الكاتب : فاضل حسن شريف
عن موقع الجزيرة “الضاد” مهرجان بقطر للاحتفاء باللغة العربية 18 ديسمبر: نشر الوعي: المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” خالد بن إبراهيم السليطي قال إن المهرجان يهدف إلى نشر الوعي بأهمية اللغة العربية في مختلف الأوساط وتعزيز الهوية الوطنية والثقافة العربية من خلالها، وصولا إلى تعزيز حضورها والارتقاء بها بما يخدم التعليم والثقافة في قطر. وأضاف السليطي أنه في ظل التطور العالمي في ثورة المعلومات والاتصالات ينبغي زيادة الفرصة أمام أجيال اليوم للإبحار في عالم اللغة العربية للتمسك بالهوية والمحافظة عليها والعمل على نشرها. وهو ما أكده المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية علي الكبيسي بقوله إن المهرجان يسهم في تعزيز اللغة العربية والمحافظة عليها من خلال الأنشطة المتعددة، حيث سيسعى إلى بيان أهمية اللغة العربية ودورها في عدد من المجالات. وكثير من الأنشطة موجه إلى الأطفال خاصة، من أجل تحبيب اللغة العربية إليهم وتنمية مهاراتهم وملكاتهم اللغوية بالألعاب الترفيهية التي تنظم على هامش المهرجان. ولا تقتصر مشاركة الجمهور على المسابقات والألعاب، بل يمكنهم التسجيل في الورش المتخصصة بفن كتابة الخط العربي في “ركن الخط العربي”، وتعلم فن القصة المصورة في جناح “قصة ورسم”. وفي خطوة هي الأولى من نوعها، شهد المهرجان أنشطة “كوميديا بالفصيح”، وفيها قدمت نخبة من الممثلين خمسة عروض مختلفة. ووجد القراء ومحبو المطالعة بغيتهم في “مكتبة كتارا للكتب المستعملة”، وما يحبونه من صنوف الأدب والعلوم بالمجان، كما أنه بإمكانهم إيداع كتب يملكونها ولا يستعملونها ليفيد منها آخرون، وذلك لإعادة تدوير المعرفة.
جاء في موقع فاست ترانس عن دور الترجمة في التبادل بين الثقافات والشعوب: من الجزر المنفصلة إلى قرية صغيرة نشطة للكاتبة حرية الحديدي: ما هو دور الترجمة في التواصل بين الشعوب والثقافات؟ تلعب الترجمة دوراً هاماً في خلق تواصل ناجح بين الشعوب والثقافات المختلفة؛ ويرجع هذا لكونها حلقة وصل يتمكن الأفراد والجماعات من خلال استخدامها من التغلب على الصعوبات التي تسببها الفروق اللغوية بين الشعوب والأمم دون التضحية بجزء من هويتهم كاللسان الذين اختاروه معبراً عن أنفسهم. 1– ترجمة الكتب الثقافية وتبادلها بين الشعوب: من خلال ترجمة الكتب الثقافية وتبادلها بين الشعوب يتضح لنا دور الترجمة في إنشاء حلقة وصل بين الشعوب والثقافات المختلفة، حيث إن تلك الكتب الثقافية المترجمة تسمح لقارئها بالتعرف على العادات الثقافية الخاصة بالشعوب الأخرى، وتحديد مواطن الشبه والاختلاف بين ثقافتهم وتلك الثقافات التي يتعلمون عنها. 2– ترجمة المؤلفات الأدبية والفنية: ترجمة المؤلفات الأدبية والفنية تسمح لجمهورها بالتبحر في الثقافات الأجنبية، مما يسمح لهم بإنشاء روابط ودية بتلك الشعوب، حيث يتمكنون من رؤية جوانب مختلفة من شخصياتهم. التعمق الثقافي الذي تشجع عليه المؤلفات المترجمة يسمح للأفراد بامتصاص دقائق تلك الثقافات حتى دون وعي منهم. 3– تيسير سبل السياحة العالمية: الترجمة تعمل على تيسير سبل السياحة العالمية، حيث تنشئ قناة للتواصل بين السياح والمرشد السياحي وأبناء الأرض الذين يزورونها، وذلك التواصل اللغوي يحمل في طياته العديد من المحادثات الثقافية الثرية، والتي تفيد إلى توطيد علاقة السائح بتلك الثقافة؛ شعباً وأرضاً. 4– كشف الستار عن ثقافات وشعوب الماضي السحيق: الترجمة هي الطريق الوحيد الذي يمكننا من خلاله كشف الستار عن ثقافات وشعوب الماضي السحيق، الذين لم يتحدثوا بلغتنا، ولم يتشابهوا معنا. فإن ترجمنا آثارهم، وكلماتهم فتحنا طريقاً للود بيننا وبينهم، وجعلنا بيننا وبينهم تواصلاً حياً يتجاوز حدود الزمان. ما هي العلاقة بين الترجمة والثقافة؟ إن العلاقة بين الترجمة والثقافة قوية، ووثيقة، كعلاقة المطر بالبحر. فطالما يوجد مطر، يوجد بحر، وطالما يوجد بحر فلن يتوقف هطول المطر. بالمثل: طالما توجد ثقافة، ستوجد ترجمة، وطالما لا تغيب ترجمة، فستكون هناك ثقافة بكل تأكيد. إن الثقافة هي نتاج التعبير عن الهوية الجماعية لمجموعة من الناس، فهي فنهم، وأدبهم، وموسيقاهم، وعاداتهم، وأفكارهم، وكل ما يفعلونه تأثراً بالجماعة يمكن أن يُطلَق عليه لفظ ثقافة. والثقافة تظهر في ثلاثة أشكال رئيسية: أفعال أفراد الجماعة التي تعبر عن هويتهم الجماعية وعاداتهم وتقاليدهم، وحديث أفراد الجماعة عن معتقداتهم وثقافتهم وماذا تمثل بالنسبة لهم، وكتاباتهم التي تضم تعبيراً ووصفاً عن معتقداتهم واهتماماتهم والاكتشافات الفلسفية والفكرية التي وصلوا إليها بفضل بيئتهم وثقافتهم. دون الترجمة، أو أي وسيلة للتواصل بين الشعوب التي تمتلك ثقافات مختلفة تماماً لن يكون هناك سبيل لفهم الآخر أبداً، وسنكون في نظر الآخر من كوكب آخر إلى الأبد، وهكذا تتربص بنا الشحناء، ولا تجعل بيننا هوادة السلام، أو نسيم الأمان. لكن لحسن حظنا أن الترجمة تستطيع فك شفرات الثقافات الأجنبية من خلال ترجمة ما يقوله أصحاب الثقافة عن هويتهم وثقافتهم، وترجمة ما تتم كتابته من نتاج تلك الثقافة الفكري الذي ينتجه أبناؤها. ثم تسمح الترجمة بامتصاص هذه الثقافات المختلفة، وامتزاجها وتداخلها حتى تصنع ثقافات حية فريدة من نوعها، لها طابع أكثر من ثقافة، وبصمة أكثر من شعب.
عن تفسير الميسر: قوله جل جلاله “وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا” ﴿طه 113﴾ عربيا صفة، وكما رغَّبنا أهل الإيمان في صالحات الأعمال، وحذَّرنا أهل الكفر من المقام على معاصيهم وكفرهم بآياتنا، أنزلنا هذا القرآن باللسان العربي؛ ليفهموه، وفصَّلنا فيه أنواعًا من الوعيد؛ رجاء أن يتقوا ربهم، أو يُحدِث لهم هذا القرآن تذكرة، فيتعظوا، ويعتبروا. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله جل جلاله “وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا” (طه 113) “وكذلك” معطوف على كذلك نقص: أي مثل إنزال ما ذكر “أنزلناه” أي القرآن “قرآناً عربيا وصرفنا” كررنا “فيه من الوعيد لعلهم يتقون” الشرك “أو يُحدث” القرآن “لهم ذكراً” بهلاك من تقدمهم من الأمم فيعتبرون.
جاء في كتاب المعاني: الصرف هو رد الشيء من حالة إلى حالة، أو إبداله بغيره، يقال: صرفته فانصرف. قال تعالى “ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ” (ال عمران 152)، وقال: “وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ” (هود 8)، وقوله: “صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ” (التوبة 127)، فيجوز أن يكون دعاء عليهم، وأن يكون ذلك إشارة إلى ما فعله بهم، وقوله تعالى: “فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا” (الفرقان 19)، أي: لا يقدرون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب، أو أن يصرفوا أنفسهم عن النار. وقيل: أن يصرفوا الأمر من حالة إلى حالة في التغيير، ومنه قول العرب: (لا يقبل منه صرف ولا عدل). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال أو الناس، لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا). وقوله سبحانه وتعالى “وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ” (الاحقاف 29)، أي أقبلنا بهم إليك وإلى الاستماع منك، والتصريف كالصرف إلا في التكثير، وأكثر ما يقال في صرف الشيء من حالة إلى حالة، ومن أمر إلى أمر. وتصريف الرياح هو صرفها من حال إلى حال. قال تعالى: “وصرفنا الآيات” (الاحقاف 27)”وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ” (طه 113)، ومنه: تصريف الكلام، وتصريف الدراهم، وتصريف الناب، يقال: لنا به صريف، والصريف: اللبن إذا سكنت رغوته، كأنه صرف عن الرغوة، أو صرفت عنه الرغوة، ورجل صيرف وصيرفي وصراف، وعنز صارف كأنها تصرف الفحل إلى نفسها. والصرف: صبغ أحمر خالص، وقيل لكل خالص عن غيره: صرف، كأنه صرف عنه ما يشوبه. والصرفان: الرصاص، كأنه صرف عن أن يبلغ منزلة الفضة.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل جلاله “وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا” ﴿طه 113﴾ التعبير بـ (كذلك) إشارة إلى المطالب التي بيّنت قبل هذه الآية، وهذا يشبه تماماً أن يذكر إنسان لآخر اُموراً من شأنها التوعية والعبرة، ثمّ يضيف: هكذا ينبغي التذكير والوعظ، وعلى هذا فلا حاجة إلى التفاسير التي ذكرت والبعيدة هنا عن معنى الآية). كلمة (عربي) وإن كانت بمعنى اللغة العربية، إلاّ أنّها هنا إشارة إلى فصاحة القرآن وبلاغته وسرعة إيصاله للمفهوم والمراد من جهتين: الأُولى: إنّ اللغة العربية ـ بشهادة علماء اللغة في العالم ـ واحدة من أبلغ لغات العالم، وأدبها من أقوى الآداب. والثّانية: إنّ جملة (صرفنا) أحياناً تشير إلى التعبيرات القرآنية المختلفة حول حادثة واحدة، فمثلا نراه يبيّن مسألة الوعيد وعقاب المجرمين من خلال ذكر قصص الاُمم السابقة وحوادثها تارةً، وتارةً أُخرى على هيئة خطاب موجّه للحاضرين، وثالثة بتجسيد حالهم في مشهد القيامة، وهكذا. إنّ إختلاف جملة “لعلّهم يتّقون” مع جملة “يحدث لهم ذكراً” قد يكون من جهة أنّ الجملة الأُولى تقول: إنّ الهدف هو إيجاد وغرس التقوى بصورة كاملة. وفي الجملة الثّانية: إنّ الهدف هو أنّ التقوى وإن لم تحصل كاملة، فليحصل على الأقل الوعي والعلم فعلا، ثمّ تكون في المستقبل مصدراً وينبوعاً للحركة نحو الكمال. ويحتمل أيضاً أن تكون الجملة الأُولى إشارة إلى إيجاد وتحقيق التقوى بالنسبة لغير المتّقين، والثّانية إلى التذكّر والتذكير بالنسبة للمتقين، كما نقرأ في الآية (2) من سورة الأنفال: “وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا”. في الآية آنفة الذكر إشارة إلى أصلين مهمّين من اُصول التعليم والتربية المؤثّرة: أحدهما: مسألة الصراحة في البيان، وكون العبارات بليغة واضحة تستقرّ في القلب. والآخر: بيان المطالب بأساليب متنوعة، لئلاّ تكون سبباً للتكرار والملل، ولتنفذ إلى القلوب.