
نزار حيدر
نــــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر لـ [شفَق نيوز] عن الغازِ والكهرباء
١/ للأَسفِ الشَّديد فإِنَّ إِدارة الرَّئيس ترامب لا تكترِث بالآثار الجانبيَّة التي قد يتعرَّض لها العراق بسببِ سياسة [أَقصى العقُوبات] التي عادَ البيت الأَبيض يستخدمها ضدَّ الجارة الجمهوريَّة الإِسلاميَّة في إِيران.
والإِدارةُ ترى أَنَّهُ لو كانَ العراق [سِقطُ المتاع] بسببِ هذهِ السِّياسة التي ستشتدُّ يوماً بعد آخر، فتلكَ هي مُشكلة بغداد وليسَت مُشكلة الإِدارة، خاصَّةً فيما يتعلَّق بالدُّولار والطَّاقة الكهربائيَّة والغاز.
٢/ كانَ على العراق أَن يقرأَ مثلَ هذهِ الإِحتمالات قبلَ حصولِها، لكنَّني أَرى أَنَّهُ تأَخَّر جدّاً للأَسفِ الشَّديد بسببِ فشلهِ في اتِّخاذِ سياساتٍ وطنيَّةٍ حقيقيَّةٍ في ملفَّي الطَّاقة الكهربائيَّة والغاز الذي يعتمِدُ لتأمينهِ بالكامِل على طهران، على الرَّغمِ من معرفتهِ المُسبقة بخطأ مثلِ هذهِ السِّياسة، إِلَّا أَنَّهُ يبدو أَنَّ قرارهُ المُرتهن فيما يخصُّ هذَينِ الملفَّينِ ظلَّ يقفُ وراءهُ ويضغط باتِّجاههِ وُكلاء الجارة سَواء زعامات سياسيَّة أَو قادة ميليشيات.
٣/ وقد يتَّضح فشل سياسات بغداد بهذَينِ الملفَّينِ من خلالِ سردِ الحقائقِ التَّالية؛
أ/ الإِصرار على تجهيزِ منظومةِ الطاَّقةِ الكهربائيَّة بالمُولِّدات الغازيَّة طُوال العقدَينِ الماضيَينِ على الرَّغمِ من معرفةِ بغداد أَنَّ ذلكَ يضطرَّها للإِعتمادِ أَكثر فأَكثر على الغازِ الإِيراني المُعرَّض للعقوباتِ الأَميركيَّة.
ب/ رفض العراق لكُلِّ الخُطط التي حاولَت تشجيعهِ ومُساعدتهِ لتنويعِ مصادرِ الغازِ المُستورد، ومنها مشرُوع إِستيراد الغاز من قطَر والتي قدَّمتهُ الدُّوحة بسعرٍ تفضيليٍّ إِلى بغداد، إِلَّا أَنَّ سياسة [الذيليَّة] التي ينتهجَها الوُكلاء حالت دونَ إِنجاز المشرُوع.
ج/ تسويف بغداد وبالتَّالي إِفشالها لكُلِّ مشاريع الإِستفادة من الغازِ المُصاحب في إِنتاجِ الطَّاقةِ الكهربائيَّة، والذي يخسَر العراق بسببِ حرقهِ سنويّاً أَكثر من [١٢] مليار دُولار ويدفع [٦] مِليار دولار لاستيرادِ الغاز!.
هذهِ المشاريع التي قدَّمت عرُوضها الإِدارات الأَميركيَّة السَّابقة، إِلَّا أَنَّ بغداد، وللأَسف، لم تتعامل معَها بجديَّة، مرَّةً أُخرى بسببِ سياسة [الذيليَّة] التي ينتهجَها الوُكلاء، والقائِمة على أَساس [العِراق ثانياً].
٢٠٢٥/٢/١١