ديسمبر 3, 2024

اسم الكاتب : علاء كرم الله

أحتفلت دولة مصر الشقيقة الشهر الفائت بالذكرى 51 لحرب 6 أكتوبر 1973 بأنتصارها على العدو الأسرائيلي ، وأستمرت الأحتفالات لأيام ، والكل يعرف أعلام الأخوة المصريين في كيفية تضخيم الأمور وتكبيرها وكما يقولون هم أنفسهم يجعلون من ( الحبة أبة!) ، وتكلموا وتكلموا ما شاء لهم أن يتكلموا عن أنتصارهم على أسرائيل ، وبنفس الوقت لم يأتوا على ذكر ثغرة الدفرسوار ويحاولون طمطمتها ! ( وثغرة الدفرسوار، هي أن أسرائيل أستطاعت أن تعزل الجيش المصري الثاني عن الجيش الثالث !) والتي على أثرها توقفت الحرب في 26 أكتوبر من الشهر نفسه ، (( وبنهاية لاغالب ولا مغلوب كما أطلق عليها الأعلام العالمي حينها!! ، ومن ثم بدأت المفاوضات مع أسرائيل)) . وأنا هنا لا أريد أن أقلل من حجم النصر الذي تحقق والتضحيات الكبيرة التي قدمها المصريين من أجل تحقيق ذلك ، ومن الطبيعي أن مصر لم تكن أن تحقق ذلك النصر، لولا تعاون ومساعدة غالبية الدول العربية لها بالمال والسلاح والدعم اللوجستي وأية مساعدات أخرى ، أستثناء من العراق! الذي كان سباقا كعادته ومتقدما الصفوف لتقديم العون العسكري لجبهتي الحرب في سوريا ومصر بأعتباره يمثل دولة العمق وخاصة لجبهة سوريا ، وبالتالي ليس من الأنصاف والعدل والمصداقية أن تحتكر مصر النصر الذي حققته لوحدها وبشيء واضح من الأنانية ! ، كما نلمس ذلك من الأعلام المصري الذي يستذكر بطولات قواته وجيشه في تلك الحرب دون ذكر لمشاركة أية دولة عربية!!؟ وكأن مصر حققت كل ذلك لوحدها ، وهذا طبعا مجافي للحقيقة تماما!؟ . فلا زال الكثير من العراقيين يتذكرون صور الدبابات العراقية التي أنطلقت تسير بسرعة جنونية وعلى ( السرف) حيث لم يكن العراق يمتلك ناقلات دبابات تكفي لنقل كل الدبابات! وأتجهت صوب سورية حيث كانت دمشق على أبواب السقوط !! ، لولا وصول القوات العراقية التي أنقذت الموقف! وهذه حقيقة تاريخية لا يعرفها المواطن السوري البسيط! فحسب ، بل يعرفها كل العرب . أما على جبهة مصر فقد أرسل العراق ( سربين من طائرات الهوكر هنتر الى مصر في مارس / 1973 قبل المعركة بخمسة أشهر!!) ، حيث أشتركت هذه الطائرات بالضربة الأولى ومنذ اليوم الأول للمعركة ، ولابد هنا من الأشارة على ذكر بقية وأنواع الأسلحة الأخرى التي شاركت على جبهتي مصر وسورية! ، والتي يتنكر المصريين والسوريين على ذكرها قصدا وعن سابق أصرار!!(( 2 سرب طائرات هوكرهنتر، 3 أسراب من طائرات ميغ 21 مع سرب ميغ 17 ، سربين من طائرات سوخوي ، ومن الطبيعي كانت حصة المشاركة بالطيران العراقي على جبهة مصر أكثر وحسب ما يتطلبه الموقف العسكري ، أما على جبهة سوريا فأضافة الى أشتراك سلاح الطيران العراقي فقد أشترك اللواء المدرع 12 ولواء المشاة الألي الثامن واللواء المدرع السادس)) ، وكانت خسائرنا وتضحياتنا في المعركة هي (( 8 طائرات هنتر، 26 طائرة من بقية الأنواع ، طبعا مع أستشهاد الطيارين ، وتم أسر 3 طيارين عراقيين فقط! ، 137 دبابة وناقلة جنود ، 323 شهيد بين ضابط وجندي/ دفنوا في مقبرة السيدة زينب في سورية ) ، أضافة الى كل ذلك ، قام العراق بفتح حساب بمبلغ 7 مليون جنيه أسترليني في أحد البنوك في لندن ، وهذا مبلغ كبير جدا في حينه ، ووضعه تحت تصرف مصر لشراء ما تحتاج من سلاح وغير ذلك!! ، ولا أعتقد أن باقي الدول العربية كانت مشاركتها وتضحياتها بحجم ما قدمه العراق!!؟ . وهنا لا بد من أن نشير بأن ذكر مشاركة العراق في جبهتي الحرب تقرأه فقط في مذكرات القادة العسكريين المصريين مثل القائد العسكري المعروف المرحوم (سعد الدين الشاذلي/ رئيس أركان القوات المسلحة المصرية)!! ، أما على مستوى الأعلام فلم ولن يأتوا على ذكر مشاركة العراق نهائيا وفي كل عام!؟ . نقول ليس من الشيمة العربية ولا من الأخلاق ولا من النبل أن تتنكر لليد التي تمتد لتقديم المساعدة والعون لك عندما تكون في محنة!! . وفي الحقيقة أن مشكلة والعراق وشعبه هو أنهم معروفين بنخوتهم وطيبتهم وكرمهم وأندفاعهم ومواقفهم الطيبة ، حيث كان العراق ولازال مشروعا دائما للموت والعطاء!! من أجل أخوتهم العرب ، الذين طالما قابلوا مواقف العراق ومساعدته لهم بالكره والحقد والتآمر عليه منذ عقود وعقود ولحد الآن!!. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *