الكاتب : فاضل حسن شريف
يشكل الصم أحد حالات العوق. لذلك وجدت له رياضة تسمى البولينج. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز شأنه “أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ” ﴿محمد 23﴾ “أولئك الذين لعنهم الله” أي أبعدهم من رحمته “فأصمهم وأعمى أبصارهم” ومعناه أنهم لا يعون الخبر ولا يبصرون ما به يعتبرون فكأنهم صم عمي عن أبي مسلم وقيل أنهم في الآخرة لا يهتدون إلى الجنة بمنزلة الأصم الأعمى في الدنيا عن أبي علي الجبائي ولا يجوز حمله على الصمم والعمى في الجارحة بلا خلاف لأنهم لو كانوا كذلك لما ذموا على أنهم لا يسمعون ولا يبصرون وإنما أطلق الصمم لأنه لا يكون إلا في الأذن وقرن العمي بالأبصار لأنه قد يكون بالبصر وبالقلب.
جاء في معاني القرآن الكريم: صمم الصمم: فقدان حاسة السمع، وبه يوصف من لا يصغي إلى الحق ولا يقبله. قال تعالى: “صم بكم عمي” (البقرة 18)، وقال: “صما وعميانا” (الفرقان 73)، “والأصم والبصير والسميع هل يستويان” (هود 24)، وقال: “وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا” (المائدة 71)، وشبه ما لا صوت له به، ولذلك قيل: صمت حصاة بدم (انظر الأمثال ص 346، ومجمع الأمثال 1/393، والمستقصى 2/142)، أي: كثر الدم حتى لو ألقي فيه حصاة لم تسمع لها حركة، وضربة صماء. ومنه: الصمة للشجاع الذي يصم بالضربة، وصممت القارورة: شددت فاها تشبيها بالأصم الذي شد أذنه، وصمم في الأمر: مضى فيه غير مصغ إلى من يردعه، كأنه أصم، والصمان: أرض غليظة، واشتمال الصماء: ما لا يبدو منه شيء.
عن تفسير الميسر: قوله عز شأنه عن أصمهم “أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ” ﴿محمد 23﴾ فَأَصَمَّهُمْ: فَ حرف استئنافية، أَصَمَّ فعل، هُمْ ضمير. فَأَصَمَّهُم: لا يسمعون الحق. أولئك الذين أبعدهم الله من رحمته، فجعلهم لا يسمعون ما ينفعهم ولا يبصرونه، فلم يتبينوا حجج الله مع كثرتها. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز شأنه “أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ” (محمد 23) “أولئك” أي المفسدون “الذين لعنهم الله فأصمهم” عن استماع الحق، “وأعمى أبصارهم” عن طريق الهدى.
من المعوقين العميان أو العمي ولهم رياضة خاصة بهم مثل كرة القدم للعميان. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز شأنه “أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ” ﴿محمد 23﴾ الإشارة إلى المفسدين في الأرض المقطعين للأرحام وقد وصفهم الله بأنه لعنهم فأصمهم وأذهب بسمعهم فلا يسمعون القول الحق وأعمى أبصارهم فلا يرون الرأي الحق فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله عز شأنه “أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ” ﴿محمد 23﴾ “أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ” بالبعد عن رحمته “فَأَصَمَّهُمْ وأَعْمى أَبْصارَهُمْ”. لما تصاموا عن نداء الحق، وتعاموا عن رؤيته أصم اللَّه أسماعهم وأعمى أبصارهم، وبكلمة سلكوا طريق الهلاك مختارين فأهلكهم اللَّه. “وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ” (هود 101).
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز شأنه “أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ” ﴿محمد 23﴾ وتوضح الآية التالية المصير النهائي لهؤلاء القوم المنافقين المفسدين المتذرّعين بأوهى الحجج فتقول: “أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم”. إنّ هؤلاء يظنّون أنّ الجهاد الإسلامي القائم على أساس الحق والعدالة، قطيعة للرحم، وفساداً في الأرض، أمّا كلّ الجرائم التي ارتكبوها في الجاهلية، والدماء البريئة التي سفكوها أيّام تسلطهم، والأطفال الأبرياء الذين وأدوهم ودفنوهم وهم أحياء يستغيثون، كانت قائمة على أساس الحق والعدل لعنهم الله إذ لا أذن واعية لهم، ولا عين ناظرة بصيرة. ونقرأ في رواية عن الإمام علي بن الحسين، أنّه قال لولده الإمام الباقر عليه السلام: (إيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله عزَّوجلّ في ثلاثة مواضع، قال الله عزَّ وجلّ: “فهل عسيتم”). (الرحم) في الأصل محل استقرار الجنين في بطن أمّه، ثمّ أطلق هذا التعبير على كل الأقرباء، لأنّهم نشأوا وولدوا من رحم واحد. وجاء في حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يدخلون الجنّة: مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم). ولا يخفى أنّ لعن الله تعالى لهؤلاء القوم، وطردهم من رحمته، وكذلك سلبهم القدرة على إدراك الحقائق، لا يستلزم الجبر، لأنّ ذلك جزاء أعمالهم، وردّ فعل لسلوكهم وأفعالهم.
قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ هَذِهِ الْآيَةَ هَكَذَا: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ” (محمد 22).”فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ”: وَ سُلِّطْتُمْ وَ مَلَكْتُمْ.”وَ تُقَطِّعُوا أَرْحٰامَكُمْ”: نَزَلَتْ فِي بَنِي عَمِّنَا بَنِي عَبَّاسٍ وَ بَنِي أُمَيَّةَ وفِيهِمْ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: “أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمىٰ أَبْصٰارَهُمْ* أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىٰ قُلُوبٍ أَقْفٰالُهٰا” (محمد 23-24) “أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ”: فَيَقْضُوا مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ.
البولينج من الألعاب الرياضية التي تستخدم لمعاقي الصم. جاء في الموسوعة الحرة عن البولينج: البولِنغ أو البولّنج هو اسم لرياضة تتم بقذف كرة البولنغ لتضرب أجسام خشبية بقصد تسجيل نقاط. توجد العديد من أشكال البولِنغ التي وجدت في حضارات قديمة ربما كان أقدمها ما وجد من رياضة تشبه البولِنغ لدى قدماء الفراعنة في مصر القديمة أما صيغة البولِنغ المعروفة في يومنا هذا فقد ظهرت حديثا في إنجلترا في القرن الحادي عشر وفي عام 1895 تأسس أول اتحاد أمريكي للعبة البولِنغ. التسمية: كلمة بولينج منقول منقحرة من الكلمة الإنجليزية “Bowling”، وتحتوي الكلمة اللغوية على علتان منافية للنطق العربي وهي التقاء الساكنين، وحرف “G” الذي لا تنطقه العرب. أسلوب اللعب: تلعب البولِنغ فرديًّا أو جماعيًّا حيث يقذف اللاعبون بكرة كبيرة مصنوعة من اللدائن الثقيل الوزن ويقدر وزنها بـ 16 باوند لإصابة أكبر عدد ممكن من القطع الخشبية الموضوعة في نهاية مضمار طويل يبلغ طولة 18 متر وعرضه 1.04 وتحتسب نقطة لكل قطعة تسقطها الكرة ويكون طول كل قطعة خشبية حوالي 38 سم وتصنع من الخشب أو اللدائن. الاتحاد الدولي للبولِنغ: تأسس الاتحاد الدولي للبولِنغ عام 1952 واعترف به من قبل اللجنة الأولمبية عام 1979 ويتضمن 103 عضو من 88 دولة في كل المناطق الأولمبية. الاتحاد العربي للبولِنغ: تأسس الاتحاد العربي للبولِنغ عام 1999 وهو يتبع المنطقة الآسيوية. الانواع: يشرف الاتحاد الدولي للبولِنغ علي بولِنغ (عشرة قوارير) أما بولِنغ التسعة قوارير فيتواجد في القارة الأوروبية أما بولِنغ العشرة قوارير فيتواجد في باقي دول العالم وينقسم إلي ثلاثة مناطق جغرافية: المنطقة الأمريكية. المنطقة الآسيوية. المنطقة الأوروبية.