ديسمبر 7, 2024
====

المصدر: الميادين نت

غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان تعرض في بيان تطورات معركة “أولي البأس”، على صعيد المواجهات البرية عند الحافة الأمامية، وسلسلة عمليات “خيبر”.

أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان، مساء الأربعاء، وفي أربعينية سيد شهداء الأمة، الشهيد السيد حسن نصر الله، بياناً بشأن التطورات الميدانية لمعركة “أولي البأس”، على صعيد المواجهات البرية وسلسلة عمليات “خيبر”.

وأكدت غرفة عمليات المقاومة في بيانها مواصلة المجاهدين تصدّيهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وتكبيدهم “جيش” الاحتلال خسائر فادحة، في عدّته وعديده من ضباط وجنود، على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية، وصولاً إلى أماكن وجوده في عمق فلسطين المحتلة.

المواجهات البرية

أكثر من 70 استهدافاً في الخيام في 3 أيام.. الاحتلال ينسحب إلى ما وراء الحدود

في الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأت قوات العدو الإسرائيلي التقدم في اتجاه الخيام، بأعداد كبيرة من الأفراد والآليات، وبغطاء جوي كثيف على كامل المنطقة المحيطة والمشرفة على البلدة، وسط تموضع لقوات على العوارض الأمامية، في مناطق تل نحاس والحمامص وسهل المجيديّة.

وفقاً للخطط الدفاعية المعدّة مسبقاً، وبعد رصد دقيق لمسارات التقدّم المحتملة، أعدّ المجاهدون خطة دفاع بالنار، ركيزتها الأساسية الرمايات الصاروخية والمدفعية، عبر عدد كبير من الاستهدافات المتزامنة والمركّزة على تحركات العدو تموضعاته ومسارات تقدّمه، داخل الأراضي اللبنانية وفي الأراضي المحتلة.

على مدار 3 أيام متواصلة، تم تنفيذ أكثر من 70 عملية استهداف، 50 منها عند الأطراف الجنوبية والشرقية للبلدة، تم خلالها تدمير 4 دبابات بالصواريخ الموجّهة ومقتل وجرح طواقمها.

كما تم استهداف تموضع للجنود في مستوطنة “المطلة” بصاروخ موجّه، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم، إضافةً إلى استهداف مجموعة التأمين في منطقة تل نحاس بصاروخ موجّه، وقد عرض الإعلام الحربي بعض المشاهد التي توثّق الإصابة.

وكان أبرز هذه العمليات الصلية الصاروخية الدقيقة التي استهدفت تجمعات كبيرةً لجنود العدو وآلياته في منطقة وادي العصافير، عند الجهة الجنوبية الشرقية للخيام، باستخدام صواريخ نوعية ودقيقة، يزن رأسها الحربي 250 كلغ من المواد شديدة الانفجار. ومن جراء الانفجارات الضخمة، والأعداد الكبيرة من الإصابات، عمّت حالة من الذعر والتخبّط في صفوف القوات المعادية.

إضافةً إلى الصليات الصاروخية والرمايات التي استهدفت تحركات العدو داخل الأراضي اللبنانية، تم خلال هذه العملية تنفيذ عدد كبير من الاستهدافات في المناطق الخلفية للقوات، التي تشارك في الاعتداء على لبنان، بصورة مدروسة ومحددة عبر:

– استهداف تجمعات قوات تأمين الهجوم على الخيام، في موقع “المطلة” ومستوطنة “المطلة” والبساتين المحيطة بها، بــ11 صليةً صاروخيةً مركزةً وبقذائف المدفعية، تم تحقيق إصابات مؤكدة فيها.

– استهداف معسكر للتدريب وقواعد النار ومقارّ قيادية في مستوطنة “أييليت هشاحر”، قواعد نيران صاروخية في مستوطنة “يسود هامعلاه”، منطقة تجميع للمدرّعات في مستوطنة “شاعل” ومقارّ قيادية في مستوطنة “شامير”، بــ23 صلية صاروخية.

أُجبرت قوات “جيش” العدو، ليل الخميس في الـ31 من أكتوبر (أي بعد 3 أيام على بدء التقدم في اتجاه الخيام)، على الانسحاب إلى ما وراء الحدود، والاستعانة بالمروحيات العسكرية من أجل نقل القتلى والجرحى، إلى جانب استقدام آليات خاصة بهدف سحب الدبابات المدمّرة.

خسائر في قوة بحجم كتيبة حاولت التقدم نحو حولا

خلال محاولة قوة من “جيش” العدو التقدّم  عبر الحدود في اتجاه قرية حولا، السبت الماضي، في الـ2 من تشرين الثاني/نوفمبر، رصد المجاهدون رتلاً من الآليات العسكرية، بحجم كتيبة كاملة، بقوام 40 آليةً، من دبابات ومدرّعات وناقلات جند، تتقدّمها جرافتان عسكريتان، بهدف فتح مسارات لعبور الآليات في اتجاه وسط البلدة.

عند وصول القوة إلى مرمى المجاهدين، جرى استهداف الجرافتين بصاروخي “كورنيت” مضادين للدروع، ما أسفر عن تدميرهما ومقتل وجرح من كان فيهما.

وتحت غطاء كثيف من المدفعية الإسرائيلية، انسحبت القوة بكل آلياتها نحو الحدود الشرقية للبلدة. أما فور استقرار القوة في منطقة التجمّع، وبهدف إلحاق أكبر عدد من الإصابات، فجرى استهداف المنطقة بـ3 صليات صاروخية، بفارق 5 دقائق بين كل رشقة وأخرى، وبأكثر من 60 صاروخاً، وقد حققت العملية أهدافها.

لا فرصة للاستقرار.. الاحتلال ينسحب من بلدات بعد تقدّمه في اتجاهها إلى ما وراء الحدود

بفعل ضربات المقاومة القاسية والمتكررة، وعدم إتاحة الفرصة أمام قوات “جيش” العدو للتثبيت والاستقرار داخل قرى الحافة، عمد “الجيش” إلى الانسحاب من عدد من البلدات، التي كان قد تقدّم في اتجاهها، إلى ما وراء الحدود، وسط عمليات تمشيط واسعة من المواقع الحدودية ومرابض المدفعية وغارات من الطائرات الحربية على هذه البلدات، كما يحصل في عيتا الشعب، راميا، ميس الجبل، بليدا، الخيام وغيرها.

ويجرى التعامل مع محاولات متكررة لقوات من “الجيش” الإسرائيلي لإطباق الحصار على بلدة الناقورة في القطاع الغربي، ومحاولة تسلّل في منطقة الوزاني في القطاع الشرقي، تم استهدافها بصلية صاروخية، أجبرتها على المغادرة.

سلسلة عمليات “خيبر” النوعية تصل إلى عمق 145 كلم في فلسطين

على الرغم من الإطباق الاستعلامي والنشاط الدائم لسلاح الجو الإسرائيلي، رفعت المقاومة وتيرة عملياتها النوعية، التي تندرج ضمن إطار سلسلة عمليات “خيبر”، عبر توجيه ضربات مركّزة ومدروسة إلى المراكز والمنشآت والقواعد الإسرائيلية الاستراتيجية والأمنية، بعمق وصل إلى 145 كلم داخل فلسطين المحتلة، وباستخدام الصواريخ والمسيّرات النوعية.

هذه الاستهدافات المحددة والدقيقة والمدروسة تتم وفقاً لبرنامج واضح، وإدارة وسيطرة تامين على مجريات الأمور الميدانية، والتقدير المتأني لمجريات الأمور ومسار الجبهة وتدرجاتها.

ووصل عدد الاستهدافات في إطار سلسلة عمليات “خيبر”، منذ انطلاقها في الأول من أكتوبر 2024، إلى 56، 18 منها تم خلال الأسبوع الماضي.

عدا عن تحقيق هذه العمليات أهدافها العسكرية، فإنّ أكثر من مليوني مستوطن، على مساحة تزيد على 5,000 كلم2، وبعمق وصل إلى 145 كلم داخل فلسطين المحتلة، أُجبروا على الدخول إلى الملاجئ وإيقاف الدراسة والأعمال وحركة الملاحة الجوية بصورة متكررة، مع كل عملية تم تنفيذها.

المقاومة تمكّنت من ترتيب هيكلياتها بمختلف المستويات

غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أكدت في بيانها ما يلي:

– تتصاعد سلسلة عمليات “خيبر” وفقاً لرؤية وبرنامج واضحين، وإدارة وسيطرة عاليتين، على نحو يضمن القدرة على الوصول الفعّال إلى كل الأهداف التي تحددها قيادة المقاومة.

– على المستوطنين الذين تم إنذارهم بضرورة إخلاء مُستوطناتهم عدم العودة إليها، كونها تحوّلت إلى أهداف عسكرية، نظراً لاحتوائها على مقارّ قيادية، ثكنات ومصانع عسكرية، مرابض مدفعية وقواعد صاروخية ومحطات للخدمات اللوجستية والأركانية للقوات، التي تعتدي على الأراضي اللبنانية.

– إنّ الإنجاز الوحيد الذي حقّقه “الجيش” الإسرائيلي، خلال ما يُطلق عليه مسمى “المناورة البرية”، هو فقط تدمير البيوت والبنى التحتية المدنية، وتجريف الأراضي الزراعية في البلدات الحدودية.

– أثبتت الأسابيع الأخيرة أنّ تشكيلات المقاومة تمكّنت من ترتيب هيكليتاها وبمختلف المستويات، وهذا ما يعكسه ارتفاع وتيرة عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات الانقضاضية، على مختلف الأهداف داخل “الكيان المؤقت” (تسمية أطلقها الشهيد السيد نصر الله على كيان الاحتلال) حتى “تل أبيب”.

– إنّ المجاهدين في الجبهة الأمامية عند الحدود الجنوبية، وبفعل ضرباتهم الدقيقة والمتكررة، وقدرتهم العالية على التصدي لتوغّلات العدو وتدمير دباباته وآلياته، تمكنوا حتى الآن من إجبار قواته على المراوحة عند حدود قرى الحافة فقط، ومنعها من التقدّم في اتجاه قرى النسق الثاني من الجبهة، أو الاقتراب من مجرى نهر الليطاني.

تأكيد البقاء على العهد للأمين العام الشهيد.. ومعاهدة الشيخ قاسم الثبات

وفي أربعينية شهيدها الأسمى والأقدس، الشهيد السيد نصر الله، أكدت المقاومة الإسلامية أنّها “على العهد والوعد، ستبقى وفيةً لدماء شهدائها، وستمضي في تحقيق الأهداف التي ارتقوا من أجلها، وعلى رأسها رفعة وكرامة شعبها الأبي وحرية بلدها وسيادته”.

وختمت بيانها بشأن تطورات معركة “أولي البأس” معاهدةً الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، “أنّها ثابتة على درب الولاية، حتى تحقيق النصر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *