نوفمبر 14, 2024

اسم الكاتب : علي او عمو

ماذا ينتظر حزب الله للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي؟ لقد استهدف الكيان وسائل الاتصالات اللاسلكية في لبنان وذهب ضحية هذا الهجوم المباغت والمفاجئ عشرات الشهداء وآلاف المصابين، جلهم من المدنيين الأبرياء، ولم يُحرّك الحزب ساكنًا. كما قصف يوم الجمعة في العشرين من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري جنوب لبنان، مما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى. يجب على الحزب أن يرد الصاع صاعين، ويوجه ضربة قاسية للكيان الهمجي الوحشي، فهذا ما سيردعه ويجبره على التوقف عن مجازره الشنيعة بحق المواطنين الآمنين، لأنه لا يعرف سوى قوة السلاح ولا يعرف للسلم معنى.

إذا لم يقم حزب الله بضربة موجعة للكيان، فلن يرتدع أبدًا، علمًا أن أميركا قد منحته الضوء الأخضر منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) لارتكاب جرائمه في غزة ولبنان. أمَّا تصريحات البيت الأبيض حول مطالبة إسرائيل بعدم توسيع رقعة الحرب فهي أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فأميركا مع الكيان الغاشم قلبًا وقالبًا، وهي راضية تمامًا عن كل الجرائم التي يقترفها الكيان. فلا يقوم الكيان بأي شيء إلا بعد استشارة أميركا وأخذ الإذن منها، فهو يأتمر بأوامرها وينتهي بنواهيها. لو كانت أميركا تنوي إيقاف الحرب الشعواء على القطاع، لأوقفتها فورًا بإشارة واحدة منها.

بعد كل زيارة يقوم بها المبعوث الأميركي، تعقبها هجمات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة ولبنان، مما يدل على أن هذا المبعوث لا يزور إسرائيل بحثًا عن حلول دبلوماسية لوقف الحرب، وإنما تأتي زيارته للتشاور مع الكيان حول ما حققته الحرب الوحشية من أهداف في القطاع وغزة ولبنان. الأهداف التي تُخطط لها الحرب في المنطقة، في الجبهات الثلاث، تُشارك فيها الولايات المتحدة سرًا حتى لا تزعج بعض حلفائها الذين يستنكرون هذه المجازر البشعة بحق المدنيين الأبرياء.

أميركا لا تسعى إلى وقف إطلاق النار، بل تزيد في إشعال نيران الحرب، فهي تمد إسرائيل بالمال وأحدث الأسلحة لمحاربة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وشعب لبنان. بالإضافة إلى وضع أسطولها الحربي الضخم في حالة تأهب، واستنفار جميع قواعدها العسكرية في المنطقة لحماية إسرائيل من أي تهديد. وقد صرح بذلك العديد من المسؤولين الأميركيين علنًا عبر وسائل الإعلام، دون أي اعتبار لمجلس الأمن أو المنظمات الحقوقية الدولية.

تُعتبر إسرائيل الطفل المدلل لأميركا منذ زمن بعيد، ولن تتخلى عنها طرفة عين. إسرائيل هي الشرطي الأميركي في المنطقة، وتعتمد عليها أميركا للحفاظ على مصالحها.

من حق حزب الله اللبناني الرد بقوة على الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها إسرائيل في لبنان، من خلال انتهاك سيادته واستهداف مرافقه المدنية الحيوية، مما يخلف العديد من الضحايا الأبرياء يوميًا، وتتذرع في ذلك بقصف قواعد الحزب ومقاتليه وقادته، رغم أنها تدرك تمامًا أنها تستهدف المدنيين الآمنين.

كل أحرار العالم ينتظرون من المقاومة، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، أن تتوحد في خططها العسكرية وترص صفوفها لتوجه ضربة قوية لإسرائيل في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، في غلاف غزة وتل أبيب وما يحيط بهما، حتى تضع حدًا للجرائم والمذابح التي ترتكبها إسرائيل، دون أي احترام للقوانين الدولية التي تضرب بها عرض الحائط. تلك القوانين التي عجزت عن وضع حد لانتهاكات هذا الكيان المجرم، الذي تحميه أميركا من تنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظماتها القانونية والحقوقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *