اسم الكاتب : علاء كرم الله
أحتفلت دولة مصر الشقيقة الشهر الفائت بالذكرى 51 لحرب 6 أكتوبر 1973 بأنتصارها على العدو الأسرائيلي ، وأستمرت الأحتفالات لأيام ، والكل يعرف أعلام الأخوة المصريين في كيفية تضخيم الأمور وتكبيرها وكما يقولون هم أنفسهم يجعلون من ( الحبة أبة!) ، وتكلموا وتكلموا ما شاء لهم أن يتكلموا عن أنتصارهم على أسرائيل ، وبنفس الوقت لم يأتوا على ذكر ثغرة الدفرسوار ويحاولون طمطمتها ! ( وثغرة الدفرسوار، هي أن أسرائيل أستطاعت أن تعزل الجيش المصري الثاني عن الجيش الثالث !) والتي على أثرها توقفت الحرب في 26 أكتوبر من الشهر نفسه ، (( وبنهاية لاغالب ولا مغلوب كما أطلق عليها الأعلام العالمي حينها!! ، ومن ثم بدأت المفاوضات مع أسرائيل)) . وأنا هنا لا أريد أن أقلل من حجم النصر الذي تحقق والتضحيات الكبيرة التي قدمها المصريين من أجل تحقيق ذلك ، ومن الطبيعي أن مصر لم تكن أن تحقق ذلك النصر، لولا تعاون ومساعدة غالبية الدول العربية لها بالمال والسلاح والدعم اللوجستي وأية مساعدات أخرى ، أستثناء من العراق! الذي كان سباقا كعادته ومتقدما الصفوف لتقديم العون العسكري لجبهتي الحرب في سوريا ومصر بأعتباره يمثل دولة العمق وخاصة لجبهة سوريا ، وبالتالي ليس من الأنصاف والعدل والمصداقية أن تحتكر مصر النصر الذي حققته لوحدها وبشيء واضح من الأنانية ! ، كما نلمس ذلك من الأعلام المصري الذي يستذكر بطولات قواته وجيشه في تلك الحرب دون ذكر لمشاركة أية دولة عربية!!؟ وكأن مصر حققت كل ذلك لوحدها ، وهذا طبعا مجافي للحقيقة تماما!؟ . فلا زال الكثير من العراقيين يتذكرون صور الدبابات العراقية التي أنطلقت تسير بسرعة جنونية وعلى ( السرف) حيث لم يكن العراق يمتلك ناقلات دبابات تكفي لنقل كل الدبابات! وأتجهت صوب سورية حيث كانت دمشق على أبواب السقوط !! ، لولا وصول القوات العراقية التي أنقذت الموقف! وهذه حقيقة تاريخية لا يعرفها المواطن السوري البسيط! فحسب ، بل يعرفها كل العرب . أما على جبهة مصر فقد أرسل العراق ( سربين من طائرات الهوكر هنتر الى مصر في مارس / 1973 قبل المعركة بخمسة أشهر!!) ، حيث أشتركت هذه الطائرات بالضربة الأولى ومنذ اليوم الأول للمعركة ، ولابد هنا من الأشارة على ذكر بقية وأنواع الأسلحة الأخرى التي شاركت على جبهتي مصر وسورية! ، والتي يتنكر المصريين والسوريين على ذكرها قصدا وعن سابق أصرار!!(( 2 سرب طائرات هوكرهنتر، 3 أسراب من طائرات ميغ 21 مع سرب ميغ 17 ، سربين من طائرات سوخوي ، ومن الطبيعي كانت حصة المشاركة بالطيران العراقي على جبهة مصر أكثر وحسب ما يتطلبه الموقف العسكري ، أما على جبهة سوريا فأضافة الى أشتراك سلاح الطيران العراقي فقد أشترك اللواء المدرع 12 ولواء المشاة الألي الثامن واللواء المدرع السادس)) ، وكانت خسائرنا وتضحياتنا في المعركة هي (( 8 طائرات هنتر، 26 طائرة من بقية الأنواع ، طبعا مع أستشهاد الطيارين ، وتم أسر 3 طيارين عراقيين فقط! ، 137 دبابة وناقلة جنود ، 323 شهيد بين ضابط وجندي/ دفنوا في مقبرة السيدة زينب في سورية ) ، أضافة الى كل ذلك ، قام العراق بفتح حساب بمبلغ 7 مليون جنيه أسترليني في أحد البنوك في لندن ، وهذا مبلغ كبير جدا في حينه ، ووضعه تحت تصرف مصر لشراء ما تحتاج من سلاح وغير ذلك!! ، ولا أعتقد أن باقي الدول العربية كانت مشاركتها وتضحياتها بحجم ما قدمه العراق!!؟ . وهنا لا بد من أن نشير بأن ذكر مشاركة العراق في جبهتي الحرب تقرأه فقط في مذكرات القادة العسكريين المصريين مثل القائد العسكري المعروف المرحوم (سعد الدين الشاذلي/ رئيس أركان القوات المسلحة المصرية)!! ، أما على مستوى الأعلام فلم ولن يأتوا على ذكر مشاركة العراق نهائيا وفي كل عام!؟ . نقول ليس من الشيمة العربية ولا من الأخلاق ولا من النبل أن تتنكر لليد التي تمتد لتقديم المساعدة والعون لك عندما تكون في محنة!! . وفي الحقيقة أن مشكلة والعراق وشعبه هو أنهم معروفين بنخوتهم وطيبتهم وكرمهم وأندفاعهم ومواقفهم الطيبة ، حيث كان العراق ولازال مشروعا دائما للموت والعطاء!! من أجل أخوتهم العرب ، الذين طالما قابلوا مواقف العراق ومساعدته لهم بالكره والحقد والتآمر عليه منذ عقود وعقود ولحد الآن!!. ولله الأمر من قبل ومن بعد.