فبراير 5, 2025
kamil-suleyman-629x400

كامل سلمان

نقول وداعاً للعام الميلادي 2024 ، تحملناه على مضض ، حاله حال أخوته أو أخواته من الأعوام التي مضت ، العام الجديد نستقبله بالأفراح والمسرات وتبادل الهدايا والتهاني وإطلاق الألعاب النارية وعندما نودعه نقول عنه كان أسوأ عام وكأننا نداعب العام الجديد ليكون أجمل من العام الذي مضى . عام 2024 م لم يكن سيئاً لجميع الناس ولم يكن حسناً لجميع الناس ، ففي الوقت الذي كان فيه عام 2024 عاماً حزيناً لسكان غزة الذين فقدوا أخوتهم وأبناءهم وأحبتهم بسبب الحرب ، كان عاماً سعيداً ورائعاً للشعب السوري لأنهم تخلصوا في هذا العام من كابوس حزب البعث وبشار الأسد ، كان عاماً سيئاً للرئيس الأمريكي بايدن ونائبته كمالا هاريس ومعهم الحزب الديمقراطي لهزيمتهم في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وكان عاماً سعيداً لترامب ومعه الحزب الجمهوري الذين سجلوا انتصاراً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية . كان عاماً ثقيلاً ومؤلماً لجبهة الممانعة والمقاومة التي تقودها إيران بسبب النكسات والهزائم في غزة وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن بينما كان عاماً من الخيال بالنسبة لإسرائيل ، وهكذا الحال لجميع الدول والحكومات والشعوب والأفراد والتنظيمات والفرق الرياضية والفنية ، بعضهم يودع العام 2024 م بحزن شديد لما أصابه بهذا العام من خسارة وألم ويتأمل في العام الجديد عام 2025 م التعويض والخير والبعض الأخر يود لو أن هذا العام 2024 م يستمر ولا يتغير للأبد بما حقق من مكاسب في هذا العام وبما نال من فوز وانتصارات وأفراح ورغم ذلك فالجميع يستقبل العام الجديد بقدر عال من التفاؤل ليكون عاماً أفضل مما سبق .. بالنسبة للإنجازات العلمية والتكنولوجية في جميع المجالات الطبية والهندسية والإلكترونية والفضائية دائماً يكون العام الجديد هو الأفضل وهو الذي يحمل المفاجآت لأن العلم لا يتراجع يتجه للأمام فقط . . أن أسوأ شيء عاشته البشرية وتجرعت مرارته في العام 2024 م هي كثرة الحروب وشدة ضررها على المدنيين وخاصة النساء والأطفال وكبار السن والمرضى في غزة وجنوب لبنان واليمن وسوريا وأوكرانيا وروسيا والسودان وغرب كوردستان وأذربيجان ومناطق أخرى من العالم ، ناهيك عن القلق الشديد الذي أصاب سكان الأرض في هذا العام بسبب الخوف والرعب من إندلاع الحرب العالمية الثالثة التي إنْ وقعت ستفضي إلى استخدام الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الذي سيبيد الحياة من على سطح كوكبنا الجميل .. مقابل هذا السوء فقد عاش سكان الأرض خلال العام 2024 م لحظات جميلة مذهلة أمام كم الإكتشافات العلمية الفضائية النادرة وكانت أروعها بما توصل إليه العلماء بأمكانية استيطان الإنسان على سطح الكوكب الأحمر أو كوكب المريخ … إحباطات كثيرة وإنجازات أكثر وفي خضمها نودع هذا العام بما حمل ، راغبين أن نودع معه كل سوء متأملين أن يكون عامنا الجديد 2025 م هو عام خير وعام سلام ومحبة على جميع سكان الأرض بمختلف دياناتهم وعقائدهم وأشكالهم وألوانهم دون تمييز وبلا فوارق ، ولو شاءت الأقدار أن أحظى بالعثور على مصباح علاء الدين السحري وأتكلم مع المارد الذي بداخله ويسألني بما أتمناه في العام الجديد سيكون طلبي الوحيد منه هو أن تنتهي الكراهية من نفوس الناس لأنها أصل الشر والشرارة التي تتحول إلى نيران لتحرق وتقتل الناس وتخلق الفتن .. كل الأمنيات الطيبة لجميع قراء ومتابعي مقالاتنا وعام سعيد لكل دعاة الخير والمحبة والسلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *