الكاتب : غيث العبيدي
غيث العبيدي...ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
الف باء الشرائع السماوية، والقوانين الوضعية، والجوانب الإنسانية، تقر بحق الأفراد والجماعات والكيانات والدول، في الدفاع عن نفسها، أمام الاخطار والعمليات والتهديدات التي تنذر بعمل عدواني يهدد أمنها وسلامتها، وهذا أمر معروف وشائع بين جميع الأوساط الدينية والاجتماعية والدبلوماسية في العالم، أذا لماذا يصر ”النتن ياهو“ ومن يعمل قبله ”أمريكا“ على وضع شرط متفق عليه مسبقا، وأخرجته جميع قوانين وقواعد المؤسسات الأممية ”الأمنية والعدلية والإنسانية“ للحماية من المنخرطين بشكل مباشر أو غير مباشر بالأعمال العدائية، ويعطيها الحق في الدفاع عن نفسها، ومنحها حرية واسعة في تفسير هذا الحق؟
ولماذا أعيد تكرار هذا المصطلح أكثر من مرة على لسان الأمريكيين والغربيين بعد عملية طوفان الأقصى ؟
الحقيقة أن التمسك بهذا الشرط، بهذه الكيفية وبنفس هذه الصورة، له اكثر من وجه..
▪️ الوجه الاول..
يعد هذا الشرط مستند رسمي، للقيام بسلوكيات أنانية وأنفعالات مرضية صهيونية، للبقاء في أجواء المعركة، ومسوغ قانوني، تعتمد عليه الحكومة الاسرائيلية، للأستعلاء والاستفحال والاستقواء على حزب الله اللبناني، بأفعال عدوانية مبررة مسبقا، وسيشيعون رواية ”ها قد عاد حزب الله لزمن الدم والفوضى“ ورصد تحركات مشبوهة، ينوي حزب الله القيام بها مستقبلا، مما يعطيهم هذا الشرط الحق في القيام بأعمال عسكرية عدوانية بأسم المجتمع الدولي، والرأي العام العالمي، في داخل الأراضي اللبنانية، وأن حزب الله اللبناني، خالف وانتهك حرمة الوائح الدولية، وقوانين وقف الحرب بين الطرفين فوجبت معاقبتة وأيلامه والقضاء عليه.
▪️ الوجة الثاني..
يمثل هذا الشرط ”الرأي النموذجي الإسرائيلي“ لتحجيم حزب الله، ونزع اسلحتة الثقيلة، وأبعادة عن المواجهة مع إسرائيل، إلى ما وراء نهر الليطاني، وخروجه من الحرب بلا قوة، وبدون هيبة، منكسر ومنهك، ولا يقوى على مواصلة المواجهة، وأعتراف رسمي بأنه انهزم، ولا طاقة له بالقوة العسكرية الإسرائيلية.
الجيش الاسرائيلي فقد الكثير من قوته، خلال مواجهته مع حزب الله اللبناني، وفقد على إثرها شرعية ”الوحدة والثبات“ وتدخل حزب الله في الحقول التي يلعب بها، وقلبها رأسا على عقب، مما عمق الانقسامات الداخليه الصهيونية، وهز الكيان الصهيوني هزه أسقط فيها ثماره وفصل جذوره، ويمثل هذا الشرط ”للنتن ياهو“ والحكومة الإسرائيلية والجيش، ثمة فرصة ذهبية للخروج بعمل صائب يلقى رواج اعلامي سيشكرهم عليه الصهاينة.
وبكيف الله.