ديسمبر 6, 2024
Dr Fadhil Sharif

الكاتب : فاضل حسن شريف

الآية إشارة لحال المسلمين في مكّة قبل الهجرة قبال المشركين الأقوياء. أو إشارة لحال المسلمين في المدينة بعد الهجرة في مقابل القوى الكبرى كالفرس والروم. وحالة الأهل في لبنان الآن في ضيق وشدة مشابه للمسلمين قبل الهجرة وبعدها مما يتطلب ايوائهم ونصرهم والله تعالى سيجازي كل من يقوم بالايواء والمساعدة المالية والمادية لأهلهم اللبنانيين المهاجرين. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ﴿الأنفال 26﴾ المعنى: ثم ذكر سبحانه حالتهم السالفة في القلة والضعف، وإنعامه عليهم بالنصر والتأييد والتكثير، فقال “واذكروا” معشر المهاجرين “إذ أنتم قليل” في العدد، وكانوا كذلك قبل الهجرة في ابتداء الاسلام “مستضعفون” يطلب ضعفكم بتوهين أمركم “في الأرض” أي: في مكة، عن ابن عباس، والحسن. “تخافون أن يتخطفكم الناس” أي: يستلبكم المشركون من العرب إن خرجتم منها. وقيل: إنه يعني بالناس كفار قريش، عن قتادة، وعكرمة، وقيل: فارس، والروم، عن وهب “فآواكم” أي: جعل لكم مأوى ترجعون إليه، يعني المدينة دار الهجرة. “وأيدكم بنصره، أي: قواكم. “ورزقكم من الطيبات” يعني: الغنائم أحلها لكم، ولم يحلها لأحد قبلكم. وقيل: هي عامة في جميع ما أعطاهم من الأطعمة اللذيذة “لعلكم تشكرون” أي: لكي تشكروا، والمعنى: قابلوا حالكم التي أنتم عليها الآن، تلك الحال المتقدمة ليتبين لكم موضع النعمة، فتشكروا عليها.

عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (الأنفال 26) “واذكروا إذ أنتم قليل مستضعَفون في الأرض” أرض مكة “تخافون أن يتخطَّفكم الناس” يأخذكم الكفار بسرعة، “فآواكم” إلى المدينة، “وأيَّدكم” قوَّاكم “بنصره” يوم بدر بالملائكة، “ورزقكم من الطيبات” الغنائم، “لعلكم تشكرون” نعمه.

وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ﴿الأنفال 26﴾ الخطاب لصحابة الرسول صلى الله عليه واله وسلم يذكرهم اللَّه تعالى بما كانوا فيه قبل الإسلام من الضعف والخوف، والمهانة والفقر، وبما هم عليه بعد الإسلام من الأمن والمنعة، والغنى والعز، لأنهم استجابوا لدعوة الحياة التي دعاهم إليها اللَّه ورسوله، والغرض من هذا التذكير أن يستمروا على الطاعة والاستجابة لدعوة الحياة، ليعيشوا في ظلها أقوياء أعزاء. وأنهم متى أعرضوا وعصوا عادوا إلى ما كانوا فيه من الضعف والهوان كما هي حال المسلمين اليوم، بخاصة العرب.

جاء في صحيفة مدن ميديا عن كيف يواصل العراق دعم اللبنانيين؟ للكاتبة جنى الدهيبي بتأريخ 2024/11/22: في خطوات لافتة، تواصل السلطات العراقية مبادراتها تجاه لبنان والنازحين. وفي آخر جلسة للحكومة العراقية، صوتت بالموافقة على فتح باب التبرع بشكل طوعي أمام موظفي ومنتسبي الدولة كافة وذلك باستقطاع نسبة 1 بالمئة، من الراتب والمخصصات والراتب التقاعدي، لمن يرغب منهم، دعمًا للبنان وغزة. اقتطاع من الرواتب: حتى الآن، لم تظهر آثار هذه الخطوة وطبيعة عائداتها، التي قد تحتاج إلى شهر أو شهرين على الأقل، في بلد يواجه تحديات اقتصادية ويضم أكثر من 4 مليون موظف. ومن غير المعروف نسبة الموظفين الذين قد يبادرون إلى السماح باقتطاع هذه النسبة من رواتبهم، حتى وإن كانت 1 بالمئة. ذلك أن المبادرة الحكومية، جاءت بعد فترة وجيزة، من ظهور أزمة في سداد الرواتب في العراق، والتي تشكل أكثر من 65 بالمئة من ميزانيته، في مجموع يتجاوز 47 مليار دولار سنويًا. ويأتي ذلك، قبل تبليغ وزير الطاقة وليد فياض، عبر شركة النفط العراقية SOMO تقديم هبة جاهزة للبنان قوامها 15 مليون ليتر من الغاز أويل بقيمة 10 مليون دولار، في استمرار لاعتماد لبنان على الفيول الوارد من العراق وحاجته إليه خلال الحرب.

جاء في موقع سكاي نيوز عن الإمارات ترسل طائرة إغاثية لدعم اللاجئين اللبنانيين بتأريخ 2 نوفمبر 2024: أرسلت دولة الإمارات طائرة إغاثية لدعم اللاجئين اللبنانيين والعائدين السوريين إلى سوريا، مُحمَّلة بـ40 طنا من المواد الطبية الضرورية والإمدادات الغذائية الأساسية ضمن الحملة الوطنية المجتمعية “الإمارات معك يا لبنان”، استمرارا للاستجابة الإماراتية العاجلة للتخفيف من تداعيات الأزمة الراهنة. وفي هذا السياق، أكد سلطان محمد الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، أن “استمرار تدفق المساعدات الإماراتية إلى الأشقاء اللبنانيين والعائدين السوريين إلى سوريا يَعْكِسُ الالتزام الإنساني لدولة الإمارات بالوقوف مع الشعوب والمجتمعات في أوقات الأزمات، ويُعَبِّرُ عن النَّهج الإماراتي الراسخ نحو مد يد العون للمتأثرين والجرحى والمصابين”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *