الكاتب : فاضل حسن شريف
عندما يكون العدو بأضعاف مضاعفة من القوة بحيث يحصل دمار كبير بالأنفس والممتلكات والبنية التحتية للطرف الضعيف فإن من الحكمة والعقل التي أمرنا الله تعالى أن نجنح للسلم بدل الحرب المدمرة والا من غير الحكمة الدخول في نزاع غير متوازن القوى كما هو حاصل في الحالة العراقية. جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ” إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (الأنفال 61) “وإن جنحوا” مالوا “للسَّلْم” بكسر السين وفتحها: الصلح “فاجنح لها” وعاهدهم، وقال ابن عباس: هذا منسوخ بآية السيف وقال مجاهد: مخصوص بأهل الكتاب إذ نزلت في بني قريظة، “وتوكل على الله” ثق به “إنه هو السميع” للقول “العليم” بالفعل.
عن سماحة الشيخ محمّد صنقور: النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يعتمد السيف لنشر دعوته: أنَّ النبيَّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لم يُبعث بالسيف أي أنَّه لم يعتمد السيف لنشر دعوته وتبليغ رسالة ريِّه بل كان يدعو إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، نعم لجأ إلى التوسُّل بالسيف لرد المعتدين والدفاع عن المستضعفين من أتباعه ومقارعة أئمة الكفر والمحاربين الذين يقفون سدَّاً منيعاً دون وصول دعوته للناس، فبعد أنْ لم تُجدِ معهم العهود والأيمان المغلَّظة كان عليه أنْ يحاربهم لأنَّه إنْ لم يجاهدهم وتبنَّى عدم الشهر للسيف عليهم فإنَّهم لن يتركوه وشأنه بل سيعملون جاهدين على استئصاله والإجهاز على دعوته، لذلك أمره الله تعالى بمحاربتهم في مثل قوله تعالى: “وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ” (التوبة 12) فلو انتهوا عن عدوانهم وبغيهم وتخلَّوا عن مخططاتهم ومكرِهم بالمسلمين، وتركوا النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وشأنه لتركهم وتمحَّض عمله في الدعوة إلى رسالة ربِّه كما أمره الله تعالى بقوله: “وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ” (الانفال 61) وقوله تعالى: “فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا” (النساء 90).
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع الحرة واشنطن تعمل مع بغداد لمنع الانجرار إلى صراع الشرق الأوسط بتأريخ 8 نوفمبر 2024: الدبلوماسي الأميركي السابق، ديفيد شينكر، أكد لقناة “الحرة”، الأحد، ستستهدف الفصائل المسلحة في العراق، وأن ذلك مسألة وقت فقط، على حد قوله. أما المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي فقد أكد من جهته أن الحديث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات “ذرائع كاذبة”. الدكتور باسل حسين رئيس مركز كلوذا للدراسات وقياس الرأي العام العراقي، من عمان، قال لقناة الحرة إن هناك قلقا عراقيا بشأن أولويات الإدارة الأميركية المقبلة وسط توقعات بأن تكون السياسة الأميركية الجديدة أكثر تشددا بشأن الفصائل المسلحة وعلاقة العراق مع إيران فضلا عن الإعفاءات الأميركية للعراق لاستيراد الغاز الإيراني. لكن حسين أشار إلى أنه رغم هذه التشديدات، فإن العراق لن يكن ضمن أولويات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مقارنة بملفات مهمة أخرى مثل الحرب في غزة ولبنان والملف الإيراني. السلطات العراقية أكدت الأربعاء أن أراضيها لن تُستخدم “لتنفيذ هجمات أو ردود” في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة حيث تهدد إيران بالرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفتها. وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول عبد الله في بيان إن هذه مسوغات يراد لها أن تكون مبرراً للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه حسب تعبيره. وشدد المجلس وفقا للبيان على إن مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن الحرب، بحسب البيان.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع الأمة العراقية عن الحشديون ورثة فرسان صفين وابطال ثورات كربلاء والمختار والتوابين للكاتب رياض سعد: عام 2014 في الغراق: ولت الجموع الدبر وهرب الجميع واندحرت القوات العراقية المسلحة وتقهقرت الشرطة وسائر الاجهزة الامنية وخلت المحافظات الغربية من مظاهر الدولة وتواجد الحكومة ودفعت الانظمة العربية والاقليمية الاموال لتلك الحركات الاجرامية وقدمت لهم الدعم المعنوي واللوجستي والاعلامي ولم يبق في الساحة سوى الحشد الشعبي وبعض التشكيلات المسلحة العراقية البطلة والحقوا هزيمة نكراء بتلك الحركات والتنظيمات والعصابات ومن يقف وراءها وبات للحشد الشعبي قبولا وطنيا جماهيرا واقليميا ودوليا واضحى مضربا للأمثال في التضحية والنضال ومواجهة الاشرار واجهض مخططات الاعداء ولكن بطولات وصولات الحشد الشعبي لم تعجب ممولي الارهاب واعداء العراق وخصوم التجربة الديمقراطية والمتربصين بالعملية السياسية من عملاء الداخل واعداء الخارج وعندها بدأت حملات التسقيط والتشويه وبث الدعايات ونشر الاكاذيب والاشاعات، بدءا من اتهام المجاهد النبيل والمقاتل الاصيل بسرقة الثلاجات والمجمدات و وصولا الى سرقة الابقار والخرفان وانتهاءا بانتهاكات حقوق الانسان، واصبحوا يتصيدون بالماء العكر حيث صاروا يفتشون عن ادق التفاصيل ويبحثون عن الخصوصيات ويتدخلون في الشؤون العقائدية والدينية لهذا المجاهد او ذاك الفصيل، علهم يعثرون على مثلبة علما ان كل الجيوش والتشكيلات المسلحة لا تخلو من عناصر تسيء الى سمعة تلك الجيوش والجماعات، بما فيها جيوش الانبياء والصحابة والخلفاء والدول المعاصرة واستمروا ولا زالوا في تشويه صورة ابناء الحشد الشعبي، امام العالم والرأي العام فضلا عن الداخل العراقي، فتارة يربطوه بالخارج وتارة اخرى بالخروج عن القانون وثالثة بتهديد الامن الوطني الخ، فأخذوا بنشر الاخبار الكاذبة والمسرحيات المفتعلة، والصور المفبركة والفيديوهات المدبلجة واللقاءات المتفق عليها بين الاطراف الاعلامية والتركيز على الفضائح والجرائم غير الواقعية وتداولها بواسطة وسائل الاعلام العام ومنصات السوشيال ميديا الخ، للنيل من الحشد الشعبي وتسفيه قضيته الوطنية والتقليل من شأن تضحياته التاريخية الجسيمة، ثم ارتفعت وتيرة استهداف الحشد الشعبي اذ استهزأ الاعداء بالمرجعية الدينية وقيادات الحشد وشهداؤه بل وصلت النوبة الى العقائد.