ديسمبر 6, 2024
download (1)

الكاتب : نزار حيدر

نــــــــــــــــــــزار حيدر لـ [الشَّرق الأَوسط] عن مصيرِ [وحدة السَّاحات] بعد قرارِ وقف إِطلاق النَّار بين [إِسرائيل] وحزب الله!

   إِنَّ شعارَ وِحدة السَّاحات هو شِعارُ طهران الحَصري لحمايةِ نفسِها أَوَّلاً وقبلَ كُلِّ شيءٍ وظَّفتهُ الجُمهوريَّة الإِسلاميَّة لإِدارةِ الحربِ بالوِكالةِ، وقد حقَّقت بهِ نتائِجَ مُذهِلةً بغضِّ النَّظرِ عن الثَّمنِ الذي دفعهُ [الوُكلاء]!.

   وهي التي تتحكَّم بهِ، فتُرجئهُ متى ما أَرادت وتعيدُ تنشيطهُ متى ما رغِبت حسبَ اهتماماتِها بالأَمنِ القَومي للبلادِ والمصالحِ الوطنيَّةِ العُليا

وأَنَّ الفصائل المُسلَّحة في العراق، التي ترى نفسها جُزءاً من هذا الشِّعار، لا تشذُّ عن هذهِ القاعِدة.

   ولذلكَ رأَينا مثلاً أَنَّها لم تنخرِط في النَّظرية بعدَ أَحداث [٧ أُكتوبر] إِلَّا عندما انخرطَ حزب الله اللَّبناني، ما يعني أَنَّ هناكَ قراراً واحداً يصدرُ من المركزِ هو الذي يُحدِّد الزَّمان والمكان وحجمِ [الإِنخراط].

   وفي نفسِ الوقتِ رأَينا كيفَ أَنَّها توقَّفت بالكاملِ عن استهدافِ المُنشآتِ الأَجنبيَّةِ وتحديداً الأَميركيَّة على الأَراضي العراقيَّة ونقلِها إِلى الأَراضي السوريَّة في نفسِ الوقتِ الذي أَشار فيهِ الخطابُ السِّياسي الإِيراني إِلى ذلكَ وعلى لسانِ عددٍ من المسؤُولينَ الإِيرانيِّينَ عندما اتَّفقت بغداد وطهران على عدمِ اعتمادِ العراق كمُنطلقٍ لتصفيةِ الحساباتِ بينَ الأَعداءِ أَو المُتخاصمِينَ والمُتنافسِينَ، في هذهِ الفترةِ من الزَّمنِ على الأَقلِّ على الرَّغمِ من كُلِّ التَّهديدِ والوعيدِ والعربدةِ التي سمِعناها من الفصائلِ وزعاماتِها [الكارتونيَّة] كونَها ستسحَق الأَميركان في العراق والمنطقة إِذا [تدخَّلت] واشنطُن في التَّصعيدِ في غزَّة!.

   كان ذلكَ قبلَ عامٍ من الآن!

   تأسيساً على كُلِّ ذلكَ فإِنَّ النَّظريَّة ستتلاشى حالَ الإِعلان عن وقفِ إِطلاقِ النَّار بين [إِسرائيل] وحزب الله لأَنَّ مثلَ هذا القرار سيفصُل أَوَّلاً وِحدة السَّاحة بينَ غزَّة ولبنان، وهُما ساحَتان توأَمتان، فما بالكَ ببقيَّة السَّاحات التي انخرطَت للإِستعراضِ وليسَ لتركِ تأثيرٍ ملمُوسٍ على مُجرياتِ التَّصعيدِ العسكري والأَمني الذي تمرُّ بهِ المَنطقة مُنذُ عامٍ؟!.

   ٢٠٢٤/١١/٢٦

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *