اسم الكاتب : رياض سعد
تراجع المطلقات عادة ؛ دوائر التنفيذ التابعة لوزارة العدل ؛ للحصول على حقوقهن من نفقة وغيرها , والتي تستقطع من رواتب ازواجهن السابقين , علما ان معاملات الطلاق والحصول على المستحقات القانونية او المعونة الاجتماعية للمطلقات صعبة ومرهقة ؛ اذ تقف النساء -واغلبهن صغيرات في العمر وصبايا- في طوابير طويلة , بالإضافة الى افتقار تلك الدوائر الى ابسط وسائل الاستراحة , وسوء اخلاق الموظفين , واستغلالهم للوظيفة وتحرشهم بالنساء والاتفاق مع السماسرة لأخذ الرشوة منهن وابتزازهن جنسيا … , وتنقل احدى الارامل معاناتها وتقول : وبعد مراجعات دامت أكثر من عامين لم أحصل على أية حقوق … , كما أن الحكومة العراقية تركتني أعاني عنفاً آخر بعرقلتها ملفات آلاف الأرامل والمطلقات أو الأمهات الثكالى اللواتي يبحثن عن حقوق أبنائهن … .
ومع شديد الاسف يتعامل المجتمع العراقي ؛ بقسوة مع المطلقة وينظر لها على أنها إنسانة فاشلة او متمردة , ويرفض الأهل خروجها للعمل أو الدراسة لتحقيق ذاتها او إعالة أطفالها … ؛ وعندما تستجير المطلقات بدوائر الدولة ؛ ينطبق عليها المثل العربي القائل : ( كالمستجير من الرمضاء بالنار ) وكأن الجميع ( حكومة وشعب ) اتفقا على عقابهن عقاباً جماعياً ؛ فالدوائر الحكومية تفاقم معاناتهن … ؛ فالموظفون يضعون الكثير من الشروط والعراقيل امامهن .
وبعض النساء المطلقات بل و غيرهن – ( مثل المرأة الزعلانة و التي هجرها زوجها ) – يراجعن الدوائر الرسمية لاستلام المستحقات المالية الشهرية والتي يفرضها القانون على الزوج (النفقة ومؤخر الصداق) … ؛ وعند مراجعتهن لدوائر التنفيذ التابعة لوزارة العدل ؛ تتعرض اغلبهن للتحرش او الابتزاز الجنسي , فيما تشتكي بعضهن من “الإجراءات الروتينية المعقدة”، التي يضطررن إلى خوضها شهريًا، في المحاكم ودوائر التنفيذ ، حيث تستغرق أحيانًا أكثر من ست ساعات , وقد نقلت لي احدى النساء اللاتي اعرفهن بحكم الزمالة الوظيفية , انها رفعت دعوى على زوجها الذي هجرها , وكسبت الدعوى , وتم استقطاع مبلغا من راتب زوجها وقدره ( 900 الف ) لإعالة نفسها واطفالها , وبدأت باستلام الراتب من دائرة تنفيذ بغداد الجديدة , الا ان استلام الراتب بدأ بالتلكؤ , فقد مضت 3 اشهر ولم تستلم دينارا واحدا , علما ان الاستقطاع مستمر من راتب زوجها , وعندما سألت المواطنة ( س – ج ) بعض النساء اللاتي يراجعن الدائرة عن هذه المشكلة ؛ اجابهن : بأن هذا الامر طبيعي جدا , اذ طالما تأخرت رواتبهن الى اكثر من شهر وشهرين , والدائرة تكتفي بدفع راتب واحد فيما بعد ولا تعوضهن او تعطيهن رواتب الاشهر الماضية المستقطعة .
ولا احد يعلم اين تذهب اموال المطلقات وغيرهن – والمستقطعة من رواتب ازواجهن – , والى متى تستمر مهزلة الاموال المسروقة والمفقودة , ومن المستفيد منها …؟!
والمفروض بمنظمات المجتمع المدني و لاسيما المنظمات النسوية متابعة هذه القضايا الحساسة ومعالجة هذه المظالم الاجتماعية وظواهر الفساد الحكومية ؛ الا انه لا يوجد اي أثر واضح وفاعل لنشاط تلك المنظمات فيما يخص هذه المسائل المهمة ؛ بل ان بعض المنظمات وهمية او مرتبطة بالسفارات والاجندات الاجنبية المنكوسة او منبثقة من عباءة الاحزاب والشخصيات الفاسدة .