الكاتب : نزار حيدر
١/ إِنَّ التطوُّرات الأَمنيَّة المُفاجئة التي تشهدها جارتنا الجمهوريَّة العربيَّة السوريَّة، تُؤَشِّر إِلى إِمكانيَّة تَوظيف الجماعات الإِرهابيَّة للأَوضاع الأَمنيَّة والعسكريَّة التي تشهدها المَنطقة بالمُجملِ لتحقيقِ أَهدافٍ عدَّة، ولذلكَ ينبغي على الجميع الإِنتباه إِلى ذلكَ وأَخذ الحيطة والحذَر لأَنَّ اتِّساع مثلَ هذهِ المُفاجآت الأَمنيَّة وتكرارَها يعيدُنا إِلى المُربَّع الأَوَّل، وهوَ أَمرٌ خطيرٌ جدّاً لا يقِلُّ خطورةً عن التَّصعيدِ الحاصِل في المنطقةِ بسببِ الجرائمِ غَير الإِنسانيَّة البشِعة التي يرتكبَها الكيان الصُّهيوني.
٢/ لقد أَثبتت التَّجرية أَنَّ العراق وسوريا بالنِّسبةِ للجماعاتِ الإِرهابيَّة كالأَواني المُستطرَقة، إِذا نشطت في واحدةٍ منها سيمتدَّ نشاطها إِلى الثَّانية، ولذلكَ يلزم أَن يتَّخذَ العراقيُّونَ كُلَّ الحيطةِ والحذرِ والإِستعداد أَكثرَ من غيرهِم بعدَ التطوُّرات الأَمنيَّة الحاليَّة في سوريا.
٣/ ولا يُمكِنُ أَن نستبعدَ العراق من إِحتماليَّة تمدُّد المشهد السُّوري إِلى أَراضيه؛
أ/ فالعمليَّات الإِرهابيَّة التي تنفِّذها هذهِ الجماعات مُستمرَّة في عدَّةِ مناطق من البلادِ لم تنقطِع منذُ الإِعلانِ الرَّسمي عن الإِنتصارِ النَّاجزِ على الإِرهابِ، على الرَّغمِ من حصادِ الرُّؤُوسِ الذي تنفِّذهُ القوَّات المُسلَّحة البطلَة في كُلِّ المناطقِ التي تختبِئ فيها الخلايا النَّائِمة وبالتَّعاوُنِ معَ التَّحالفِ الدَّولي.
إِنَّ أَعداد القتلى والمُعتقلين من العناصرِ الإِرهابيَّة تُنبِّئك عن ذلكَ.
ب/ وجود الحواضِن الدَّافئة وانتشارها في البلادِ والتي مازالت ترعى هذهِ الجماعات الإِرهابيَّة والتي تتستَّر عليهِم وتمُوِّلهم بأَسبابِ الحياةِ والدَّيمُومة لتبقى خلايا نائِمةً تنشَط عندَ الحاجةِ.
٤/ ولا نغفل هُنا عن دورِ الجهاتِ الدَّوليَّة والإِقليميَّةِ والمحليَّةِ في دعمِ تنشيطِ الخلايا الإِرهابيَّة عندَ الحاجةِ لمُمارسةِ الضَّغطِ والإِبتزازِ لحاجةٍ في نفوسهِم.
ولا يختلف إِثنان فإِنَّ الوَقت الحالي وظرُوفهِ بالنِّسبةِ لهذهِ الجهاتِ [فُرصةً تاريخيَّةً] سواء فيما يخصُّ العراق أَو سوريا. ٢٠٢٤/١١/٢٩