الكاتب : نزار حيدر
نــــــزار حيدر لـ [إِرَم نيُوز] عن جهودِ ثني الفصائلِ عن توريطِ العراق
١/ لقد بدأَ العراق يتحسَّس الخطَر الذي يقترِب منهُ يَوماً بعدَ آخر بشكلٍ جديٍّ، مُستشهِداً بالرِّسالةِ التي بعثَ بها وزير خارجيَّة [إِسرائيل] إِلى مجلسِ الأَمنِ الدَّولي يَومَ أَمس، والتي تُعدُّ الأُولى من نوعِها بالنِّسبةِ للعراق، وهوَ الأَمرُ الذي يدعُو كُلَّ المعنييِّنَ في البلدِ، مَن بيدهِم زِمام الأُمور ومُنظَّمات المُجتمعِ المدني وعلى رأسِها العشائِر وحتَّى الفصائِل المُسلَّحة، إِلى تغليبِ العقلِ والمنطِق في التَّعامُلِ معَ المخاطرِ المُحدِقةِ بالعراق والذي يسعى المُتربِّصُونَ بهِ لدفعهِ لها دفعاً، وذلكَ من أَجلِ حمايتهِ وحمايةِ الأَمنِ القَومي ومصالحهِ الوطنيَّةِ العُليا.
وانطلاقاً من هذا الشُّعورِ بالخطر، يتحرَّك الجميع اليَوم [ومنهُم العشائِر الغَيورة] لثني الفصائلِ عن العبثِ بأَمن العراق، وإِقناعها بالعقلِ والمنطقِ بوجوبِ إِحترامِ الدَّولةِ وسيادتها ومؤَسَّساتها الدُّستوريَّة.
فالعنتريَّاتُ والنَّشاط الإِستعراضي وعَرض العظلات [عالفاضي] لا يخدِم البلد أَبداً وأَنَّ من واجبِ الدَّولة أَن تبذِل قُصارى جُهدَها لوقفِ كُلِّ مَن يسعى للعبثِ بأَمنِ الدَّولةِ عندَ حدِّهِ.
وليسَ صُدفةً أَو من بابِ التَّهويلِ دعا المُشرِّعِ لإِنزالِ أَقسى العقُوبةِ بمَن يعبَث بأَمنِ الدَّولةِ بقَولهِ تعالى {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
فالأَمنُ أَولويَّةٌ قُصوى لا تُضاهيها أَيَّة أَولويَّةٍ أُخرى لأَنَّها حجَر الزَّاوية في المُجتمعِ تُبنى عليهِ كُلَّ شيءٍ!.
وإِنَّ تكرار تذكير القائد العام للقوَّات المُسلَّحة اليَوم بأَنَّ قرار السِّلمِ والحربِ بيدِ الدَّولة [مجلس النوَّاب ورئاسة الجمهوريَّة ورئيس مجلس الوُزراء حسبَ نصِّ المادَّة (٦١/ تاسِعاً) من الدُّستور] تذكيرٌ بواجباتِ كُلِّ الأَطرافِ لتحمُّلِ مسؤُوليَّاتها لحمايةِ البلدِ وأَمنهِ القَومي ومصالحهِ الوطنيَّةِ العُليا.
ولقد قالَ خيراً عندما أَعلنَ اليَوم النَّاطق الرَّسمي باسمِ القائِد العامِّ عن قرارِ الحكُومةِ بمُلاحقةِ كُلِّ مَن يعبث بأَمنِ الدَّولة ويُعرِّضها للخطرِ رافضاً زجِّ البلادِ بأَزماتٍ في غنىً عنها.