الكاتب : غيث العبيدي
معاودة الظهور لحزب البعث الصدامي في العراق، بعد أكثر من عقدين من الزمن، يراه الكثيرين أمرآ ليس له صادر ولا وارد، وان الأحداث والاحوال والأوضاع في العراق قد تجاوزته، وأصبح عبارة عن حزب متخلف وبالي وغير صالح للاستعمال، ولم يعد سببا كافي للنقاش، أو تشخيص الذنوب، فقد محاه الزمن وغيره وأذهب أثره، وبالرغم من كل تلك المعطيات أن وجدت أو صحت وظهر أثرها هنا وهناك، الا أن النفس والروح والنبض البعثي يلقى تجاوبآ لدى الكثير من العراقيين، المستائين والساخطين والغاضبين على النظام السياسي الحالي، سواء لحق بهم ضرر معين، أو سوء تصرف مقصود أو غير مقصود، أو من ذوي السلوك الطائش، ومشتتين الاهواء، والغير متماسكين، والبعثيين القدماء، والكارهين للاسلام السياسي، والعاشقين للعلمانية.
والسؤال المهم هنا هو…
هل سيتغلب التجاوب مع البعث على أولويات القانون والدستور في العراق؟
قد يغير حزب البعث مضطرا أستراتيجيته وأساليبه التقليدية عند الحاجة، وسبق وفعلها وغير نظامه العلماني مرتين !! مرة بعد سقوط مشروعه القومي في غزوا الكويت، وحرب الخليح، واتجه إلى الاسلمه الاجتماعية والخطاب السياسي المشحون بالإيمان ”الحملة الإيمانية“ ومرة ثانية عندما تعاون مع داعش، وقد يغيرها مرة ثالثه، ويعتمد على عملاء غير رسميين، وأفراد عاديين يعيشون حياة طبيعية، ومجموعات وأفراد يشغلون وظائف متنوعة ” سياسيين، رجال دين، صحفيين، رجال اعمال، موظفين، طلاب“ يسكنون في مناطق مختلفة، ومن بيئات مختلفة، من الانبار وصلاح الدين، ومن البصرة والناصرية، وأستبدال الرموز، ومن كانت عليهم العيون مفتوحة، بآخرين بعيدين كل البعد عن العيون والشكوك والمراقبة، لتنفيذ مهام مختلفة، تزيد من حجم التجاوب مع الفعاليات البعثية الإيجابية، ونشاطات مكثفة وبشكل متكرر، لتلميع صورة البعث وتجاوز جرائمه وسلبياته، وتظهره بمظهر الحزب الاستثنائي المتميز.
الاصرار السياسي والإعلامي والاجتماعي، وبعض الديني، على أن حزب الدعوة فشل وكرر الفشل، منذ 2003 والى هذه اللحظه، وملازمته والإقامة عليه، وتعزيزه بين الأوساط الاجتماعية في العراق بمختلف أنتمائتها، فأن لم يستحق النبذ والأبعاد فحتما يستحق التحجيم وسلب القرار، والعمل على أن تأخذ الاحتمالات الممكنة الاخرى مجراها بعيد عنه، ماهي بالحقيقة الا عملية فتح قنوات اتصال مع ”البعث الجديد“ ذو القيادات المتعددة، الضبابية والغير واضحة المعالم لحد هذه اللحظه، يملكون مشاريع تنسجم مع الكثير من التنظيمات الناشئة ذات الولاء الواحد والانتماء المتعدد، وهناك حراكات خارجية غربية وعربية، تعمل على تمهيد الطريق لعودة البعث من جديد، وهذا ما أكده الزعيم السياسي الفذ ”نوري المالكي“ في اخر خطاباته.
وبكيف الله.