الكاتب : غيث العبيدي
ينظر الاسلام الوهابي إلى الإسلام السني، على أنه مجموعة تقسيمات، يمكن اختزال الأهم منها ”العقائدي والفقهي“ بشكل كامل، فيما تشكل التقسيمات الأخرى، ظواهر ثانوية تحدث جنبا إلى جنب أو بالتوازي مع الوهابية، ويمكن تضمين المنسجم معها بسهولة لأنها “أي الوهابية“ تمتلك القدرة على فهمها، والعمل كقوة سياسية ودينية متماسكة وصولا لتمركز القيادة في السعودية بيدها، وتتجه أنظار وقلوب وعقول جميع مسلمي الإسلام السني إليها، حتى تصبح الممثل الاكثر رسمية للإسلام السني في العالم، ويمكنها صناعة شخصيات دينية وسياسية تعضد المهمات الدينية والاجتماعية إليها، تضع المسلمين في متاهات معقدة يصعب عليهم فمهما، ولا يبالون في إدراكها، وليس لديهم باعث حقيقي في الفرار منها أو الوصول إلى نهايتها واكتفوا ب… ”ذبها براس عالم واطلع منها سالم“ ولا يهمهم نوعية ذلك العالم سواء كان مسلم مخير أو متأسلم مسير.
▪️ الاسلام الوهابي وتهييج الشعوب الإسلامية.
أخرجت الوهابية كل من يخالفها العقيدة والانتماء، من السياق الاسلامي العام، وأقصت كل من يخالفها متبنياتها الدينية من باقي المذاهب الإسلامية، وركزت في ذلك على ”الحالة الشيعية“ فأبتدعتهم ووصلت بهم إلى درجة الشرك والتكفير، والزمت المسلمين بعدم التعامل معهم، وهيجتهم ضدهم، واستفزتهم بالمسلمين السنة المخالفين لهم، وذبحتهم في أهم معاقلهم، في العراق وإيران واليمن والبحرين ولبنان وسوريا ونيجيريا وباكستان ووو…الخ، وبنفس الوقت رفعت حالة الانفعال معها بشكل غير طبيعي، وربطت افكار عامة الناس من المسلمين السنة، بالنصوص الدينية التي تستخرجها، فتناغموا معها وتناسقوا وأنسجموا، لدرجة أصبح فيها المسلمين السنة في وسط الجزيرة العربية، لا يشعرون بالتناقض الكبير بين ما يحمله جوهر الاسلام وما تحملة الوهابية من أفكار مخالفة له.
▪️ الاسلام الوهابي والتحالف مع الصهيونية.
أحتاجت الصهيونية إلى بنية دينية وسياسية، تتزعم وتتصدر المشهد الاسلامي، في المكان الذي تهفوا إليه قلوب جميع المسلمين في العالم، ومحط أنظارهم، وقبلتهم ومأزر إيمانهم، وفي المكان الذين يطمئنون فيه، لكن اي طمئنة ؟
الطمئنة المرتبطه بالقناعات المهمة، كقناعة السلوك والأمان، التي انشدوها فأهتدوا إليها، وبذلك يميلون للأسباب التي جعلتهم مطمئنين كل هذا الاطمئنان، في إشارة إلى الاسلام الوهابي القائم بأمر الدين في السعودية.
فبادر الصهاينة الى استغلالها، باعتبارها تتبني فكر ديني متطرف، وهذه الخطوة لا زالت متبعة في السعودية، بل وفي كل البلدان الواقعة تحت تأثير الوهابية، وسأعطي هنا بعض الامثله على ذلك سواء كانت امثله ظاهرة أو مخفية.
المثال الأول.
صدرت الوهابية الجهاد الارهابي، إلى الدول التي تريدها الصهيو ـ امريكية، دول متضعضعة ومنهزمه ومفككه ومشتته، كالعراق وسوريا واليمن ولبنان ”محور المقاومة“ العدو الأول لإسرائيل، وأضطرت لأن تستولد تنظيمات إرهابية كثيرة حتى تبقيها تحت طائلة الخراب والدمار، أملين في انهيارها باسرع وقت ممكن خدمة للكيان الصهيوني.
المثال الثاني.
المال الوفير الذي تتلاعب به الوهابية، قسم منه يذهب لدعم التنظيمات الإرهابية، التي تعمل لصالح الصهياينة، والقسم الآخر محفوظ في البنوك الغربية، ذات الانتفاع اسرائيلي، حتى تبقى أيدي الوهابية والصهيونية متشابكتين بالفتاوى وبالاموال.
المثال الثالث.
قال الرئيس “إسحاق بن زفي” وهو الرئيس الثاني للدولة اليهودية الإسرائيلية في كتابه “الدونمة” وقد ألّفه بالعبرية… وترجمه إلى الانكليزية اليهودي ”إسحاق عبادي“ وأصدرته دار النشر اليهودية في أميركا عام 1957، وأُعيد طبعه مرة ثانية عام 1961.
يقول إسحاق بن زفي مؤلف كتاب ”الدونمة“ بالحرف الواحد في الصفحة 232،
(هناك طوائف دينية لا تزال تعتبر نفسها جزء من بني اسرائيل، ومنهم الطائفة الوهابية والتى ظاهرها أسلامي إلا أنها تقيم سرا شعائرها اليهودية)
المثال الاخير.
بعد أن كانت متشددة ومتطرفة، تحولت الوهابية بقدرة قادر، وركبت عربة اليسار الغربي، وأصبحت تشجع الانفتاح الترفيهي المفتوح، وتدعم كل المسببات التي تنشر الرذيلة والبغي والابتذال، تمهيدا لنشر الالحاد بين صفوف المسلمين في السعودية، والمجتمعات المرتبطة بها على غرار المجتمعات الغربية.
واخيرا..
مناخ طوفان الأقصى، ومعارك حزب الله، واليمن والعراق، وإيران، مع الكيان الصهيوني، اثبت بالأدلة العقلية والنقلية أن الاسلام الوهابي، جناح ديني يهودي، سعى ويسعى دائما، لصنع احتشاد عربي وإسلامي خلف الصهاينة، ومن قلب الكعبة.
وبكيف الله.