اسم الكاتب : وفاء حميد
وقعت الأزمة على ارض المقدسات منذ أن استقبل هذا الشعب بقلب رحب مرتزقة الأرض دون علم منهم، انهم السرطان الزاحف إلى جسد الأمة، فكان اعلان وعد بلفور عام 1917 ثم إعلان دولة إسرائيل1948 ومن هنا بدأت المأساة… فمن انتداب بريطاني إلى احتلال صهيوني إلى حصار عربي بعد معركة السابع من اكتوبر…
بعد طوفان الأقصى وماصاحبها من جرائم ضد الإنسانية ومجازر صهيونية ضد النساء والأطفال، ومحارق الفلسطينيين في المشافي والمخيمات، إضافة إلى استعمال قنابل الفوسفور وكل القنابل الممنوعة دوليا، والتي يصبها الصهاينة على الشعب في غزة، نجد ان أكبر المحاصرين للفلسطينيين دول الطوق مصر والأردن….
والوضع اليوم في غزة هو وضع مصيري، لا يتعلق بفلسطين وحدها، فقد سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر في أيار الماضي، بعد الإعلان عن بدء عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوبي غزة، فنجد الحدود الشرقية لمصر التي تمثل مصدرا رئيسيا لتهديد أمنها، وتبدأ من رفح على البحر المتوسط، ويمتد في خط مستقيم تقريباً إلى خليج العقبة رأس طابا، ويبعد 3.75 ميل عن ميناء أم الرشاش على الخليج، هو الحد الذي سعت مصر باستمرار لتمارس عليه السيادة ، كما سيطرت إسرائيل على أغلب محور فيلادلفيا، وهو ضمن نطاق منطقة عازلة تم الاتفاق على إقامتها بين إسرائيل ومصر، وذلك بعد أيام من سيطرة القوات الإسرائيلية على المعبر، وبهذا إن الأمن القومي المصري هو في خطر مادامت غزة في خطر..
أما الاردن لم يهدأ الشارع الأردني. على تأكيد الدعم الشعبي للمقاومة وخياراتها، ولم تستطع كل المحاولات لاستخدام أدوات القمع ضده لثني الأردنيين عن التعبير عن دعمهم للمقاومة. فصعد من بينهم بطلا شهيدا لينفذ عملية بطولية، ليعبر عن حالة وجدانية من الشراكة والغضب تجاه ما يرتكبه العدو تجاه الشعب الفلسطيني..
وبعد العملية التي قام بها اثبت، أن التطبيع لا يمكن أن يقف أمام تنفيذ العمليات للنيل من العدو، وبهذا لن يجرؤ العدو على دخول الأردن كما يريد بشكل علني، ففي كل مكان وفي كل شارع يمكن أن يخرج له مقاوم جديد. وهنا يمكن أن تكون الاردن جبهة جديدة ساخنة في وجه الكيان، والسؤال هنا يطرح نفسه ، في ظل تعرض غزة لحرب إبادة من قبل “إسرائيل”، هل يدرك كل من الاردن ومصر أنهما ستكونا أكثر المعنيين والمتأثرين ؟