ديسمبر 3, 2024

الكاتب : نزار حيدر

نـــزار حيدر لـ [العالَم الجَديد] و [[كلِمة] عن سياساتِ الرَّئيس الأَميركي الجديد في المنطقة ومَوضُوع [مُذكِّرة القَبض]!

١/ إِستراتيجيّاً فمِن غيرِ المُتوقَّع أَن يُغيِّر الرَّئيس الأَميركي الجديد شيئاً فيما يخصُّ ملفَّات الشَّرق الأَوسط، باستثناءِ أَنَّهُ سيستخدِم [القوَّة الخشِنة] لتنفيذِ تفاصيلِ ما فشَلت بتنفيذهِ الإِدارة الحاليَّة والتي انتهجَت سياسة [القوَّة النَّاعمة] خاصَّةً فيما يخصُّ مِنها مُساعدة الدَّولة العراقيَّة في تفكيكِ الميليشياتِ وحصرِ السِّلاحِ بيدِ الدَّولة والتحكُّمِ أَكثر بحركةِ الدُّولار لمكافحةِ غسيلِ الأَموالِ وتهريبِ العُملَةِ وتمويلِ الإِرهابِ.

على صعيدِ ملفِّ التَّصعيد الحالي فإِنَّ الرَّئيس ترامب كالآخرين يُؤمِنُ بأَنَّ حرب نتنياهُو هي حربهِ الدينيَّةِ ولذلكَ سيُواصل دعم [إِسرائيل] بكُلِّ السُّبُلِ لتحقيقِ أَهدافِها من خلالِ مساعدتِها بشَكلٍ أَكبر وأَوسع على تنفيذِ الخرائطِ التي أَظهرها نتنياهو من على منبرِ الأُممِ المتَّحدَة.

ولا ننسى هُنا فإِنَّ ترامب هو صاحب مشرُوع [صفقَة القِرن] الذي عملَ عليهِ فترة رئاستهِ الأُولى ليعودَ الآن إِلى المكتبِ البَيضاوي ليُكمِّل من النُّقطة التي توقَّفَ عندها والتي وصلَ إِليها التَّصعيدِ الحالي!.

على صعيدِ الملفِّ الإِيراني فإِنَّهُ سيعودُ يُمارس سياسَة [أَقصى الضَّغط] التي مارسَها ضدَّ طهران في رئاستهِ الأُولى، خاصَّةً إِذا فكَّرَ بصفقةٍ جديدةٍ معها فيما يخصُّ الملفِّ النَّووي بعدَ أَن أَصبح إِتِّفاق [٥+١] من الماضي.

ومن غيرِ المُستبعد أَنَّهُ سيعطي، قبلَ ذلكَ، الضَّوء الأَخضر لـ [تل أَبيب] لقصفِ المُنشآت النوويَّة الإِيرانيَّة أَو تخريبها وعرقلةِ نشاطِها، وهو الأَمرُ الذي أَشارِ إِليهِ خلالَ حملتهِ الإِنتخابيَّة، فذلكَ هوَ أَقوى قاسمٍ مُشتركٍ يجمعهُ معَ نتنياهو.

وبرأيي فإِن عَين ترامب ستتركَّز على مشرُوعِ [صفقةِ القرنِ] الذي يعتبرهُ مُنجزهُ التَّاريخي إِذا تحقَّقَ، ولذلكَ فسيتعامل معَ كلِّ الأَطرافِ في المنطقةِ على أَساسِ ما تُقدِّمهُ لهُ من مساعدةٍ بهذا الخصُوصِ أَو ما تبذلهُ من جُهدٍ لعرقلتِهِ ووضعِ العصي في عجلةِ المشرُوعِ وعلى مُختلفِ الأَصعدةِ [الماليَّة والأَمنيَّة والسياسيَّة والديبلوماسيَّة] وغيرِها.

ولهذا فإِنَّهُ يعتبِر ما [أَنجزهُ] نتنياهو لحدِّ الآن يُساعدهُ على تنفيذِ المشروعِ الذي يعتمدُ من بينِ ما يعتمد على مُفردةِ [التَّهجيرِ] وتفكيكِ سلاحِ [المُقاومةِ] لخلقِ الأَرضيَّةِ الآمنةِ للمشرُوعِ، حسب تصوُّرهِ!.

٢/ مُذكَّرة القَبض الصَّادرة عن القضاءِ العراقي بحقِّ الرَّئيس السَّابق والحالي دونالد ترامب والتي صدرت برغبةٍ مُلحَّةٍ من الجارةِ الشَّرقيَّة الجُمهوريَّة الإِسلاميَّة في إِيران عقِبَ عمليَّة المطار ستكونُ عامل إِزعاج للحكومةِ العراقيَّةِ ومصدَر قَلق وأَرق لقُوى الإِطار التَّنسيقي على وجهِ الخصُوص ولسان حالهِم [ليتنا لم نفعلَها].

ولَو لم يُعلِن عنها وقتها رئيس السُّلطةِ القضائيَّة واكتفى بقرارِ القاضي لهانَ الأَمرُ ولأَمكنَ لفلفتَها بشكلٍ من الأَشكالِ، إِلَّا أَنَّ إِصرارَ القاضي زَيدان أَدخلَ الدَّولة كُلَّها في حرجٍ كبيرٍ!.

وأَنا على يقينٍ من أَنَّ الرَّئيس ترامب لا يُفوِّتها لهُم في خُططهِ بشأن الملفِّ العراقي ولكن ليسَ بالضَّرورة أَن يتحدَّث عنها بالإِعلام.

أَقُولُ ذلكَ، خاصَّةً وأَنَّ السيِّد زَيدان مُتَّهمٌ هُنا في واشنطُن بأَنَّهُ ذراع الجارة إِيران الضَّاربة في عُمقِ الدَّولةِ العراقيَّةِ، وهذا ما أَشارت إِليهِ الكثير من الدِّراسات والبحُوث والمقالات التي نُشرت هنا عن المراكزِ البحثيَّةِ وبالأَدلَّةِ والإِثباتاتِ.

ليسَ أَمام مُؤَسَّسات الدَّولة العراقيَّة [البرلمان والحكُومة والقَضاء والقُوى السياسيَّة] إِلَّا أَن تتعامل مع الأَمرِ الواقعِ الجديدِ حتَّى إِذا كان ذلكَ على حسابِ كرامةِ المسؤُولينَ في بغداد خاصَّةً زُعماء الإِطار التَّنسيقي، فيلزمهُم تجاهُل عمليَّة المطار عام ٢٠٢٠ وإِرجاء الأَخذ بالثَّأرِ إِلى إِشعارٍ آخر! خاصَّةً وأَنَّهُم مُتعوِّدُونَ على الإِنحناءِ كُلَّما تعرَّضت سُلطتهُم ومصالحهُم ونفوذهُم للخطرِ! فالعراق يؤَكِّد دائماً على تصميمهِ وسعيهِ الدَّؤُوب لتتفيذِ إِتفاقيَّة الإِطار التَّنسيقي بينَ بغداد وواشُنطن والتي تنصُّ على مسؤُوليَّة الوِلايات المُتَّحدة في حمايةِ النِّظام السِّياسي والديمقراطيَّة في العراق والتي قالَ عنها الرَّئيس ترامب أَكثر من مرَّة بأَنَّ على السَّاسة العراقيِّين أَن يدفعُوا الثَّمن لحمايتهِم، ففي قامُوس ترامب رجُل الأَعمال لا شَيء بالمجَّان!.

فما هو الثَّمن الذي سيدفعهُ ساسَة بغداد لاستحصالِ حمايةِ القادمِ الجديدِ للمكتبِ البَيضاوي؟!.

هذا ما ستكشفهُ الأَيَّام القادِمة!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *