ديسمبر 26, 2024
download (1)

الكاتب : عبد المنعم الاعسم

اجابة عبدالمنعم الاعسم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- هل سيكون للمرأة في الدول العربية نصيب من التغيرات المحدودة التي طرأت حتى الآن على مجتمعات هذه الدول كأحد نتائج الربيع العربي؟
*اولا، التغييرات إذا نظرنا اليها بالمعيار الواقعي اللاايدلوجي ليست محدودة، فقد حصل زلزال في نمط اللحظة التاريخية وسياقاتها من حيث دور الشارع وحركة الاحتجاجات في صناعة النظام السياسي لدول المنطقة، وعلى هذا سيكون للمرأة، كقضية اجتماعية، وتكوينية، دور كبير، وسينمو من اشكاله البسيطة الى ذرى المفاعيل الاكيدة مع نمو معارف الحرية والمساواة.
2- هل ستحصل تغيرات على الصعيدين الاجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية التي تعاني منها نساء الشرق؟
وإلى أي مدى يمكن أن تحصل تغيرات جوهرية في ضوء الحراك الشعبي الواسع والخلاص من رأس النظام وبعض أعوانه في أكثر من دولة عربية؟
*بالتأكيد ستحصل تغييرات في منظومة القيم المذكورة، لكن هذه التغييرات لن تتحق بطريقة ميكانيكية، بل عبر مخاضات معقدة وعلى مسارين، يتحدان ويفترقان باضطراد، الاول، في مجال الحقوق الاجتماعية(الاسرة. فرص العمل. المساواة في القوانين. التشريعات..الخ) والثاني، في مجال المساواة الجنسية إذ تتراجع التمايزات الخلـْقية بين الجنسين الى مناسيب متسارعة وتتسع قاعدة المعارف حول الحرية الجنسية على نطاق واسع.
ان الحراك الشعبي الذي اطاح برؤوس متجبرة في انظمة الحكم بالمنطقة سيبقى مفتوحا على احتمالات التصاعد قدما نحو استكمال اطاحة الرؤوس الاخرى، وتحقيق تغييرات مهمة.
3- ما هو الأسلوب الأمثل لنضال المرأة لفرض وجودها ودورها ومشاركتها النشيطة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الإسلامية السياسية إلى الحكم؟
*هذا السؤال يمس قضيتين مختلفتين في مفهوم “نضال المرأة” الاولىـ قضية النساء بشكل عام إذ ينبغي العمل بمختلف الاشكال على حماية حقوقها المدنية اوانتزاعها من المؤسسة الاجتماعية المناهضة لتلك الحقوق، والثانية، قضية الطلائع النسوية التي تتبنى مشروع تحرير المرأة الناجز من نفسها (من تاثير النساء المحافظات في الحركة النسوية)ومن النظام الاجتماعي الذكوري القهري، والمنزلي، وفي كل الاحوال، فان الاسلوب الامثل للنضال هو تنمية احتجاجات الشارع والانخراط بها.
4- تدعي الأحزاب الإسلامية السياسية بأنها تطرح إسلاماً ليبرالياً جديداً وحديثاً يتناسب مع فكرة الدولة المدنية. هل ترى-ين أي احتمال للتفاؤل بإمكانية شمول حقوق وحريات المرأة ضمن البرنامج السياسي الإصلاحي الاحتمالي لقوى الإسلام السياسي, وهي التي تحمل شعار “الإسلام هو الحل”؟
*في الطور الاول، البسيط، من معركة الحقوق الاجتماعية للمرأة، يحدث ان تشترك فئات متنورة(ليبرالية) من الاسلاميين في حركات الحقوق المدنية للنساء، وخلال ضراوة المعركة، يتعمق الفرز في صفوف هذه الفئة إذ ينكفئ بعضها ويرتد الى مربع التشريع فيما يطور البعض الآخر مواقفه مع تطور وعي الحقوق باتجاه المساواة الحقيقية.
5- هل تتحمل المرأة في الدول العربية مسؤولية استمرار تبعيتها وضعفها أيضاً؟ أين تكمن هذه المسؤولية وكيف يمكن تغيير هذه الحالة؟
* تتحمل المراة في هذه الدول وفي غيرها من دول الاستبداد الشرقي المسؤولية الجزئية عن تبعيتها وضعفها، لكن المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الرجل الشرقي، المستبد والاناني، وتكمن مسؤولية المرأة، هنا، في خداع النفس بانها محمية بخصوصية فضيلتها على الانجاب وبفروض قيام الرجل بواجب تأمين لقمة عيشها.
6. ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحرير نفسه والمجتمع الذكوري من عقلية التسلط على المرأة ومصادرة حقوقها وحريتها؟
*يستطيع الرجل ان يحرر نفسه والمجتمع الذكوري من عقلية التسلط على النساء في حال وعى لاعدالة العلاقة بينه وبين المرأة وعمل على تصويب هذه العلاقة باشاعة المساواة.
عندما تهين وزيرة المرأة.. المرأة
عبدالمنعم الاعسم
هذا ما حدث بالضبط، بل هكذا يكتب الانكفاء قصته، فصلا فصلا. اما الخاتمة فان ثمة صفحات تفصلنا عنها، بانتظار ان يقول المتفرجون على المهزلة كلمتهم:
فلأول مرة، ربما من عهد اول وزيرة في التاريخ هي الوزيرة الفرعونية “نِبـْتْ” قبل ما يزيد على سبعة آلاف سنة، لم تجرأ امرأة في وظيفة وزيرة شؤون النساء، كما يجري لدينا في عراق ما بعد نظام الحزب الواحد، على ان تنصب من نفسها مرجعا يعلن معارضته (او تحريمه) لمساواة النساء بالرجال، والاصرار على ان ترهن المرأة نفسها في “معلف” الرجل بموصوف القوامة الابدية، فان الوزيرة السيدة ابتهال الكاصد اخذت هذا “الامتياز” برهاوة، وزادت عليه باوامر الحجاب وتكفين النساء بزيّ تختاره هي.
لابد ان نحفظ للوزيرة الكاصد هذا الاختراق التاريخي المسجل، في الاقل، باسم نساء كثيرات في دول كثيرة ممن يعارضن المساواة مع الرجال، ويقدن حملات تدعو لترخيص تعدد الزوجات، وتشريع عبوديتهن، لكن، ليس بين هؤلاء الكثيرات، حتى الان، وزيرة للمرأة، مثل السيدة الكاصد.
لسوء حظنا، اننا فقدنا برحيل نزيهة الدليمي، الوزيرة الاولى في العالم العربي، زخم هذا التميّز على جيراننا وشركائنا الاقليميين، بل اننا، لسوء هذا الحظ، صرنا ننكفئ الى الوراء فننتج اجيالا من النساء الدعاة اللواتي لا يعرفن من حقوق المرأة غير تأمين “مِنـّة” الرجل عليهن بفتات العيش، وشفرات غسل العار، ولا يذكرن من امجاد المرأة غير مشاركتها بالحروب والفتوحات لتضميد زنود الرجال وتجديد فحولتهم، ولا يرين من مستقبل لنصف الخليقة الجميل غير منازل مزدحمة بالاولاد الرّضع وبالمكانس والطشوت واسرة النوم، فيما تقطع نساء العالم الآخر مراقي العلم والتصنيع والاكتشافات، وتُبهر العيون والعقول بابداعات لا تقل ائتلاقا عن ابداعات الرجال، وفي الكثير من الاحيان تتخطاها.
كانت البولشفية الكساندرا كولونتاي، الوزيرة الاولى في عصر الدولة ما بعد القيصرية تحضّ النساء على حماية الكرامة الانسانية وتنمية الذوق العام وبناء معارف الجمال والتمرين على تحقيق العدالة، وكانت تخاطب المرأة بقولها: لا تقبلي سيدتي ان يعاملك الرجل كوصيفة، ولم تكن تعرف ان زمنا نحسا سيأتي تتولى فيه نساء وظيفة صـُنع العبودية، وتجميل الذل لبنات جنسها نيابة عن الذكور
قلت.. نيابة عن الذكور، ولم اوضح عن ايّ جنس من الذكور تنيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *