نوفمبر 21, 2024

اسم الكاتب : صادق غانم الاسدي

بالتأكيد صوت المدافع وازيز الرصاص ودوي الانفجارات المتراكمة وقصف الطائرات الحابسة للأنفاس اثناء مرورها  بالأجواء مرعبه ولا يسلم منها أحد لا الشجر ولا البشر ولا الحجر ,وكلما تقدم الزمن ازدادت الأصوات وصدحت حناجر الأبرياء بالعويل والنحيب بالبكاء واللطم على الخدود  من فقد حبيب واخ وزوج واطفال رضع وعباد ركع وحيوانات رتع , يقول الشاعر والاديب الفلسطيني ابراهيم نصر الله ,لم يخلق الله وحشا اسوأ من الإنسان ولم يخلق الإنسان وحشا أسوأ من الحرب , في السياق الأوسع للحرب العالمية الثانية كانت أكبر وأضخم الصراعات تدميرا في التاريخ. تصور أدولف هتلر والنظام النازي إمبراطورية شاسعة جديدة من الفضاء الحي  للألمان في أوروبا الشرقية عن طريق إزالة السكان الحاليين. الهدف النازي لتعزيز العرق الآري الألماني أدى إلى اضطهاد وقتل اليهود وغيرهم وقتل في هذه الحرب اكثر من 60 مليون وكان اكثر الضحايا هم من الاتحاد السوفياتي , وحرصا من الدول المتحاربة امتنعت امريكا وبريطانيا من ضرب كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان لهذا الاثر الديني والمعماري الحضاري بالقنابل, وما نشاهده اليوم ونحن على اعتاب القرن الواحد والعشرين لم يستثني قصف الكيان الصهيوني اي معلم او مركز حضاري عمراني له قدسية واثر تاريخي في نفوس المسلمين ولدى العالم بل اعتبرت الحروب في هذا الوقت هو تدمير الحضارة والارث والفكر الانساني ناهيك عن وجود الاسلحة الحديثة تفوق قوتها التفجيرية اضعاف ماكنت عليه قبل عقد من الزمن في الحروب الاقليمية المتكررة  , وحسب البيانات الاخيرة والتحليلات العسكرية حول القنبلة  الذرية التي اسقطت على هورشيما عام 1945 في السادس من شهر اب ,  بدأ تأثير هذه القنبلة لنسف معالم المدينة وقتلت معظم السكان  ومسحت ذكريات وطقوس لدى اليابان عزيزة , واليوم ونحن في عام 2024 بعد اكثر من 79 سنة توصلت الدول الكبرى والاستعمارية  الى انتاج قنابل نووية وهدروجينية وانشطارية وكيمائية وصواريخ بالستيه تحمل رؤوس نووية وقوة تفجيرية هائلة  تفوق اربعين مرة عن القنبلة الذرية التي وصفها العالم اليوم ان قنبلة هورشيما الذرية اصبحت قنبلة دميه ليس لها تأثير كبير مقارنة مع الاسلحة الحالية , واذا ارد الله ان يطاول باعمارنا بعد 20 سنة ماذا سيكون الانتاج الحربي , كل ذلك لفناء البشر وانهاء الوجود الانساني والحضاري , حينما عرض فلم التفجيرللقنبلة الذرية على هورشيما للعالم الفيزائي اينشتاين قالوا ماذا تتوقع في الحرب العالمية الثالثة ! اجابهم ان الحرب العالمية الرابعة ستكون في العصا والحجر دليل على انهاء العالم جميعا وحضارته ,اسوء اختراع وضعه الانسان هو اكتشاف الاسلحة النووية لتدمير البشر وانا اقول الحمد لله الذي لم يجعل دول إسلامية متعصبة مثل افغانستان او السعودية وحكومات داعش ان تمتلك هذه الأسلحة والا نحن الآن تحت الترب ومعالم قبورنا مغيبه , والمعروف عن الحروب تكون متعادلة بين دولتين ذات جيش نظامي واسلحة متقاربة من حيث القوة والتكنولوجيا , وما تخوضه اسرائيل متبجحة وتصريحات رئيس حكومتها المتكررة ويقول نحن نخوض حرب وأيام صعبة ! اي حرب تخوضها يا نتن وانت تملك الطائرات والتفوق العسكري والقوة والاسلحة الحديثة مقابل تنظيم يدافع عن قضايا شعبه باسلحة محلية الصنع ومع هذا صمدت المقاومة الفلسطينية وحققت نتائج ملموسة على ارض المعركة وغيرت معاملة الردع,ولا يختلف الأمر مع حزب الله وهو يقاتل دولة نووية لا ترحم ولا تحترم قرارات العالم ويعتبر جيشها من أجبن الجيوش في العالم لولا ألة الحرب المدمرة بيده ولا يمتلك الاخلاق والشرف العسكري كما يدعون ذلك , وكل يوم نسمع انتصارات وعمليات تثلج الصدورتتحقق من قبل حزب الله بعد ان أصابته انتكاسات في بداية المعركة والعبرة في الحروب النتائج الاخيرة  ,مثل هذه المعارك لاتقيم بأنها حرب على ارض الواقع  لفقدان التوازن والمعادلة الاستراتيجية بين الخصمين كجيشين نظاميين  بل هو اعتداء على ناس عزل بعيدة عن التصنيف العسكري العام ويمكن ان نطلق عليها مشروعية الدفاع عن النفس بامكانيات بسيطة ومحلية تخوضها المقاومة الفلسطينية وحزب الله ومع ذلك فانهما يحققون نصرا ملموس رغم القوة غير متكافئة بالعدة والعدد والتخطيط العسكري  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *