نوفمبر 10, 2024

اسم الكاتب : صادق السامرائي

الأمة فيها مفكرون وفلاسفة مبدعون متنوعون غارقون بنشاطات خاوية.
مشاريع ورؤى وإبداعات , خالية من روح التواصل مع الحياة , ومحلقة في فضاءات الأوهام والتهيؤات , وكلٌ يحسب أن ما قدمه للحق وارث.
ويرون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة على مقاساتهم التي تنسف ما عداها.
أنظروهم , فلن تجدوا مَن يحيد عن التمسك بأن طريقي هو الطريق وغيري لا طريق , مشروعي هو المشروع وغيره لا مشروع , وكلٌ يبني منطلقاته على ما يعرف , ولا يستطيع التفاعل مع غيره لكي يتوسع ويرى أوضح.
أحدهم يرى أن إبن رشد هو حلال مشاكل الأمة , بعد عدة قرون على وفاته (1198) , وهو الذي عجز عن التفاعل الإيجابي مع عصره , وتحول إلى حالة منبوذة من قبل الفقهاء الذين كان سيدهم , وورثته أوربا في حينه , وآخرون يرون أن العلة في طبقات العقل ويسمونها كما يحلو لهم , وطروحات عديدة غيرها نجم عنها عشرات بل مئات الكتب , وما بعثت الأمة ولا أخرجتها من محنها الكأداء , المصفودة بها , وهي التي إمتلكت أدوات الصيرورة الحضارية المعاصرة.
فبها ثروات عقلية ومادية صالحة للإنطلاق الأصيل , مما يشير إلى أن العيب في الذين تورطوا بالنشاطات العبثية , وإنحسارهم في زاوية حادة مكونة من ضلعي الدين والتراث , وما قدموا ما ينفع , وإنما ذات الطروحات المكررة المتداولة عبر الأجيال المخمّدة الموؤدة في ذاتها وموضوعها.
إن الخروج من هذا المأزق المصنّع في مختبرات الآخرين , الذين يفعّلونه بمخالبهم وأنيابهم , يتطلب التحرر من قبضة العبثية التي ترسخت في الوعي الجمعي.
فالأمة متوثبة ومنطلقة لمستقبل أفضل , وليست منحطة أو منكسرة , إنها أمة حية , وستكون , وعلى قياداتها أن تؤمن بقوتها وقدرتها على المواكبة والمسابقة والتعبير عن جوهرها , الذي لابد له أن يسطع وينتصر على المعوقات والمصدات , ويفند الحروب النفسية الشرسة الغاشمة ويهزمها!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *