نوفمبر 2, 2024

اسم الكاتب : مازن صاحب

تبدو معضلة الكثير من التحليلات عن وقائع الاحداث في غياب منهجية التحليل من خارج صندوق الادلجة والولاء العاطفي… ربما لم تلحظ تظاهرات ذوي المهن الصحية المطالبة بالتوظيف!!

مثال ذلك موقف العراق كجهاز حكومي من خرق الكيان الصهيوني لأجواءه في العدوان على إيران.. البعض يذهب حد الاتهام بوجود رضا ضمني.. مقابل.. اراء أخرى تؤيد الموقف الدبلوماسي في ابلاغ مجلس الأمن الدولي بهذا الخرق.

ما بين كلا الحالتين.. لم يظهر اي محلل سياسي او مستشار حكومي لشرح تحليل أصحاب المصالح في العراق والاطراف المتحاربة في الشرق الأوسط.. وكيف ان العراق وقع في الفخ على صفيح هذه الحرب المفتوحة وربما الشاملة وشتان بين النموذجين.

اولا.. لابد من تثبيت حقيقة ان من دون موافقة إيران وربما مساعدتها ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على احتلال العراق.

بالتالي انعكاس الوجود العسكري الأمريكي والهيمنة الاقتصادية على ريع النفط وتطورت الموقف المنظورة في الحوالات المصرفية  بموافقة الفيدرالي الأمريكي.. تعكس حالة تضارب المصالح بين الثابت والمتحول في السياسات الأمريكية والايرانية في المشهد السياسي العراقي.

وهذا يحتاج إلى عودة لنقطة الصفر في التوقف عند قرار كل الأطراف الفاعلة والمؤيدة للسياسات الإيرانية في الموافقة على الاحتلال الأمريكي.. فهل كانت إدارة البيت الأبيض منظمة خيرية وفق تصورهم ام ماذا؟؟فكيف اذا فاز الرئيس ترامب في الانتخابات المقبلة؟؟

ثانيا.. إدارة الحرب والسلام بمنهج صانع السجاد الإيراني غير متوفرة عراقيا.. ففي حين بدأت إدارة الرئيس بزيشكان العمل الدبلوماسي في ابعاد شبح الحرب الشاملة على الأراضي الإيرانية وإدارة حرب الاستنزاف المفتوحة.. من غير الممكن أن يشارك كل العراق في هذه الحرب المفتوحة.. فهناك مواقف معلنة ومعروفة عن رفض سياسي كردي سني وبعض القوى من الشيعة لتَوريط العراق في هذه الحرب بل ان موقف المرجعية الدينية العليا في بياناتها حددت سقف المشاركة في الدعم المادي الإنساني.. ولم تذكر اي استحقاقات جهادية مثل نموذج الجهاد الكفائي في مواجهة عصابات داعش الإرهابية.

ثالثا..تتارجح كل العملية السياسية  على حبال حرب الاستنزاف بين طهران وتل أبيب وفق حسابات معلنة ومعروفة.. فلا توجد قدرة للرد الإيراني الشامل في انهاء وتحطيم العنجهية الصهيونية في حرب غزة ما بعد عام على طوفان الأقصى المبارك.. ولا قدرة للكيان الصهيوني في شن حربه الشاملة على إيران في اراضيها.. فيما اجنحة المقاومة الإسلامية لاسيما في لبنان تعرضت لهجمة بربرية شعواء.. تكرر حرب ١٩٤٨ بتقنيات عسكرية متجددة شملت حرب الصواريخ والمسيرات. فيما المعروف عسكريا ان الحروب تحسم بمسك الأرض.. وفي كل الأحوال ليس باستطاعة العراق المساهمة والتنسيق الفاعل لا في حرب الاستنزاف المفتوحة ولا قرار الحرب الشاملة.

رابعا.. لعبة الحرب والسلام ليست قرارات عاطفية.. بل استراتيجية دولة.. وتحول هذا القرار لفصائل المقاومة الإسلامية.. في واقع مفاسد المحاصصة وامراء عوائل احزابهم كل بما لديهم فرحون.. يمكن أن تعيد العراق تحت أحكام الفصل السابع او واقعيا تحت سلطة الاحتلال الاقتصادي الأمريكي المباشر.. فلا يتم تحويل اي دولار من ريع النفط الا بقواعد حسابية يوافق عليها الفيدرالي الأمريكي.. عندها هل يمكن إنتظار سياسات عمل عراقية لضبط سعر صرف الدينار مقابل الدولار.. عندما كنت اطرح أهمية الانتهاء من الاحتلال الاقتصادي قبل العمل على انهاء الاحتلال العسكري المباشر.. كانت بعض الشخصيات تعاتب وتزعل ومنهم من يغضب… اليوم جاء الامتحان في ساعة تحديد قدرات العراق على امتلاك زمام الأمور فوق أراضيه فاين هي تلك الاصوات المعترضة على فك ارتباط ريع النفط بحماية الرئيس الأمريكي وإدارة الفيدرالي الأمريكي؟؟

كل ذلك يؤكد ان نظام مفاسد المحاصصة والمكونات.. على شفا هاوية  تضارب المصالح الأمريكية والايرانية.. ولست باستطاعة  العراق  لعب دور (الموازن) بينهما تحت عنوان احترام سيادته. فلا إيران تحترم هذه السيادة عندما ضربت  اربيل بالصواريخ.. ولا امريكا تحترم عمليا هذه السيادة في تمرير طائرات الكيان الصهيوني في أجواءه!!!

اما الشكوى في مجلس الأمن الدولي فتلك حجة المضطر فقط لا أكثر ولا أقل.

وفي هذا الواقع والتحديات الكبرى فيه.. تتنازع العملية السياسية تحديات منصب رئيس مجلس النواب. وما ظهر من إعادة ضبط اعدادات قبول او رفض القيادات الحزبية مثل الشيخ خميس الخنجر ومن قبله الدكتور صالح المطلك.. بما يثلم وتيرة السلم الاهلي على حبال مشدودة لكل هذا الصفيح الساخن الذي يهدد اصل العملية السياسية في عراق اليوم.

السؤال هل أدرك من يمتلك سلطة القرار كل ذلك؟؟

وهل تدرك جوقة المستشارين سواء بعناوين رسمية او حزبية كل ذلك.. وقدمت رؤى حلول لعراق واحد وطن الجميع ام بجاهلية تتجدد لاحزاب كل منهم بما لديهم فرحون؟؟

واين سيكون الشعب واصواتهم في ثورة جياع تتجدد بدايتها تظاهرات ذوي المهن الطبية؟؟

ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *