اسم الكاتب : وفاء حميد
كل يوم نسمع عن خبر او نبأ جديد، وقع شهداء وجرحى اثر قصف الاحتلال الجائرعلى قطاع غزة، هذه الأنباء لا نسمعها لأول مرة، انما هي أصبحت خبرا يوميا تتوارده اذاعات الأنباء وعلى مواقع التواصل الاجتماعي…
منذ أكثر من مئة عام ونحن أمام نفس المشاهد، نشاهدها على شاشاتنا الصغيرة والكبيرة وحتى على جوالاتنا، حتى أصبح عادة يومية لدى أكثر المتابعين، حتى إذا لم يعد يسمع بهذا النبأ تتردد التساؤلات عجبا، يبدو أن السلام حل والهدوء اصطفى، وكأن الذي يقتل ويعدم كل يوم، ليس بإنسان إنما حيوان، وهذا ما أكده وزير الاحتلال يوأف غالانت في بداية طوفان الاقصى، وان ما يقوله الان يليه نتنياهو في الخطاب ذاته ، يعتبر مرتبطا باعتبارات وسياقا عاما يحكم السلوك الإسرائيلي الاستعماري!
لم يكن هذا الكلام الذي استخدمه الوزير غالانت في حينه، أو التي يستخدمها اليوم، وليدة لحظة صدمة الطوفان أو “لحظة غضب” منذ بدء حربها على غزة، إنما هو امتداد لسياسة استعمارية تمارسها منذ سنوات عديدة عنوانها الموت والدمار، وما أنتجته في هذه الحرب ليس إلا مزيجاً مضاعفاً من الفظائع نفسها.
فأصبحت في الآونة الأخيرة تتوالى المجازر، وآخرها مجزرة نصيرات إلى مجزرة أخرى جديدة .. توثق اللحظات الأولى لقصف الاحتـ.ـلال الإسرائيلي تجمعا للأهالي النازحين أمام مدرسة القاهرة في حي الرمال بمدينة غـ.ـزة.
فهم ينظرون إلى غيرهم كأنهم “غوييم”، بدائيون، أو “حيوانات بشرية” يعيشون في هذا الكون المسخرِ لخدمة “شعب الله المختار” يتغذى من مخزون هائل من الكراهية والاستعلاء.
ونرى القانون الدولي، حين يتعلق الأمر بـ”إسرائيل”، ضعيفا جداً، وبعيدا كل البعد عن الواقع، فإن كل محظوراته منتهكة مستباحة حد الانفلات المجنون ما دام أن الضحية “عربي فلسطيني”، والقاتل “إسرائيلي يهودي!
فهي تحقر القانون الدولي ومؤسساته، فـ”إسرائيل” تملك قدرة فائقة على التحطيم، ويشهد تاريخها ابادة المدن والقرى وأشلاء البشر، وفي سجلها كذلك تاريخ طويل من تحطيم القانون الدولي وإدارة الظهر له، ومازالت حرب الإبادة متواصلة، ومازال العالم ينظر في صمت مطبق، امام عدو جائر يدعي أنه هو من خير الخلق، وباقي الشعوب هي دون ذلك ويجب أن تباد، يقولها علنا، ونرى المطبعين يركضون نحوهم خانعين، فإذا لم يكن للشعوب كرامة أو ضمير، فلن توقظها اقوى القنابل الثقيلة…