فبراير 6, 2025
download (1)

احمد عبد السادة

‏لم يكذب “النائب السني” مشعان الجبوري حين قال بأن أي سني يدعي بأنه لم يفرح باستلام الجولاني للسلطة في سوريا، هو سني “كاذب” بحسب تعبيره.
قبل اعتراف مشعان هذا.. كنا نعرف جيداً بأن كل سنة العراق فرحون بسيطرة التنظيمات التكفيرية الإرهابية على الحكم في دمشق، وهو فرح كان من المؤكد أننا سنراه على وجوههم لو تمكن دlعش والإرهابي أبو بكر البغدادي من السيطرة على الحكم في بغداد.
ما قاله مشعان يعكس حقيقة سنة العراق بلا نفاق ولا تزييف، فالسني العراقي يفضّل بالتأكيد أن يكون كناساً في شوارع الموصل أو تكريت أو الرمادي أو الأعظمية تحت حكم صدام أو دlعش، على أن يكون وزيراً أو نائباً في ظل حكم ديمقراطي تشاركي يأخذ فيه الشيعة حقوقهم السياسية، والدليل هو أن الإرهابي السني المدان الهارب طارق الهاشمي كان ضابطاً مغموراً ومجرد نكرة بلا قيمة في عراق صدام، ولم يكن لديه أي اعتراض أو طموح آنذاك، لكنه حين أصبح نائباً لرئيس الجمهورية استغل منصبه ومقدراته لتشكيل ودعم مجموعات إرهابية لقتل المدنيين الشيعة الأبرياء.
الهاشمي لا يريد حكماً تشاركياً مع الشيعة حتى لو أصبح نائباً لرئيس الجمهورية، وهو بذلك يمثل النظرية السنية العراقية العامة التي يمثلها كذلك النائبان السنيان سالم العيساوي ومشعان الجبوري اللذان امتدحا الجولاني (معاون البغدادي ومؤسس جبهة النصرة الإرهابية) وابتهجا بسيطرته على الحكم في سوريا واعتبرا تجربته مهمة وملهمة وتمثل إرادة الشعب السوري، وهو موقف ترافق مع ذمهما للتجربة السياسية العراقية بعد 2003، رغم أن الأول (العيساوي) كاد أن يصبح رئيس البرلمان العراقي، ورغم أن الثاني (مشعان) يعتبر هو وابنه يزن من أكبر المستفيدين من الحكومة الحالية، فضلاً عن كونه يحتل المرتبة الأولى في لائحة السياسيين العراقيين الذين استفادوا من نظام بشار الأسد الذي قال مشعان ذات يوم بأنه مستعد لأن يكون مقاتلاً أمام باب قصره للدفاع عنه ضد الإرهابيين الساعين لإسقاط حكمه.
سنة العراق هم إما إرهابيون أو داعمون للإرهاب أو مؤيدون للإرهاب في أحسن أحوالهم. هذه هي الحقيقة المؤسفة التي على الشيعة معرفتها والتعامل معهم على أساسها!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *