Dr Fadhil Sharif

فاضل حسن شريف

د. فاضل حسن شريف

جاء في کتاب الإمام الصادق عليه السلام علم وعقيدة لمؤلفه رمضان لاوند: لعل فيما رواه ابن شهرآشوب في مناقبه دلالة أوضح على عظيم تمسكه بالتربية القرآنية. فقد جاء في هذا الكتاب: أن عمرو بن عبيد قد دخل على الصادق عليه السلام وقرأ “إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ” (النساء 31). وقال: أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله (أو من سنة رسول الله) فقال نعم يا عمرو. ثم فصلها فيما يأتي: 1 –  الشرك بالله “إن الله لا يغفر أن يشرك به” (النساء 48)  2 –  اليأس من روح الله “ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون” (يوسف 87). 3 – عقوق الوالدين لأن العاق جبار شقي: “وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا” (مريم 32). 4 – قتل النفس “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما” (النساء 93). 5 – قذف المحصنات “إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم” (النور 23). 6 – أكل مال اليتيم “إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا” (النساء 10). 7 – الفرار من الزحف “ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير” (الانفال 16). 8 – أكل الربا “الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس” (البقرة 275). 9 – السحر “ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق” (البقرة 102). 10 – الزنا “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” (الاسراء 32). 11 – اليمين الغموس “إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم”(ال عمران 77). 12 – الغلول “ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة” (ال عمران 161). 13 – منع الزكاة “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون” (التوبة 34-35). 14 – شهادة الزور “والذين لا يشهدون الزور” (الفرقان 72) 15 –  كتمان الشهادة “ومن يكتمها فإنه آثم قلبه” (البقرة 283) 16 – شرب الخمر لقوله عليه السلام: (شارب الخمر كعابد وثن) 17 – ترك الصلاة لقوله عليه السلام: (من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله) 18 – نقض العهد وقطيعة الرحم “الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون” (البقرة 27). 19 – قول الزور “واجتنبوا قول الزور” (الحج 30) 20 – الجرأة على الله “أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون” (الاعراف 99). 21 –  كفران النعمة “ولئن كفرتم إن عذابي لشديد” (ابراهيم 7) 22 – بخس الكيل والوزن “ويل للمطففين” (المطففين 1) 23 – اللواط “الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش” (النجم 32) 24 – البدعة “لقوله عليه السلام: (من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه). قال فخرج عمرو وله صراخ من بكائه. وهو يقول: (هلك من سلب تراثكم ونازعكم في الفضل والعلم) انتهى.

وعن نعمة الله يقول رمضان لاوند في كتابه: روى أبو نعيم في (الحلية): (كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين). ويأتي في مناقبه أنه كان إذا صلى العشاء وذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبز ولحم ودراهم فحمله على عنقه ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلما مات وفقدوا ذلك، عرفوه. (صفته في لباسه روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إن الله عز وجل يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتباؤس وعن الصادق عليه السلام أنه قال إذا أنعم الله على عبده بنعمة أحب أن يراها عليه لأنه جميل يحب الجمال). وعنه أيضا: (أني لأكره للرجل أن يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها). وفي ذلك يتمشى جعفر الصادق مع الآية الكريمة: “وأما بنعمة ربك فحدث ” (الضحى 11). وروي عن الصادق أنه قال: (البس وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال، وليكن من حلال). وروى الشيخ الطوسي في التهذيب بسنده عن الصادق عليه السلام قال: (إن الله يحب الجمال والتجميل ويبغض البؤس والتباؤس فإن الله إذا أنعم على عبده بنعمة أحب أن يرى عليه أثرها. قيل كيف ذلك قال: ينظف ثوبه ويطيب ريحه ويجصص داره ويكنس أفنيته حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق).

وعن احتجاجه على الصوفية فيما ينهون عنه من طلب الرزق يقول رمضان لاوند: روى الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في تحف العقول خبر دخول سفيان الثوري على الصادق عليه السلام الذي مر في فصل صفته ولباسه، عليه السلام، وقال: ثم أتاه قوم ممن يظهرون التزهد، ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف، فقالوا: إن صاحبنا حصر عن كلامك ولم تحضره حجة. فقال لهم: هاتوا حججكم فقالوا: إن حجتنا من كتاب الله قال لهم: فأدلوا بها فإنها أحق ما اتبع وعمل به قالوا: يقول الله تبارك وتعالى يخبر عن قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” (الحشر 9) فمدح فعلهم وقال في موضع آخر: “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا” (الانسان 8) فنحن نكتفي بهذا. فقال أبو عبد الله، عليه السلام: أخبروني أيها النفر، ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه الذي في مثله ضل من ضل، وهلك من هلك من هذه الأمة؟ فقالوا: نعلم بعضه، فأما كله فلا. فقال لهم: من ها هنا أتيتم. وكذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما ما ذكرتم من أخبار الله إيانا في كتابه عن القوم الذي أخبر عنهم بحسن فعالهم، فقد كان مباحا جائزا ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله، وذلك أن الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به، فصار أمره ناسخا لفعلهم، وكان نهيه تبارك وتعالى رحمة للمؤمنين ونظرا لكي لا يضروا بأنفسهم، وعيالهم منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفاني والعجوز الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فإن تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا، ومن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خمس تمرات أو خمس أقراص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان، وهو يريد أن يمضيها، فأفضلها ما أنفقه الإنسان على والديه، ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة على القرابة وإخوانه المؤمنين، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله، وهو أخسها أجرا. وقال النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، للأنصاري حيث أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق، ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين، ترك صبية صغارا يتكففون الناس. ثم قال: حدثني أبي أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قال: إبدأ بمن تعول، الأدنى فالأدنى.  ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه، مفروضا من الله العزيز الحكيم قال: “الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما” (الفرقان 67) أفلا ترون أن الله تبارك وتعالى أراد غير ما أراكم تدعون إليه؟ والمسرفون مذكورون في غير آية من كتاب الله، يقول: “إنه لا يحب المسرفين” (الاعراف 31) فنهاهم عن الاسراف ونهاهم عن التقتير، لكن أمر بين أمرين، لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له، للحديث الذي جاء عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: أن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو على والديه، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال ولم يشهد عليه، ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله تخلية سبيلها بيده، ورجع يقعد في البيت ويقول يا رب ارزقني ولا يخرج في طلب الرزق، فيقول الله جل وعز: عبدي أو لم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري، ولكيلا تكون كلا على أهلك، فإن شئت رزقتك، وإن شئت قترت عليك، وأنت معذور عندي؟ ورجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو: يا رب ارزقني فيقول الله: ألم أرزقك رزقا واسعا أفلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف وقد نهيتك؟ ورجل يدعو في قطيعة رحم. ثم علم الله نبيه كيف ينفق، وذلك أنه كان عنده أوقية من ذهب، فكره أن تبيت عنده فتصدق بها وأصبح ليس عنده شئ، وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان رحيما رقيقا فأدب له نبيه بأمره إياه فقال: “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا” (الاسراء 29) يقول: إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك، فإذا أعطيت جميع ما عندك كنت قد خسرت من المال.

جاء في کتاب الإمام الصادق عليه السلام علم وعقيدة لمؤلفه رمضان لاوند: وقد قال الله عز وجل: “وفوق كل ذي علم عليم” (يوسف 76) مما جاء عنه في التفسير ما رواه الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: “اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” (التوبة 116) ثم قال: إنهما محمد وعلي عليهما السلام. وقال ابن شهرآشوب في المناقب: دخل عليه الحسن بن صالح بن حي فقال له:، ابن رسول الله ما تقول في قوله تعالى: “أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم” (النساء 59) من أولوا الأمر الذين أمر الله بطاعتهم؟ قال العلماء. فلما خرجوا قال الحسن: ما صنعنا شيئا، إلا سألناه من هؤلاء العلماء؟ فرجعوا إليه فسألوه فقال: الأئمة منا أهل البيت. وفي حلية الأولياء بسنده عن جعفر بن محمد في قوله تعالى: “إن في ذلك لآيات للمتوسمين” (الحجر 75) قال: للمتفرسين. وفي صواعق ابن حجر: أخرج الثعلبي في تفسيره عن جعفر الصادق أنه قال: نحن حبل الله الذي قال الله فيه: ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” (ال عمران 103) وروى الحسن ابن علي بن شعبة في تحف العقول أنه قال عليه الصلاة والسلام في قول الله “اتقوا الله حق تقاته” (آل عمران 102) قال: يطيع فلا يعصي، ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر. وروى الصدوق في معاني الأخبار بسنده عن الحسن بن علي العسكري أنه قال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في قوله عز وجل: “اهدنا الصراط المستقيم” (الفاتحة 6) قال: يقول أرشدنا إلى الصراط المستقيم، أرشدنا إلى الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى دينك، والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *