدولة العباسية بتهمة الفارسية في حين أن مركزها العراق. ألمجرد أنها سمحت للأقوام الأخرى بالتعبير عن تمردها على الهيمنة العربية التي أخذت طابعا عنصريا مع الدولة الأموية برغم أن الإسلام جاء لكل الأقوام, والدليل على ذلك أن الحركة الشعوبية وفي تفسير الكثير من المؤرخين هي لغويا الحركة المساواتية. فالشعوبية هي المساواة بين الشعوب وليس فيها شيء عنصري، بل هي جاءت كردة فعل على احتقار العنصر العربي لبقية الأقوام، ومن بين من ناصرها شخصيات عربية. كما أن أعلام الحركة الشعوبية ليست من ايران بل إنها نشأت وماتت في العراق وليس هناك أي وجود لها في إيران. فكل من اتهم بها وشعرائها وأعلامها ومن اعدموا بسببها كلهم في العراق. فلماذا حولت كلها إلى حركة إيرانية برغم أن المؤرخين القدماء لم يذكروا ذلك ،إنما المؤرخون القومويون والطائفيون هم الذين شوهوا التاريخ العراقي. ان العراق بصفته كياناً كان موجودا في زمن العثمانيين وليس مع الانكليز فقط. في زمن العثمانيين كان العراق يتكون من ثلاث ولايات وكان والي بغداد يقود العراق. وهنا يحاول البعض ان يركز على مفهوم الامة الاسلامية في زمن العثمانيين ولكننا إذا أخذنا بهذا القول فإننا لا ننفي الكيان العراقي وحده بل جميع الاوطان التي كانت تكوّن الدولة العثمانية. فمثلا ننفي مصر وتركيا نفسها. لماذا يطبق مفهوم الأمة الإسلامية على العراق وحده. كما أن مفهوم الأمة المسيحية والإفرنجية ينفي دول أوروبا جميعها. أما مسألة الحدود فان تسعين في المائة من الدول تكونت حدودها بعد الحرب العالمية الثانية. ألمانيا تكونت قبل بضعة سنوات بعد الوحدة ولم يتفق على حدودها حتى الآن. معظم دول العالم غير متفق على حدودها. وهذا هو الحال مع إيران وتركيا واليابان. إذاً لماذا العراق وحده الاختلاف على حدوده يؤدي إلى نفيه والغائه؟ . ان من أدى دورا كبيرا في تشويه التاريخ العراقي القديم هم المؤرخون المصريون الذين كتبوا التاريخ العراقي من وجهة نظرهم. فقد أشاعوا فكرة أعجمية التاريخ العراقي وحولوه إلى تاريخ فارسي وروجوا أن معظم أعلام العراقيين وأعلام الدولة العباسية في بغداد أعاجم وفرس. خلاصة ان بناء الاساس المتين للنسيج العراقي هو أن تكون هنالك احزاب بهوية عراقية تعتمد أساساً على مبدأ احترام إنسانية المواطن العراقي وحقوقه ومصالحه، بعيداً عن لونه أو قوميته أو دينه أو طائفته، وهذا ما سيكرس ثقافة الوحدة الوطنية التي يجد فيها الجميع مصالحهم وضمان مستقبلهم، فيصبح ضمان وحدة العراق واجباً ومبدأ وثقافة، طالما ارتبطت هذه الوحدة بالمصالح اليومية والمصيرية للعراقيين عموماً، ومن هنا تتشكل نواة الأمة العراقية سياسياً وحقوقياً فتصبح الدولة العراقية هوية حضارية مشتركة لجميع العراقيين، ووجود الأمة العراقية في هذه الحال لن يتناقض مع وجود ومصالح الأمة العربية أو الكردية .. بل سيغنيها ويطور مصالحها المشتركة . ان تجذير وتقديم الحس الوطني على الاحاسيس الدينية والقومية والمذهبية يتطلّب جهدا جماعيا يشترك فيه المثقفون والاكاديميون ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب التي تسعى الى خلاص العراقيين من نزيف الدماء والتطلّع الواعي للعراق الجديد . فمشروع احياء الامة العراقية سيكون كفيلاً بحماية وتوطيد الوشائج العراقية ويجعل الامة عصيّة على محاولات التمزيق والتفكيك وبذا سيكون تغليب مشاعر الامة العراقية مدعاة لتعميق السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية ويحمي العراق من ايّة تدخّلات اقليمية ,تلك التدخّلات التي تدخل من ثقوب نسيجنا . ان احياء روح الامة العراقية سيسرّع ويبشّر بحتمية تغيير الأسس التي ستبنى عليها مفردات العملية السياسية في العراق الجديد,ومن هنا تأتي قوّة روح الامّة العراقية وضرورتها الملحّة.
المصادر :
ثوابت الجغرافيا ونهاية التاريخ في العراق رشيد الخيّون ؛ مفهوم الهوية بين التعميم والتخصيص سليم مطر ؛ المشهد العراقي بين مأسات الواقع ويتوبيا الخطاب رافد شنّان ؛ تلازم الحرية والاختلاف والتعددية لا تتعارض مع مفهوم الأمّة نضير الخزرجي ، التنوع والتعايش.. بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية والوطنية الشيخ حسن الصفار ؛ حوار مع سليم مطر عن الامة العراقية وهويتها التاريخية أجراه في برلين حبيب قرداغي ولطيف رشيد ؛ أزمة الثقافة السياسية ومشروع تكوين الأمة العراقية كريم عبد ؛ طبيعة الدولة ومفهوم الانتماء عند العراقيين !!كريم عبد ؛ من قصص الطائفية في الأمة ( التركيبة العراقية – وأقباط مصر ) ياسر رفعت ، الطريق إلى الليبرالية الديمقراطية راغب الركابي مجلّة ميزوبتاميا مجلّة فصلية-اعداد متفرّقة الذات الجريحة سليم مطر