الكاتب : فاضل حسن شريف
جاء في كتاب اضواء على ثورة الحسين لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: قال الله تعالى “لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ” (ال عمران 28) ان الأخبار الدالة على وجوب التقية لم تكن صادرة في زمن الحسين عليه السلام، لأنها انما صدرت عن الإمامين الصادقين عليهم السلام وهما عاشا بعد واقعة كربلاء بحوالي قرن من الزمن. واذا لم تكن هذه الأخبار موجودة، فلا دليل على وجوب التقية يوم حركة الحسين عليه السلام. ومن هنا لم يعمل بها. إلا أن هذا الوجه غير صحيح لأكثر من جواب واحد: أولاً: أن هذه الأخبار المشار إليها تدلنا على حكم واقعي ثابت في الشريعة، يعلم به المعصومون جميعاً سلام الله عليهم بما فيهم الحسين عليه السلام. فإنهم جميعاً عالمون بجميع أحكام الشريعة المقدسة. ثانياً: أن الآيات الكريمة دالة على ذلك أيضاً، وقد كانت موجودة ومقروءة في زمن الحسين عليه السلام. أن الحسين عليه السلام كسائر المعصومين عليهم السلام، عمل بالتقية ردحاً طويلاً في حياته. وإنما ترك العمل بها من ناحية واحدة فقط، هي الناحية التي أدت إلى مقتله في واقعة الطف. وهي رفض الطلب الصادر من قبل الحاكم الأموي بالبيعة له وتهديده بكل بلاء اذا لم يبايع. الأمر الذي استوجب صموده عليه السلام ضد هذا المعنى حتى الموت. يعتبر حكم التقية استثناء من أمر حرام وهو: موالاة الكافرين في الآية الأولى والكفر في الآية الثانية. والاستثناء من مورد الحظر أو الحرمة لا يدل على أكثر من الجواز. فإن حكم الصيد في إستثناء من جانب حرمته في حال الإحرام مع احتمال استمراره بعده. فيكون دالا على مجرد الجواز. نعم، قد تكون التقية واجبة الزاماً، فيما اذا توقف عليها هدف اجتماعي عام مهم. كالمحافظة على بيضة الإسلام. الا أنه لم يكن الأمر يومئذ هكذا، بل بالعكس على ما سوف نعرف، فإن حفظ الإسلام يومئذ كان متوقفاً على التضحية لا على التقية.
ويستطرد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره قائلا عن التقية: وأما السنة الشريفة فأكثر من نص كقوله عليه السلام: (التقية ديني ودين آبائي). وقوله عليه السلام (لا دين لمن لا تقية له). وقوله عليه السلام (التقية درع المؤمن الحصينة). ويغر ذلك وأما الاجماع فهو واضح لمن استعرض فتاوى علمائنا، بل الحكم يعتبر من ضروريات المذهب. إذن فالتقية واجبة. وهذا ما حدى بالمعصومين عليهم السلام جميعاً العمل بها إلا الحسين عليه السلام. فلماذا لم يعمل بها هذا الإمام الجليل. إذ من الواضح أن أحداً من المعصومين غيره لم يتحرك مثل حركته، بل كانت الثورات متعددة، والحروب في داخل البلاد الإسلامية وخارجها موجودة. وهم معرضون عنا لا يشاركون بأي شيء منها. حتى لو كان الثوار والمحاربون من أبناء عمومتهم كذرية الحسن أو الحسين الذين تحركوا خلال العهدين الأموي والعباسي بكثرة، عدّ منهم في مقاتل الطالبيين عشرات. الا أن المعصومين سلام الله عليهم. لم يكونوا من بينهم بأي حال من الأحوال. بل كانوا يسلكون سلوكا مغايراً لذلك تماما عملاً بالتقية الواجبة التي يحسون بضرورتها التشريعية والواقعية عليهم سلام الله عليهم.لا يستثني من ذلك إلا واحد معين منهم هو الإمام الحسين عليه السلام في حركته العظيمة. إن العمل بالتقية رخصة لا عزيمة. ومن هنا يمكن القول أن الإمام الحسين عليه السلام كان مخيراً يومئذ بين العمل بالتقية وبين تركها ولم يكن يحب العمل بالتقية في حقه. وما دام مخيراً فقد اختار الجانب الأفضل في نظره، وهو فعلاً الأفضل في الدنيا والأفضل في الأخرة، وهو نيله للشهادة بعد صموده ضد الانحراف والظلم والظلال. ومن هنا، أيضاً، كان عمل أصحاب الأئمة والمعصومين عموماً. مع العلم أنهم كانوا عارفين بالأحكام متفهمين للشريعة مرتفعين في درجات الإيمان. فعمار بن ياسر عمل بالتقية حين طلب منه مشركوا قريش الطعن بالإسلام ونبي الإسلام.
جاء في موقع الأمة العراقية عن الحشديون ورثة فرسان صفين وأبطال ثورات كربلاء والمختار والتوابين للكاتب رياض سعد: الحكيم من يدفع الأمور ويحل المشاكل وهي صغيرة ومحصورة قبل أن تصعب وتتمدد وتكبر ويصبح من الصعب حلها، فالتعاطي مع الامور والتحديات لا يتم بالتهور والشعارات دائما ومقارعة الأعداء الاقوياء لا ينحصر باستخدام الاسلحة البسيطة بل بالحكمة والديبلوماسية احيانا ومن الغباء ان يذهب البعض للاتفاق مع الجهة الدولية الضعيفة ويترك القوية خلف ظهره او ان يضع بيضه كله في سلة واحدة ومن غير المعقول أن يكون المفاوض الدولي من حمل السلاح في الجبهة، فلكل مجال رجاله فالقتال شيء والسياسة والتفاوض شيء اخر ولا يوجد انتصار اعظم من ان يحفظ الرجل أرضه و وطنه ويحقن دمه ودم بني جلدته ويعزز سيادته ومكانته ويطور إمكاناته وطاقاته. ونرجع ونكرر على ضرورة وحدة الصف الوطني وحقن دماء أبناء الحشد الشعبي، فالعراقيون يحترمون ابناء الحشد ويقدرون جهودهم ويقدسون دماءهم الزكية التي سالت دفاعا عن الوطن والمواطن وتصفية الحشد تعني وقوع الظلم عليهم مما يدفع العراقي للتعاطف معهم لأنه مع المظلوم دائما وابدا واهانتهم قد تعني اهانة الاغلبية والامة العراقية و التعامل مع كافة عناصر الحشد وفصائله كحالة واحدة وظاهرة فاردة فيه الكثير من الغبن والظلم وعدم الحيادية والموضوعية مما يثير عواطف العراقيين.