الكاتب : ميلاد عمر المزوغي
الثورات التي تفتقد الى القيادة الحكيمة تكون عرضة لانتهاك الانتهازيين الذين يسعون الى تحقيق مصالحهم, وتنفيذ اجندات خارجية, وقد اتضح ذلك جليا بتدخل الناتو بذريعة المحافظة على حقوق المدنيين, ترى اين هم اليوم من الارواح البريئة التي تسقط تباعا؟ ام ان هؤلاء ليسوا بشرا؟, والنتيجة لازلنا الى اليوم تحت الفصل السابع أي اننا قصر وناقصي اهلية,كلما اقتربنا من الوصول الى حلول وان لم تكن مكتملة, تدخل هؤلاء لعرقلتها وتسفيهها, وان الذين تولوا مقاليد الحكم في ليبيا الذين كانوا يقيمون في الخارج بدعوى معارضة النظام ,رجعوا (محملين بكل نفيس معتبرين ذلك حصتهم من الثروة وثمنا لاغترابهم الطوعي على مدى عقود)الى الدول التي آوتهم وناصرتهم بعد ان حققت بواسطتهم هدفها غير المعلن وهو ان يعيش الليبيون في دوامة العنف وخلف الفتن بين مكوناته.
في 2014 دمرت الميليشيات اساطيل النقل الجوي المدني بمطار طرابلس ,لم تقم الدولة (الحكومات المتعاقبة) بالتعويض عن الخسائر والنتيجة, أن مستخدمي تلك الشركات بدون رواتب وصلت العشرون شهرا, بينما يتباهى الدبيبة ويدعوا الى دعم القطاع الخاص للنقل الجوي, وفي العام 2023 الميليشيات المتحورة دمرت بدورها مراكز التعليم العالي / قسم النووية بكلية الهندسة, جامعة طرابلس, ولا عجب, فغالبية متصدري المشهد لا يملكون شهائد جامعية وان وجدت فهي مزورة, ولا يقيمون للتعليم العالي وزنا, فكل همهم الكسب السريع(البزنس).
الذين يملكون السلاح والمال والوجاهة لأجل الحفاظ على مواقعهم, يتقاتلون بين الاحياء السكنية ليكون القتلى من المدنيين وتدمر مساكنهم على رؤوسهم ,فالحكومة لن تقوم بالتعويض كعادتها, وأبناء هذه الاحياء وللأسف هم الذين يغذون نيران الحروب بأرواحهم مقابل اموال مسروقة من الخزينة العامة للشعب.
التشكيلات المسلحة تتقاتل من اجل النفوذ على مدى عقد من الزمن, عديد المناطق طاله التدمير والتهجير والقتل واخرها الاقتتال بين قوات الردع واللواء444,منتسبو اللواء 444 رجع إليهم (كبيرهم)المختطف, فاطلقوا الرصاص ابتهاجا ؛أليس من حق أسر الضحايا من المدنيين إقامة الأفراح لان أبناءهم يعدون من الشهداء .المدنيون الذين يحتفلون بعودة آمر444 ومن هم على شاكلته, هم أولئك المستفيدون من تشغيل ابنائهم برواتب تفوق مرتب أعلى درجة علمية, ربما التجا الابناء الى الانخراط في التشكيلات المسلحة لأنها الباب الوحيد المفتوح للارتزاق, فالحكومات المتعاقبة لم تسعى الى ايجاد فرص لعمل لهؤلاء وكأني بها(الحكومات) تؤزهم للانخراط في التشكيلات المسلحة, لانهم يرون فيها(الميليشيات) بقاءهم في السلطة ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.
إلى متى يظل من يطلقون على أنفسهم مشايخ وأعيان يغطون على جرائم أبناءهم المتهورين, الساعين إلى الكسب المادي مقابل إراقة دماء الاخرين؟, يامن تدعون المشيخة والوجاهة. كفاكم التغطية على ما يتم طبخه. فالطبخة احترقت.
لم نجد العذر لحكومة الاستقلال بتأجير الارض الليبية لدول اجنبية لاستخدمها كقواعد عسكرية, لأجل الحصول على بعض الاموال الزهيدة, لإعاشة الشعب الليبي حيث لم يظهر النفط بعد, اما اليوم فإننا نعد من يقوم بتأجير الارض الليبية للأجانب (قاعدة الخمس البحرية للأتراك-كمثال)لاستخدامها كقواعد عسكرية لتسع وتسعون عاما, ايا تكن الذرائع, خائنا بمرتبة عديم الشرف والكرامة.