الكاتب : ميلاد عمر المزوغي
التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة المحاصرة ,ايضا حزب الله كان يدرك انه اليوم التالي لغزة, عمل قصارى جهده على انهاك قوات العدو واجباره على ايقاف القتال في غزة, لكن العدو الصهيوني لم يكن وحده بل كان مؤازرا من زعيمة العالم المتصهين امريكا وبعض الدول الغربية .
نقدر موقف الحزب وخصوصيته, فهو حركة تحررية استطاع ان يحرر جنوب لبنان وقدم الاف الضحايا, وان اللبنانيين بمجملهم ليسوا على نهجه, بل بعضهم يناصبونه العداء(اولئك الذين كانوا يتعاملون مع العدو ابان احتلاله للبنان) ويتمنون الاجهاز عليه في اقرب وقت ممكن, وانهم يمثلون اعين العدو على الساحة اللبنانية, وتمثل ذلك في تمكن العدو من اصابة بعض الاهداف “المتحركة”.
قبول العدو بوقف اطلاق النار او بالأحرى السعي اليه وصياغة بعض بنوده, يدل على ان الحزب تمكن من ايلام العدو وانزال الخسائر به, وتمكن طائراته المسيرة وصواريخه من الوصول الى اغلب المناطق المحتلة ومنها تل ابيب, ما اجبر عديد المستوطنين المكوث في الملاجئ لأيام, واخلاء مناطق الشمال بالكامل وتدمير البنى التحتية والمواقع العسكرية والاستخباراتية.
السؤال الذي يتبادر الى الذهن ماذا عن وحدة الساحات التي اثخنت العدو بعد هدنة لبنان؟ وهل يلتزم العدو بالهدنة؟ وما هو مصير الحزب داخليا واثر ذلك على ما يجري في غزة؟ لا شك ان المقاومة في غزة تمر بمراحل عسيرة بسبب خذلان من يدعون الاخوّة الذين لم يقدموا على نصرتهم بل وللأسف ساهموا في حصارهم, 14 شهرا من الكفاح المستميت, لكن المقاومة ماتزال صامدة وتباغت العدو في غالبية المناطق بالقطاع التي يعتقد العدو انه قد اطبق عليها, حرب عصابات واستنزاف له ,قد تجبره على ابرام صفقة مع حماس ووقف لإطلاق النار بها ولكن, هل سيقدم القطاع على طبق من ذهب لسلطة رام الله, بعد كل هذا الدمار والتضحيات الجسيمة للتحكم به وضمه اليها لتتم مطاردة الشرفاء من سكانه كما تفعل بشرفاء الضفة؟.
المقاومون في مختلف الساحات يدركون انهم يقفون في وجه عالم لا يقيم وزنا للانسان,وان العالم بمجمله معاد للعرب والمسلمين ويسعون الى القضاء عليهم, انهم يقدمون ارواحهم فداء للوطن ولا يرتضون لأنفسهم وبني جنسهم حياة الذل والمهانة.
كنا نتمنى ان تكون الهدنة في لبنان وغزة متزامنة(ممهورة بأختام النصر), لئلا يتم الاستفراد بحماس وسكان القطاع الذين اصبحوا مشردين دون مأوى وابسط وسائل العيش, ولكن تلك كانت ارادة العدو ومن يساندونه ,ضرب وحدة الساحات والاستفراد بكل مكون على حده.
أيا تكن الامور, فالمقاومون يسطرون التاريخ بمداد من دمائهم الطاهرة, والدمار الشامل للمباني السكنية ومراكز الاستشفاء ودور العبادة والابادة الجماعية للسكان, تظل شاهدة على بربرية العدو ومن يقف معه,لقد اثبت العرب سنة وشيعة ومسيحيين, انهم يقفون صفا واحدا ضد المحتلين, وهم بذلك يسقطون الفتنة التي يسعى اليها اعداء الامة على مدى عقود.
هدنة لبنان لن تكون نهاية المعركة(الوجودية), لقد اثبتت لنا الاحداث, انه عند ارتقاء ارواح زعماء المقاومة الى الرفيق الاعلى, يولد زعماء جدد يحملون الراية, ويكملون المشوار.. وتحقيق النصر الكامل