الكاتب : صادق فياض الركابي
كثيرا ما نسمع ونرى عن الانتقادات الكثيرة للعملية السياسية في العراق وانا اعتقد ان هناك تضخيما لهذا الموضوع لان العملية السياسية ومخرجاتها تكاد تكون مشابه الى ما في كل العالم خصوصا الدول التي تتبع النظام الديمقراطي بحيث تكون العملية السياسية من مخرجات الانتخابات ثم تأتي الأغلبية والتوافق والمفاوضات وغيرها وهي التي تنتج الصورة النهائية للسلطات التشريعية والتنفيذية وحتى لا يذهب المقال بعيدا فأن ما يحدث في العراق ليس بدعا من القول فمنصب رئيس الوزراء يكون للشيعة بحكم اغلبيتهم وقد شغل هذا المنصب عدة شخصيات واخرهم السيد محمد شياع السوداني الذي اعتقد انه العلامة الفارقة بين الأسماء مما ولد حنقا ورفضا من بعض اطراف التحالف الشيعي لأنهم يعتقدون ان الرجل سيكون سببا في الغاء وجودهم من الذاكرة المجتمعية ولذلك فهم يعدون العدة للإطاحة بالرجل بالطرق الدبلوماسية واهم تلك الطرق هي جعل التيار الصدري بين معادلتين أولهما هو ترشيح السوداني وهذا من الصعب بمكان على اعتبار ان التيار قطع كل الخطوط بعد رفعه لشعار حكومة بن العباس والطريق الثاني هو دعوة التيار لترشيح شخصية تابعة له لتولي المنصب وهذا الطريق سيجعل الاطار الشيعي منتصرا من جهتين الأولى هي ان التيار لن يجد شخصية ناجحة يقوم بترشيحها وكل الذين سيقدمهم سيفشلون لامحالة والجهة الثانية هي التخلص من السوداني الذي اصبح وجوده يثقل كاهل البعض ويشكل لهم كابوسا مرعبا بعدما استطاع الرجل تحقيق نتائج طيبة خلال ولايته لا ينكرها الا المعاند المكابر فهل سيستطيع التيار وقيادته الخروج من هذا المأزق والفخ والالتفات الى ما سيجره تبنيه لمرشح جديد من المجازفة الحقيقية في إدارة الحكم في البلاد .