نوفمبر 21, 2024
1 (1)

اسم الكاتب : ايهاب مقبل

كانت الكلاب المضادة للدبابات كلابًا جرى تدريبها على حمل المتفجرات إلى الدبابات والعربات المدرعة وغيرها من الأهداف العسكرية. وقدْ تم تدريبها بشكل مكثف من قبل القوات العسكرية السوفيتية والروسية خلال الفترة 1930 – 1946، واستخدمت خلال الحرب العالمية الثانية من العام 1941 إلى العام 1943 لاصطياد الدبابات الألمانية.

جرى تدريب الكلاب في البداية على ترك القنبلة، ومن ثم الإنسحاب وتفجيرها بمؤقت. وافق المجلس العسكري السوفيتي في العام 1924 على استخدام الكلاب للأغراض العسكرية، والتي شملت مجموعة واسعة من المهام، مثل الإنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية والاتصالات والبحث عن الألغام والأشخاص والمساعدة في القتال ونقل الطعام والأدوية والجنود المصابين على الزلاجات وكذلك تدمير أهداف العدو.

جرى تطوير فكرة استخدام الكلاب كألغام متحركة في ثلاثينيات القرن العشرين، جنبًا إلى جنب مع تصميم الألغام التي تناسب الكلاب. وتأسست مدرسة متخصصة لتدريب الكلاب في موسكو، كما افتتح اثنتي عشرة مدرسة إقليمية بعد فترة وجيزة، ثلاث منها متخصصة بتدرب الكلاب المضادة للدبابات.

كانت كلاب الراعي الألماني مفضلة للبرنامج، وذلك لقدراتها البدنية وسهولة تدريبها، ولكن استخدمت أيضًا سلالات أخرى.

جرى تضمين وحدات الكلاب المضادة للدبابات رسميًا في الجيش السوفيتي في العام 1939، وقدْ نجحت الكلاب المفخخة من تدمير خمس دبابات ألمانية بالقرب من مدينة هلوخيف الأوكرانية، و13 دبابة ألمانية بالقرب من مطار ستالينغراد، واعطاب 12 دبابة ألمانية أخترقت خطوط الدفاع السوفيتية بالقرب من بيكوفو بمقاطعة موسكو.

عرفت القوات الألمانية بوجود الكلاب المفخخة السوفيتية منذ العام 1941، ولذلك أمرت الجنود الألمان على العربات بإطلاق النار على أي كلب في مناطق القتال، لكن كانت مهمتهم بالغة الصعوبة في اصطياد الكلاب المفخخة، وذلك بسبب علو العربة وصغر حجم الكلاب وسرعتها وصعوبة اكتشافها.

كانت الفكرة الأصلية أن يحمل الكلب قنبلة مربوطة بجسمه، ويصل إلى هدف ثابت محدد، ثم يطلق الكلب القنبلة عن طريق سحب حزام ذاتي التحرر بأسنانه ويرجع إلى راعيه الجندي السوفيتي. وبعد ذلك، يجرى تفجير القنبلة بواسطة مؤقت أو جهاز تحكم عن بعد، على الرغم من أن الأخير كان نادرًا جدًا ومكلفًا في ذلك الوقت.

تدربت مجموعة من الكلاب على هذه العملية لنحو ستة أشهر، لكن المشكلة كانت إن سلوك الكلاب يتغير تجاه تغيير الأهداف أو مواقعها، ولذلك غالبًا ما عادوا إلى راعيها ولتنفجر القنبلة في الكلب والراعي بنفس الوقت. كانت الأوامر للراعي اطلاق النار تجاه أي كلب مفخخ يرجع إليه.

كما كُشف عن خطأ تدريبي أخر، يتمثل برائحة وقود العربات، فقدْ تدربت الكلاب المفخخة على محركات الديزل السوفيتية، بينما كانت الدبابات الألمانية مزودة بمحركات البنزين. ومع اعتماد الكلاب على حاسة الشم، بحثت الكلاب عن الدبابات السوفيتية المألوفة بدلًا من الدبابات الألمانية ذات الرائحة الغريبة.

أدت الإخفاقات المستمرة إلى تبسيط الأمر، إذ ثُبتت القنبلة على الكلب ومن ثم تفجيرها عند ملامستها للهدف، مما يؤدي عادةً إلى مقتل الكلب وإصابة الهدف.

تكمن الفكرة من تجارب علم النفس، والتي اجراها العالم الروسي إيفان بافلوف، وتتمثل بتجويع الكلب أولًا، ثم اطلاقه بإتجاه عربة متحركة موضوع تحتها الطعام، فيتجه الكلب نحو الطعام تحت العربة ليأكله مع إطلاق نار عشوائي وغيره من عوامل التشتيت المتعلقة بالمعركة، تكرر العملية عدة مرات حتى يعتاد الكلب على إيجاد طعامه تحت العربات المتحركة، ثم يفخخ بلغم يزن 10-12 كيلوغرامًا محمولاً في حقيبتين من القماش متناسبتين بشكل فردي لكل كلب.

كان اللغم مزودًا بدبوس أمان، ويجرى إزالته مباشرةً من قبل الراعي. ونظرًا لأن الأجزاء السفلية من العربات المتحركة المنطقة الأكثر عرضة للتدمير، فقدْ كان من المأمول أن يؤدي الانفجار إلى اعطاب العربات.

اقتبس الجيش الأمريكي الفكرة من الجيش السوفيتي، ودرب كلابًا مفخخة ضد التحصينات في العام 1943. كان الهدف أن يدخل الكلب المفخخ خندقًا، ومن ثم تفجيره بجهاز توقيت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *