بعد انتهاء حالة الردع بين ايران واسرائيل

نجم عبد طارش

بعد انتهاء حالة الردع بين ايران واسرائيل التي سادت منذ اكثر من اربعين عام ومنعت قيام حرب مباشرة هاهي المواجهة المباشرة تندلع بين قوتين اقليميتين لكل منهما عناصر قوة وضعف …بالنسبة للجانب الايراني فان عناصر قوته تكمن في المساحة الهائلة لايران والتي توسع قاعدة توزيع الاهداف حيث ان مساحة ايران البالغة مليون وستمائة وخمس وأربعون الف كم تفوق مساحة إسرائيل ب ٧٥ مرة حيث تبلغ مساحتها ٢٢ الف كم فقط هذا يساعد الايرانيين في المناورة بنشر الاهداف على عكس إسرائيل التي تنتشر اهدافها في مساحة صغيرة…هناك عامل قوة للايرانيين وهو سلاح الصواريخ والمسيرات الرخيص الكلفة نسبيا حيث ان كلفة بعض المسيرات لاتتجاوز الالف دولار يقتضي اسقاطها كلفة وتقنية عالية جدا وكذلك الصواريخ التي تمتلك ايران ترسانة كبيرة جدا منها كونها تصنيع محلي واستطاعت اعداد كبيرة منها تجاوز نظام القبة الحديدية وكان لها اثر تدميري فاعل ولكن عامل الضعف بهذين العنصرين انهما يطلقان من مسافات بعيدة مما يعطي فرصة اكبر لمواجهتهما وبعض قواعد الصواريخ ثابتة يسهل استهدافها… لكن نجح الايرانيون في استيعاب الضربة الاستباقية واظهروا مرونة في الرد خاصة بالصواريخ… عنصر قوة ايراني اخر وضعف لاسرائيل وهو الراي العام الاسرائيلي في حال حدوث خسائر كبيرة بينما في ايران ونتيجة سعة المساحة وعدد السكان فان هذا عنصر قوة لصالح ايران وتحد كبير لاسرائيل…

عنصر القوة للجانب الاسرائيلي تفوق جوي وتكنلوجي واضح خاصة بطائرات ال f 35 و f16 و f 15 هذه الطائرات هي راس الحربة في سلاح الردع الاسرائيلي خاصة مع ضعف القوة الجوية الايرانية وهو ضعف عانت منه منذ الحرب العراقية الايرانية حيث تعتمد على طائرات f 5 امريكية الصنع من عهد الشاه وطائرات فانتوم قديمة وطائرات سيخوي وميج روسية …لكن التفوق الاسرائيلي في هذا القطاع يواجهه تحدي رئيس ان حصل فسيقلل من تفوق اسرائيل وهو قدرة ايران على ضرب قواعد هذه الطائرات…ثم ان هناك نقطة تفوق اسرائيلية تتمثل بالتفوق التكنلوجي والاستخباراتي والدعم الامريكي والغربي المباشر…

ايران واسرائيل يقاتلان بعقيدة دينية ويعتبران الصراع بينهما صراع وجود لكل منهما… عنصر قوة اخر لايران وهو سيطرتها على مضيق هرمز الذي يمر به ٣٠ بالمئة من نفط العالم ووجود قواعد امريكية في مدى الاستهداف الايراني لكن عنصر القوة هذا يحد منه ان ضرب القواعد الامريكية في المنطقة سيواجه برد امريكي رغم ان امريكا منخرطة الان في الحرب لكنها ستتدخل بصورة اكثر تاثيرا ان تم استهداف قواعدها…

الحرب ستستمر ربما لايام قادمة وربما اسابيع ويعتمد مسارها بقدرة كل طرف على الحاق اكبر ضرر عند الطرف الاخر عندها سيتم اللجوء للحل الدبلوماسي اعتقد ان الايام القادمة ستشهد تصعيدا ربما يتجاوز الاهداف العسكرية عندها سيحاول كل طرف توسيع قاعدة اهدافه لتصل للمطارات ومحطات الكهرباء والطاقة وهو امر غير مستبعد … لن تتوقف الحرب الا بصفقة تشعر كل طرف انه حقق اهدافه ولو اعلاميا دون ذلك سيكون التدمير هائلا عند الطرفين… المطاولة والقدرة على التحمل والافق الذي سيتاح دبلوماسيا ستكون مهمة في ايجاد مخرج لما يجري….

بالنهاية كل حرب ستنتهي بمفاوضات ولكن نتائج الحرب هي من سيحدد مسار هذه المفاوضات….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *