أبريل 23, 2025
أدهم-الشبيب

ادهم شبيب

كانت “اسرائيل الكبرى” موجودة “نظريا” منذ بروتوكولات حكماء صهيون ومنذ مؤتمر بازل بداية القرن الماضي وليس في 7 تشرين 2023 

وكان العالم الغربي يدعم اليهود للحصول على فلسطين منذ الحروب الصليبية ومنذ السلطان عبد الحميد الرافض لهذا وعزله بعد تجنيد العملاء من اجل ذلك ،، ولكن لماذا الان فقط تنطلق اسرائيل وامريكا بتنفيذ خطتهما للتوسع على اراضي العرب والاستهتار بسيادتهم عليها واستباحة دولهم ومواطنيهم ، 

في كل عقد من العقود كانت اسرائيل ومن يساندها من حلفائها تجرّب ذلك ، لكن بسبب التكاتف العربي في الحروب لغاية العقد السابع من القرن الماضي ثم اتفاقهم ضدها في السياسة في العقد الثامن عندما كسر السادات هذا التكاتف بانفراده “بالسلام” ، ثم التسابق الى الجهاد الطوعي غير المنظم في التسعينات ثم في التظاهرات والمكاتفة الشعبية ومساندة الشعوب والحكام لانتفاضة الحجارة وغيرها ، كل ذلك كان يجعل اسرائيل تتوقف وترجئ مشروعها الأكبر بمقدار مختلف في كل مرة ، فتقدمت خطوات كثيرة وتراجعت خطوات أقل وحصلت على ماحصلت عليه بالقتال مرة وبالمفاوضات المحترفة وشراء الذمم مرة اخرى ، وكانت تناور كل تلك السنين لتحقق السلام المذلّ للعرب وتراوغ حتى عن حلّ الدولتين الذي رضي به العرب ثم انسحبت اسرائيل منه ، !

اليوم وبعد تولّي ابن سلمان “الذي كرّمه المعهد الصهيوني العالمي كافضل من ساند اسرائيل من القادة العرب” ، وتولّي السيسي الذي قال عنه وزير اسرائيلي انه “افضل حليف لنا بعد امريكا” وتولي عبد الله بن الحسين وبن زايد وتساقط آخر صقور الجيل القديم وصعود حظوظها في أمريكا بصعود اليهود هناك ، جسّت اسرائيل نبض الشارع العربي الذي اغرقته مسبقا -بتوكيل الشركات والحكام- عبر النت ومواقع التواصل والعولمة بكل انواع السقوط الخلقي ونزع الغيرة والتملص من المسؤولية وبالتجهيل ، وسلطت على دوله ومؤسساته سفلة الناس واطلقت العنان للنساء والمراهقين فسيطروا على البيوت والشوارع والمؤسسات العسكرية والمدنية فذهبت الرجولة وانتشرت الدياثة ،  

عندها عرفت اسرائيل ان هذا هو الوقت الأمثل للهجوم على العرب خصوصا وان المخذٍّلين اصبحوا طبقة محترمة وواسعة من “المثقفين” ولديهم تبريرات ايديولوجية لإبعاد الجماهير عن القضية ولديهم منابر لنشر ذلك مما ساعد العدو على الجرأة في التوسع بأدوات الحرب الدموية وعلى مرأى ومسمع من دعاة الدين الذين ابتكروا فتاوى لا جهادية وبذلوا قصارى “علمهم” ليدعموا مواقف الحكام العملاء ويروجوا للانبطاح والسكوت وتثبيط الناس عن الدفاع عن أرضهم بالنبش في بطون الكتب عن كل فتوى مخذلة ومثبطة وكل تفسير يُقعد الناس عن الجهاد حماية لارضهم واعراضهم ، وتلمّسوا الأعذار لهجوم العدو وخطة إبادته لأهل فلسطين ولقضيتهم ، 

فراى التحالف العالمي ضد الاسلام ان هذه هي الفرصة الامثل ، فسكوت الشعوب العربية والاسلامية عن القصف المتكرر والمتوزع على طول خارطة الوطن الكبير ثم سكوتهم عن التقدم الاسرائيلي في اراضيهم كان هو الحلم الذي ظلت اسرائيل تنتظره واستمرت القوى المعادية في العمل عليه بانتظام طيلة نصف قرن او يزيد ، ومن غير الممكن ان تفرّط اسرائيل بفرصة كهذه وهي تعلم انه وبعد هذا الإنحطاط للعرب لم يبق قعر او حضيض ليصلوا اليه وانما سيبدا الصعود وتبدا الصحوة وسيكبر المراهقون وينضجون وستشبع النساء من الانفلات فتفوز المربيات وسيتذكر الرجال صنفهم البايولوجي وقوامتهم على ابنائهم ونسائهم ، وسيستفيق المفكرون وينهض المثقفون ويستقوي بعد ذلك المجاهدون ، فدوام الحال من المحال وما اندثرت امة دستورها القرآن ومربيها الإسلام ، “ولا بد للّيل ان ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر” . 

أدهم الشبيب 12 نيسان 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *