الكاتب : نعيم الخفاجي
شاهدنا عملية دعم عصابات إرهابية لإسقاط النظام في سوريا، من قبل تركيا ودول الناتو واسرائيل، من مصلحة اسرائيل تلاشي الدولة السورية، وتجزئتها، لأن ذلك يخدم وجود دولة إسرائيل في قلب أمة العرب.
غزوة يحيى السنوار كانت مخترقة من قبل الموساد، ليس بالضرورة تجنيد السنوار للقيام بهذه المهمة، يكفي تجنيد مجموعة من حاشية السنوار وهنية للقيام في عملية كبرى، تستخدم لأول مرة، استعمال كراسي متحركة طائرة، في عمليات إنزال على الفرقة العسكرية الإسرائيلية المكلفة في الانتشار على حدود غزة البرية مع أراضي اسرائيل البرية، غزة هي عبارة عن شريط حدودي على الساحل للبحر.
العملية أوقعت مئات القتلى والأسرى من الجنود والمواطنين المدنيين الإسرائيليين، على اثر ذلك حصل نتنياهو على دعم من أوروبا وأمريكا والدول العربية والإسلامية السنية على إنهاء وجود حماس، مراكز الأبحاث الإسرائيلية والغربية حذرت قبل سنوات من وجود عمليات تصنيع صواريخ ومسيرات بغزة، يعني وجود هذه القوات المسلحة الفلسطينية داخل فلسطين، يشكل تهديد حقيقي على وجود اسرائيل من الداخل، لذلك غزوة السنوار، مكنت نتنياهو في اتخاذ قرار تصفية حماس وتجريدها من اسلحتها، نجح نتنياهو في تدمير غزة وقتل وجرح اكثر من ١٥٠٠٠٠ مواطن فلسطيني خلال ال ١٤شهر الماضية، وبسبب عدم وقوف العرب مع معاناة شعب غزة العربي السني، بالتأكيد الشيعة الام الحنون والأخ الأكبر جاهز للوقوف مع شعب غزة العربي السني، لذلك وقفت القوى الشيعية المقاومة، وتم جرها للدخول بحرب مباشرة مابين اسرائيل وحزب الله في لبنان، بغض النظر عن مفهوم النصر والهزيمة، دفعت المقاومة الشيعية اللبنانية ثمن باهظ وكبير، فقدت الغالبية الساحقة من القادة المهمين، تم تدمير البيئة الحاضنة، تم استهداف منازل المواطنين العاديين، وتم القبول على تنفيذ القرار ١٧٠١ بدون أن تقف حرب غزة، التي دخلوا الحرب بسببها، نعم هذه هي الحقيقة.
كانت سوريا آخر نظام عربي رسمي يدعم مقاومة الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة، بسبب غزوة السنوار تم اضعاف النظام في سوريا وانشغال أصدقائه في حرب لبنان، وباشارة من نتنياهو إلى المجاميع الإرهابية السورية في إدلب لمهاجمة نظام الاسد، تحركت المجاميع الإرهابية مدججة بسلاح المسيرات الصغيرة جعلت أكثر من عشر فرق عسكرية سورية من قوات النخبة، تنهزم، ورأينا كيف دخل الذباح احمد العبسي الشرع ابو محمد الجولاني السفياني دمشق واعتلى منبر المسجد الأموي.
سقط اخر نظام عربي يرفض التطبيع مع إسرائيل، وصلت مجاميع لتنظيمات اسلامية اخوانية تكفيرية للحكم في سوريا.
قضية سلاح حزب الله يتم حلها من خلال ترسيم الحدود البرية ما بين لبنان واسرائيل عندها يتم دمج كل الميليشيات الشيعية والسنية والدرزية والمسيحية ضمن الجيش اللبناني.
الفيالق الإعلامية العربية يقولون بنزع سلاح حزب الله وسقوط النظام في سوريا، ايران تخسر نفوذها، بالحقيقة ايران تخسر سنويا مليارات الدولارات وخاصة منذ عام ٢٠١١ ولغاية يوم الثامن من هذا الشهر عام ٢٠٢٤ في سوريا لدعم النظام الفاشل، سقوط النظام أعطى إلى ايران فرصة مهمة بعدم صرف هذه الأموال، وكذلك الحال في لبنان.
لم تربح إيران ولا فلس واحد من سوريا وايران، ولم تربح ولا فلس من منظمة حماس، ولا من شعب غزة العربي السني، نعم تربح الشركات الإيرانية مثل ما تربح تركيا باضعاف من أرباح ايران في العراق، الشركات الإيرانية تربح من السعودية ودول الخليج، لكن ايران تربح من سوريا ولبنان وغزة هذه كذبة.
هناك مطالبات من أبناء المكون البعثي العراقي السني في غزو العراق والقضاء على وجود الشيعة في إدارة حكم العراق، وهذه الدعوات من مطلقات طائفية، لكن بالمقابل بعد سقوط النظام في سوريا، يفترض في بعض الفصائل الشيعية العراقية الكف عن قضية دعم فلسطين وغزة، رأينا فرح الشعوب العربية السنية بعودة طالبان لحكم أفغانستان، وفرحهم في إسقاط النظام في سوريا، لكون عائلة الأسد لديهم ريحة بسيطة شيعية هههههه نعم هذا هو الواقع، شاهدنا خروج آلاف السجناء من سجن سوري، ناس عبارة عن هياكل عظمية للأسف، لذلك البعثيين بالعراق وسوريا وجهان لعملة واحدة، غير مأسوف عليهم .
على ايران الاستفادة من سقوط النظام في سوريا في مراجعة مواقفها تجاه تبني قضية فلسطين، بل على قادة إيران مسح شيء اسمه دعم فلسطين وتبني قضايا العربان الخاسرة، مامن شريف يقف مع العرب، إلا قام العرب بطعنه وتشويه سمعته، والتآمر عليه، يفترض صرف الأموال على رفاهية الشعب الإيراني.
على ساسة الأحزاب الشيعية العراقية الجلوس مع بعض والتفكير في عدم الزج بشيعة العراق بصراعات خاسرة، والشيعة بغنى عنها، رأينا تدخلات أردوغان وكيف ساهم في إسقاط نظام الأسد، وأعاد الأمل للحركات الاخوانية في مصر والاردن والسعودية وبقية دول الخليج وفي اليمن لوصولهم للحكم وإعلان دولة الخلافة الاخوانية برعاية طيب أردوغان.
مشكلة أردوغان الحالية في سوريا مع الاكراد، بدأ يخطط لاستئصالهم، الجولاني كان امس يشاهد قصف الطيران الاسراىيلي إلى المصانع والمطارات السورية في دمشق رغم سقوط نظام البعث، لكنه لم يتفوه بكلمة واحدة في انتقاد القصف أو أن يتكلم بكلمة واحدة، بتقدم قوات إسرائيلية في احتلال أراضي سورية مقابل الجولان، بل اعلن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل إنهاء اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا عام 1974، هذا الكلام الغاية منه يقول للجولاني تعال حبيبي لنجلس نتفاوض لتوقيع اتفاقية سلام وتطبيع ههههه والشيعة باقين يتبنون مشاريع مقاومة لأمة عربية منكوحة.
لا يهم الناتو واسرائيل من الذي يحكم سوريا، ما يهمهم أن تكون سوريا ومصر أضعف دول الشرق الاوسط بالمستقبل القريب.
كانت سورية الأسد مكان في استنزاف ايران وروسيا، بسقوط الاسد، انتهى زمن استنزاف أموال إيران وروسيا، لكن هذا كلامي لا يقتنع به المحللين الإعلاميين الذين يتحدثون ليل نهار على قنوات بعض الأحزاب الشيعية المقاومين.
بعد سقوط الأسد تكون سوريا المكان الذي ينطلق منه الإخوان لدعم مشاريع أردوغان في الأردن ومصر والسعودية.
الكاتب ميثم الحمدي كتب تغريدة هذا نصها( ما فعلته بنا يا السنوار،أنك زججت بنا في مواجهة مع أمة خانعة ذليلة شامته، تطعن فينا صباحا ومساء دون هوادة أو رحمة…).
مشاريع أردوغان تستهدف إيصال الإخوان لحكم الدول العربية، ومشروع نتنياهو يريد أضعاف وتجزئة الدول العربية، فهم نقيضين، لا يمكن للنقيضين ان يجتمعان بعد أن تستتب الأمور في سوريا وغيرها لصالح طيب أردوغان.
بكل الأحوال ابتلي الشيعة بالعراق بوجود قيادات تزج الشيعة بصراعات خاسرة للأسف، اقسم بالله يوجد ملايين المغتربين الشيعة العراقيين بكل دول العالم بشكل عام وأمريكا واستراليا وكندا بشكل خاص، لديهم علاقات طيبة مع ساسة الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، في امكانهم لعب دور مهم في تعزيز العلاقات لكن يافهيم من هؤلاء الساسة يفكر بذلك؟.
نختم مقالنا في مقال إلى الدكتور الداعية الاستاذ محمد عبدالجبار الشبوط هذا نصه(
الى اخواني الذين يفكرون بالمشروع الشيعي العابر للحدود:
لستم اول من فكر بمشروع سياسي عابر للحدود.
قبلكم فكر الشيوعيون بذلك وفشلوا؛
وبعدهم فكر العروبيون بذلك وفشلوا؛
دعكم من المشروع الشيعي العابر للحدود: سوف يفشل!
فكروا، بل كرّسوا جهدهم لمشروع وطني خاص بالعراق.
دونكم هذا الوطن فاعملوا على بناء دولته دولةً حضاريةً حديثةً ينعم اهلها بالأمن والاستقرار والازدهار.
دولة تقوم على المواطنة والديمقراطية والقانون والعدالة والعلم الحديث.
ودعكم من الاحلام الوردية العابرة للحدود.
حدودكم هي حدود وطنكم، فعليكم بها، هي اولى بكم وبعقولكم النيرة وجهودكم المباركة.
محمد عبد الجبار الشبوط
٩ كانون الاول ٢٠٢٤).
ما تحدث به الدكتور الشبوط كلام تحدث به عقلاء الشيعة ومثقفيهم من زمن المرحوم أحمد الجلبي وإلى يومنا هذا، لكن رأسا يتم اتهامنا بالتصهين والعمالة والخروج من الملة والدين، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
9/12/2024