فاضل حسن شريف
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز من قائل “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ” ﴿الأعراف 80﴾ عطف سبحانه على ما تقدم، فقال: “ولوطا” أي: وأرسلنا لوطا. وقيل: إن تقديره واذكر لوطا. قال الأخفش: يحتمل المعنيين جميعا ههنا، ولم يحتمل في قصة عاد وثمود إلا أرسلنا لأن فيها ذكر إلى وهو لوط بن هاران بن تارخ بن أخي إبراهيم الخليل عليه السلام، وقيل: إنه كان ابن خالة إبراهيم، وكانت سارة امرأة إبراهيم أخت لوط “إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة” أي: السيئة العظيمة القبح، يعني إتيان الرجال في أدبارهم “ما سبقكم بها من أحد من العالمين” قيل: ما نزا ذكر على ذكر قبل قوم لوط، عن عمرو بن دينار. قال الحسن: وكانوا يفعلون ذلك بالغرباء.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز من قائل “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ” ﴿الأعراف 80﴾ قوله تعالى: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ” ﴿الأعراف 80﴾ إلى آخر الآية. ظاهره أنه من عطف القصة على القصة أي عطف قوله: ﴿وَلُوطًا﴾ على ﴿نوحا﴾ في قوله في القصة الأولى “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا” (هود 25) فيكون التقدير ولقد أرسلنا لوطا إذ قال لقومه إلخ، لكن المعهود من نظائر هذا النظم في القرآن أن يكون بتقدير ﴿اذكر﴾ بدلالة السياق، وعلى ذلك فالتقدير: واذكر لوطا الذي أرسلناه إذ قال لقومه إلخ والظاهر أن تغيير السياق من جهة أن لوطا من الأنبياء التابعين لشريعة إبراهيم عليه السلام لا لشريعة نوح عليه السلام، ولذلك غير السياق في بدء قصته عن السياق السابق في قصص نوح وهود وصالح فغير السياق في بدء قصته ثم رجع إلى السياق في قصة شعيب عليه السلام. و قد كان لوط على ما سيأتي إن شاء الله من تفصيل قصته في سورة هود مرسلا إلى أهل سدوم وغيره يدعوهم إلى دين التوحيد وكانوا مشركين عبدة أصنام. وقوله: “أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ” يريد بالفاحشة اللواط بدليل قوله: “إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً” ﴿الأعراف 81﴾ وفي قوله: “مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ” ﴿الأعراف 80﴾ أي أحد من الأمم والجماعات دلالة على أن تاريخ ظهور هذه الفاحشة الشنيعة تنتهي إلى قوم لوط، وسيأتي جل ما يتعلق به من الكلام في تفصيل قصته في سورة هود.
جاء في الموسوعة الحرة عن سدوم وعمورة: العقاب الإلهي: في المسيحية: تُروي قصة عقاب سدوم وعمورة في سفر التكوين 18–19. أتى ثلاثة رجال إلى إبراهيم في سهول مامري. بعدما استضافهما إبراهيم وسارة، أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيؤكد له ما سمعه عن سدوم وعمورة لأن ذنبهم عظيم. ذهب الملكان إلى سدوم، ثم سأل إبراهيم الله ما إذا كان سيسفر عن المدينة إذا آمن منها خمسين شخصًا، فوافق الله على ذلك. توسل إبرهيم بعد ذلك إلى الله أن يرحمهم مرات عديدة، مقللًا عدد الأدعية مع مرور الزمن، وقد قبل الله كل الأدعية. قابل الملكان لوط، وأقنعهما بالإيواء معه، وقدم لهما الطعام. (وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا أَحَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ، رِجَالُ سَدُومَ، مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ، كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَقْصَاهَا. فَنَادَوْا لُوطًا وَقَالُوا لَهُ: (أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا). رفض لوط أن يسلم ضيفيه إلى سكان سدوم: هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلاً. أخرجهما إليكم فافعلوا بهما ما يحسن في أعينكم. وأما هذين الرجلين فلا تفعلوا بهما شيئاً، لأنهما لذلك دخلا تحت ظل سقفي. سفر التكوين 19:8 فرفضوا عرضه، وذهبوا ليكسروا بابه. أنقذ الملكين لوط وقاموا بإعماء الرجال، ثم أفصحوا للوط عن مهمتهم لتدمير المدينة، وأمروا لوط أن يجمع عائلته ويرحل. أثناء هروبهم، أمر أحد الملكين لوط ألا ينظر إلي الوراء. فكانت سدوم وعمورة تدمران بالنار والكبريت، وعندما نظرت زوجة لوط ورائها، تحولت إلي عمود من الملح.
وعن الاقوام يقول الدكتور محمد حسين الصغير: وهكذا تتوالى الرسالات بالتوحيد، ويتوالى الاستكبار والتكذيب، ولم تكن للناس على الله الحجة، فقد تابع الرسل والنبيين، يوقظون الغافل، ويحركون روح الحياة في النفوس، فأرسل لوطاً وشعيباً، فكذبوا ذلك، وكان عذاب الاستئصال يسوّي آثارهم، وينسف ديارهم، فبالنسبة لقوم لوط قال تعالى “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ” (الاعراف 84). وكان العبد الصالح شعيب يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويذكرهم بأنعم الله المتواترة عليهم، وبما منّ عليهم من خيرات فكذبوه”الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الخَاسِرِينَ” (الاعراف 92).
جاء في موقع اسلام ويب عن قوم لوط سكناهم وسبب تسميتهم: السؤال: ما معنى قوم لوط؟ ولماذا سميت قوم لوط بهذا الاسم؟ وأريد دليلاً من القرآن: الإجابــة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقوم لوط هم أهل قرى سدوم التي كانت بالأردن، قيل إنها كانت في مكان البحر الميت الآن، وقد أرسل الله إليهم لوطاً عليه السلام وهو ابن أخي إبراهيم عليه السلام، فدعاهم لتوحيد الله، وترك فعل الفاحشة وهي إتيان الذكور، أو ما عرف فيما بعد بعمل قوم لوط أو اللواط، فلم يستجيبوا له وهددوه بالإخراج، فنجاه الله هو وأهل بيته إلا امرأته وأهلكهم جامعاً لهم صنوفاً من العذاب. وإنما سُمُّوا (قوم لوط) نسبة لنبيهم، كما قال الله تعالى: “كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ” (الشعراء 160)، وقصتهم مذكورة في عدة مواضع من القرآن منها آيات الشعراء 160: 174.