اسم الكاتب : مهدي قاسم
اختيار جهاز الأمن الإسرائيلي طبيعة وهوية المكان و بكل دقة ، ليكون مسرحا لعملية اغتيال القائد السياسي لحركة ” حماس ” إسماعيل هنية له مدلوله حتما ، و كذلك لم يكن الهدف هو تخلص من هنية فقط ، إنما إذلال و إهانة النظام الإيراني في الوقت نفسه و اعتبارها ــ أي عملية الاغتيال ــ بمثابة رسالة أو تبليغ لهذا النظام مفاده أنك نظام هزيل و مهزوز و، بل مكشوف الخلفية والجوانب بعشرات ” فتحات و شقوق ” قابلة للاختراق في أي وقت نريد ، و بإمكاننا اغتيال أي واحد من زعمائكم ومسؤوليكم لو شئنا حتى لو كان مختبئا في أعلى برج عال أو مخبأ حصين تحت الأرض ..
بدليل إن جهاز الأمن الإسرائيلي قد اغتالت سابقا الجنرال سليماني ــ ولو بقرب مطار بغداد ، ولكن بناء على معلومات دقيقة ، وفيما بعد اغتالت المبرمج النووي الإيراني فخري زادة * ، فضلا عن عمليات اغتيال أخرى ..
علما أنه كان بإمكان هذا الجهاز ــ ذي أذرع أخطبوطيه طويلة جدا ــ أن يقوم بعملية اغتيال إسماعيل هنية في قطر وبكل سهولة ويسر أثناء إقامته اهناك بل و حتى في تركيا أيضا لو شاءت ..
أما القول أو الاعتقاد بأن النظام الإيراني كان متواطئا مع عملية الاغتيال المُهينة ، فأنا أظن بأن هذا النظام أكثر دهاء من إن يكون ساذجا و بهذه الطريقة المفضوحة ، ( و خاصة إنه يستخدم ” شيعة العالم عبر مرتزقة محليين و عملاء عقائديين ” كوسيلة مجانية ليس فقط لفرض هيمنته الأمنية والسياسية والاقتصادية على بلدان عربية إنما المساهمة الفعالة ــ عبر اتباع محليين في تخريبيها على كل صعيد و ناحية، لتبقى هذه الدول كمريض محتضرا في سرير إكلينيكي ، لا هو بحيّ ولا ميت ـ كما هو واقع الحال الراهن حاليا في العراق ولبنان ــ مثلا و ليس حصرا ..
و في النهاية .. فما هي هذه ” الفرحة العارمة ” والواسعة من قبل كثير جدا من عرب ومسلمين بمناسبة اغتيال إسماعيل هنية ، إلا نكاية وتشمتا بالنظام الإيراني بالدرجة الأولى ، لكونه برز مخترقا حتى العمق أمام الجهاز الأمني الإسرائيلي ، أكثر من أن تكون هذه الفرحة موجهة تحديدا ضد إسماعيل هنية نفسه ..
مع التأكيد على إنني أعتبر هذه الفرحة ليست في أوانها المناسب إذ مهما اختلفنا مع هنية في توجهاته الفكرية والسياسية فيبقى في نهاية المطاف صاحب قضية ..
ولكن هذا لا يعني عدم القول مفاده :
ــ ربما إن الأغلبية الساحقة من” المسلمين السُنة ” يريدون القول بصراحة وبصوت عال ــ
ــ شكرا جزيلا .. لا نريد أي شيء من جنة إيران الجهنمية !..
__________________________
إشارة ذات صلة :
* ( فخري زاده -الذي يوصف بأنه أبو البرنامج النووي الإيراني- يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما كان يقود سيارته مع زوجته متوجهيْن إلى منزليهما الريفي في مدينة أبسرد، التي تقع ضمن حدود محافظة طهران وتضم بيوتا فخمة لمسؤولين إيرانيين ــنقلا عن غوغل )